اخبار تركياالأخبار

لماذا سميت التفاحة الحمراء؟.. تعرف على طائرة تركيا المسيرة ولماذا تتحدى إف-35 الأميركية

لا يهدأ سعي تركيا نحو تطوير الصناعات الدفاعية العسكرية، فقد كشفت شركة “بايكار” (Baykar) النقاب عن هيكل طائرة جديدة مسيرة تنتمي إلى الجيل السادس من المقاتلات الحربية لخوض الحروب والهيمنة على سماء المستقبل.

 

وكتب المدير التقني للشركة سلجوق بيرقدار في تغريدة على تويتر “سمكة أكبر وأكثر رشاقة دخلت مرحلة الإنتاج بعد 3 سنوات ونصف، المقاتلة المسيرة بيرقدار قزل إلما (التفاحة الحمراء) قادمة، ترقبوا”.

 

في هذا التقرير رصدت الجزيرة ميزات الطائرة الجديدة وانعكاساتها على قدرات تركيا وسبب تسميتها “التفاحة الحمراء”.

 

خصائص الطائرة

 

وفقا لتقارير تركية وتصريحات سلجوق بيرقدار، فإن طائرة “بيرقدار قزل إلما” تتميز بأنها:

 

ستطير بسرعة أقل من سرعة الصوت، لكنها ستتجاوز في المستقبل هذه السرعة.

ستتمكن من الإقلاع بحمولة زنتها 1.5 طن من الذخيرة داخل جسمها وعلى جناحيها.

التحليق بسرعة 900 كيلومتر/ساعة لمدة 5 ساعات متواصلة، وعلى ارتفاع يبلغ 12 كيلومترا.

القدرة على التخفي من الرادارات.

الجانب الأكثر أهمية الذي يميزها عن النماذج التي طورتها دول أخرى هو قدرتها على الهبوط والإقلاع من سفن هجوم من طراز تي سي جي أناضول (TCG Anadolu)  المحلية.

تمتلك ذيولا أمامية أفقية وخلفية عمودية، الأمر الذي سيمتعها بقدرات قوية على المناورة باستقلالية.

ستتمكن “بيرقدار قزل إلما” من القتال ضد الطائرات الحربية ذات السعة الأعلى، فضلا عن أنها ستفتح آفاقا جديدة في القتال الجوي عبر ما تملكه من مزايا القتال غير المأهول، والاستقلالية التي يوفرها لها الذكاء الاصطناعي.

 

الجيل السادس

 

من جهته، قال وزير الصناعة والتكنولوجيا التركي مصطفى ورانك في تصريح صحفي إن العالم سيبدي اهتماما بطائرة التفاحة الحمراء التركية لا بمقاتلات إف-35 (F-35) الأميركية عندما تعرض في السوق.

 

وفي هذا السياق، ذكر إسماعيل حقي نائب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في رئاسة الأركان التركية أن استخدام تركيا طائراتها المسيرة المحلية غيّر مجرى العمليات في سوريا وليبيا وأذربيجان، كما أن استخدام طائرة “بيرقدار قزل إلما” سيغير الكثير من الأحداث لمصلحة تركيا.

 

وأكد حقي أن تركيا تستخدم في صناعتها العسكرية مواد محلية في معظمها، وتخطط للاستغناء تماما عن استيراد المواد الخام في التصنيع.

 

وقال المسؤول العسكري السابق إن مقاتلات الجيل السادس تختلف عن مقاتلات الجيل الخامس في أنه يمكنها العمل بلا حاجة إلى طيار لقيادتها، إلى جانب امتلاك الخصائص المتطورة نفسها التي تملكها المقاتلات الشبحية من الجيل الخامس، إلا أنها أسرع وأكثر قدرة على التخفي والمناورة القتالية، فضلا عن تكلفتها المنخفضة واستهلاكها وقودا أقل أثناء تحليقها.

 

ويتوقع حقي أن تتمكن الطائرة الجديدة من العمل بتوافقية مع الطائرات المسيرة المسلحة الأخرى، والتحكم في طائرات “الدرونز الانتحارية”، فضلا عن توظيفها أنظمة الحرب الإلكترونية، ليس فقط لحماية نفسها، بل لمهاجمة الطائرات المعادية والتشويش عليها وإسقاطها.

 

التفاحة الحمراء

 

منذ أن أعلن سلجوق بيرقدار عن اسم المقاتلة المسيرة النفاثة انتشر في الإعلام مصطلح “قزل إلما” (KIZIL ELMA) والذي يعني بالعربية “التفاحة الحمراء”، فإلى ماذا يرمز هذا المصطلح؟

 

يعرف هذا المصطلح بأنه رمز للأهداف البعيدة التي توحد القبائل والدول التركية تاريخيا، ويشير إلى السعي للوصول إلى الأرض التي يتم اختيارها لغزوها والسيطرة عليها، وبعد دخول الشعوب التركية في الإسلام تغير مفهومه ليصبح الهدف منه فتح الأراضي والبلدان وإعلاء كلمة الله وتحرير الشعوب من الظلم والعبودية، فبعد فتح مدينة إسطنبول على يد السلطان محمد الفاتح عام 1453 كان مصطلح “قزل إلما” يرمز إلى السيطرة على كنيسة سان بيترو في روما، أما في عهد السلطان سليمان القانوني فرمز إلى السيطرة على فيينا ثم روما.

 

ويذكر قاموس مصطلحات التاريخ العثماني لمحمد زكي أن “التفاحة الحمراء” مصطلح أطلقه الأتراك العثمانيون على مدينة روما أولا، إلا أن القصد الحقيقي والعام منه كان يعني أن أهل الإسلام سيواصلون فتوحاتهم حتى النصر.

 

أما الرحالة العثماني الشهير أوليا جلبي (1611-1683) فيذكر في الجزء السادس من رحلته معلومات متعددة عن “التفاحة الحمراء”، ومنها أن “قزل إلما” هو غاية انتصارات الأتراك العثمانيين في بلاد المجر، ورويدا رويدا بدأ التعبير يشيع بين الجنود الانكشاريين، وبدأ يستخدم في اللغة العثمانية ليشير إلى أقصى حد وأبعد نقطة جغرافية وصلت إليها الفتوحات العثمانية.

 

وأثناء عملية “غصن الزيتون” العسكرية التي أعلنت عنها القوات المسلحة التركية ضد ما سمتها “التنظيمات الإرهابية” خلال العام 2018 في مدينة عفرين (شمالي سوريا) انتشر مقطع مصور في وسائل التواصل الاجتماعي لمراسل إحدى القنوات التركية يسأل أحد الجنود الأتراك: إلى أين مقصدكم؟ فأجابه: إلى “قزل إلما”.

زر الذهاب إلى الأعلى