أخبار عالميةالأخبار

موت وخراب في ميكولايف.. وإحصاءات تؤكد مقتل 847 أوكرانياً ولجوء 3.3 مليون لاجئ

أعلنت منظمة الأمم المتحدة مقتل 847 مدنياً في أوكرانيا جراء الحرب التي شنتها روسيا، وارتفاع عدد اللاجئين للدول المجاورة إلى 3.3 مليون.

 

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان السبت، إن إحصاءاتها تشير إلى أن 3 ملايين و328 ألفاً و692 لاجئاً أوكرانياً عبروا إلى الدول المجاورة.

 

وحسب بيان المفوضية، فإن العدد المذكور يشمل الفترة بين 24 فبراير/شباط الماضي (تاريخ بدء الهجوم الروسي) و18 مارس/آذار الجاري.

 

وأشار البيان إلى مقتل 847 مدنياً على الأقل وإصابة 1399 آخرين في أوكرانيا جراء الحرب خلال الفترة المذكورة.

 

وذكر أن العدد الحقيقي للقتلى والمصابين قد يكون أعلى بكثير مما جرى توثيقه.

 

وسبق أن حذّرت المفوضية من إمكانية فرار نحو 4 ملايين مدني من أوكرانيا في حال تفاقم الوضع.

 

في سياق آخر، سمع شهود عيان أمام ثكنة عسكرية قُصفت قبل ثلاثين ساعة في ميكولايف الأوكرانية، أصواتاً من تحت الأنقاض تُشير إلى احتمال وجود أحياء تحتها بعدما مات العشرات فأنذروا فرق الإنقاذ التي بحثت طيلة ساعة عن ناج حتى وجدت جندياً حياً غطّى الغبار كلّ جسده إلّا عينيه الزرقاوين الثاقبتين.

 

موت وخراب في ميكولايف

 

يقول شهود عيان بمن فيهم عناصر إنقاذ وجنود لوكالة الصحافة الفرنسية إن ستة صواريخ سقطت على الثكنة، التي كانت في الأساس مدرسة للضباط، عند نحو الساعة السادسة من صباح الجمعة. ويختصر نيكولاي أحد سكّان الحيّ، بأن ما حصل كان “انفجاراً هائلاً” أدّى إلى تضرر عدد من المباني.

 

وحسب ماكسيم، وهو جندي يبلغ من العمر 22 عاماً، “كان ينام 200 جندي على الأقلّ في الثكنة. وينظر ماكسيم، القادم من ثكنة أخرى قريبة، إلى الموقع المدمّر، وهو في حالة ذهول.

 

ويتابع: أُخرجت 50 جثة على الأقل، لكن لا نعلم كم يبقى تحت الأنقاض.

 

أمّا يفغيني، جندي آخر أتى إلى المكان، فيرى أن القصف قد يكون أودى بحياة نحو مئة شخص.

 

وبغياب حصيلة رسمية أو تفاصيل حول الهجوم حتى الساعة، فإن المعلومات غير واضحة في وقت يسعى الخطاب الرسمي إلى جعل ميكولايف، أي “درع” مدينة أوديسا الاستراتيجية الواقعة على بعد أكثر من 130 كيلومتراً غرباً، تقاوم وتُبعد هجمات القوات الروسية عنها.

 

وتؤكد السلطات منذ عدة أيام أن القوات الروسية أُبعدت باتجاه خيرسون، المدينة التي تحاصرها القوات الروسية في شرق أوكرانيا.

 

لكن الضربات القاتلة التي طالت المدنيين والمواقع العسكرية منذ أسبوعين، لم تتوقف.

 

وتقول المتحدثة باسم الجيش أولغا مالارشوك، بتأثّر: لا يحقّ لنا أن نقول أي شيء، لأن عمليات الإنقاذ لم تنتهِ، ولم تُبلّغ بعد جميع العائلات.

 

وتتابع، متحدثة باللغة الأوكرانية ثمّ بالروسية “لسنا بعد في وضع يسمح لنا بالإعلان عن حصيلة، ولا أستطيع أن أفصح لكم عن عدد الجنود الذين كانوا موجودين” في موقع القصف.

 

والرئاسة الأوكرانية لا تُجيب على أسئلة حول هذا القصف.

 

ومن جهته، قال حاكم منطقة ميكولايف فيتالي كيم في فيديو عبر فيسبوك “أمس، نفّذ الأشرار بِجبن ضربات صاروخية ضدّ جنود كانوا نائمين”. ولفت إلى أنه لا يزال ينتظر معلومات رسمية من القوات المسلّحة.

 

وتعمل فرق الإنقاذ وفرق الإطفاء منذ الجمعة، دون توقّف، على رفع أكوام الحجارة والقضبان الحديدية الملتوية. ويضع عناصر الإنقاذ أشلاء بشرية على بطّانية.

 

ونُقلت ثلاث جُثث إحداها مغطاة بملاءة بيضاء بعيداً عن الأنقاض. وجُمّعت حقائب الضحايا وستراتهم الواقية من الرصاص في إحدى الزوايا.

 

على بعد أمتار قليلة من الثكنات المدمرة مبنى آخر أقل تضرراً يضم مهجعاً وبعض المكاتب. تحطمت جميع نوافذه وتبعثرت أحذية العسكريين على الأرض.

 

ونجت أيقونة دينية صغيرة وبعض صور الجنود التي بقيت معلّقة على الحائط.

 

وصمدت في مشهد الخراب هذا لوحة من حجر رمادي تمثل بحاراً متكئاً على بندقية وخلفه سفن. ربما كانت هذه اللوحة تستقبل الداخلين إلى الثكنة التي قُصفت.

 

وكُتب عليها قصيدة كلماتها الأولى هي “قاتلوا! ستنتصرون”.

 

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

 

وتشترط روسيا لإنهاء العملية، تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي “الناتو” والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلاً في سيادتها”.

زر الذهاب إلى الأعلى