أخبار عالميةالأخبار

غالبية الروس يدعمون بوتين في حربه على أوكرانيا

نشر موقع “إكسيوس” تقريرا أعده ديف لولير، قال فيه إن الروس يقفون خلف الرئيس فلاديمير بوتين، وقت الحرب، وهو بنظرهم ليس خاسرا.

 

وأشار فيه إلى أن العقوبات الغربية الهادفة لزيادة الضغوط على فلاديمير بوتين لم تؤد إلا لحشد الدعم له. وحتى الاتهامات الخطيرة والمروعة ضده مثل مذبحة بوتشا، فإن الدافع الأقوى، رفضها باعتبارها أكاذيب كما يقول عالم الاجتماع في مدرسة العلوم الاجتماعية والاقتصادية غريغوري يودين، و”إلا فمن الصعب العيش معها”.

 

وقال يودين إن الروس يعتقدون وبشكل ضمني، بأن من الصعب تغيير سلوك بوتين، وفي الوقت الذي يدعم فيه نصف السكان الرئيس بدون شروط، يدعمه النصف الثاني حفاظا على النفس.

 

وأضاف: أنت بحاجة إلى قصة تقول إن الأمور جيدة، والحكومة تقدم لهم هذه القصة، وهم مستعدون لدعمها، لأنها تساعدهم على النجاة.

 

وأضاف الموقع أن “أي شيء، شخص أو مؤسسة، لا يقدم الدعم للخط الذي يقدمه الكرملين، يتعرض للقمع. ويواجه الصحفيون والمحتجون 15 عاما سجنا لو احتجوا ضد الحرب، أو نشروا تقارير تظهر الحقيقة عنها. فالاحتجاجات التي انطلقت مع بداية الحرب تلاشت تماما. وفي الشارع لم يعد الروس يقبلون على شراء المنتجات الغربية أو يستخدمون طرق دفع معينة، والكثير من البضائع التي يستطيعون شراءها زادت أسعارها بسبب العقوبات. ولكنهم لا يحملون بوتين المسؤولية”، كما تقول الصحفية من موسكو، يانا.

 

وعندما زارت بلدة خارج العاصمة، سمعت بائعة تقول: “ماذا يفعل الغرب بنا؟”، وأكدت العقوبات للناس أن الغرب شرير. بل وأدت إلى تضخيم مشاعر الروس، بأن العدوان الغربي هو الذي تسبب بالأزمة، في المقام الأول.

 

ويقول دينس فولكوف، مدير مركز ليفادا، للاستطلاعات: “بالنسبة للغالبية، فالأمر لا علاقة له بأوكرانيا، ولكن عن روسيا والغرب يواجهان بعضهما البعض في أوكرانيا”. وفي جماعات للنقاش يشكو الروس من صعوبة الحياة، وفي الوقت ذاته يثنون على بوتين لوقوفه في وجه الولايات المتحدة.

 

وحتى 30 آذار/ مارس، دعمت نسبة 81% الغزو الروسي لأوكرانيا. وزادت شعبية بوتين إلى 80%، بحسب مركز ليفادا. إلا أن تجريم معارضي الحرب يجعل من الصعوبة تفسير هذه النسب. ولاحظ فولكوف غياب الحماسة حتى بين مؤيدي الحرب، و”في العمق هناك فهم بأن الوضع خطير”.

 

وبين داعمي بوتين هناك حالة من “الصدمة” حول ما يجري، ويعتقد أن معظم الروس يريدون نهاية الحرب.

 

وتقول الصحفية يانا، إن الوطنيين الروس الشباب يوصمون بالخيانة ويشعرون بالعزلة. ويهرب المتعلمون من البلاد بمن فيهم أقرب أصدقائها. وعلق الباحث الاجتماعي يودين :”بالنسبة للذين يعارضون الحرب، فما يجري الآن هو تراجيديا وطنية، وليس لأن القوات الروسية ترتكب أعمالا فظيعة في جارة لنا ولكن لأنها تدمر مستقبل البلد”.

 

ولم يعلن إلا شخص واحد عن معارضته الحقيقية للحرب، ألا وهو أليكسي نافالني، لكن محكمة أصدرت حكما بسجنه تسعة أعوام أخرى، وهو سجين في مكان بعيد، ولم يعد هناك أحد من مساعديه في روسيا، فقد فروا إلى المنفى بعد تصنيف منظمته “مؤسسة مكافحة الفساد” كجماعة متطرفة.

 

وقال مديرها فلاديمير أشكوركوف: “لم ينضم الروس للمعارضة لأنهم توقعوا نصرا سريعا”. وأشار إلى التعديلات في قمة القيادة، ما يفسر وجود توترات. وتوقع “تغيرات في البنية السياسية خلال السنوات الخمس المقبلة”. ولن يظل الدعم لبوتين على ما هو، فالسخط في روسيا والنابع من الحرب قد يصبح مشكلة خطيرة له، وفي الوقت الحالي يقف الروس خلفه، على ما يبدو، وفق ما ختم به التقرير.

زر الذهاب إلى الأعلى