أخبار عالميةالأخبار

سوريون في أوكرانيا.. مقاتلون لحرب الشوارع أم سلاح التطرف بوجه أوروبا؟

أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الضوء الأخضر لنشر ما يصل إلى 16 ألف متطوع من الشرق الأوسط إلى جانب الانفصاليين الموالين لموسكو الذين يقاتلون في منطقة دونباس بأوكرانيا، ليضاعف بذلك الغزو الذي يقول الغرب إنه فقد زخمه.

 

وجاءت هذه الخطوة بعد ما يزيد قليلاً على أسبوعين منذ أمر بوتين بغزو الأراضي الأوكرانية يوم 24 فبراير/شباط الماضي، ما يسمح لروسيا بنشر مرتزقة متمرسين من صراعات مثل سوريا من دون تكلف فاتورة وقع المزيد من الخسائر في أوساط القوات الروسية الغازية.

 

وقال بوتين متحدثاً في اجتماع لمجلس الأمن الروسي الجمعة 11 مارس/آذار إنه يؤيد فكرة السماح للأفراد الأجانب بالانضمام إلى القوات المدعومة من روسيا في أوكرانيا بعد أن قال وزير الدفاع سيرغي شويغو إن نحو 16 ألف “متطوع” من الشرق الأوسط مستعدون للحضور والقتال في الحرب على الجانب الروسي.

 

متطوعون أم مرتزقة؟

 

حسب تصريحات وزير الدفاع الروسي يوجد 16 ألف متطوع في الشرق الأوسط مستعدين للقتال إلى جانب القوات المدعومة من روسيا في منطقة دونباس الانفصالية بشرق أوكرانيا.

 

وهو ما دفع بوتين للخروج في اجتماع متلفز ليقول: “إذا رأيت أن أشخاصاً يريدون على أساس طوعي (من دون مقابل مادي) مساعدة المقاومين في شرق أوكرانيا، فأنت بحاجة إلى مقابلتهم في منتصف الطريق ومساعدتهم على الانتقال إلى مناطق القتال”.

 

بالمقابل نشرت صحيفة (Nikkei Asia) تقريراً تحدثت فيه مع مقاتلين من مليشيات عراقية، إحداها مليشيا عصائب أهل الحق، ذكروا فيه أنه عرض عليهم 400 دولار في الأسبوع للقتال مع الجيش الروسي في أوكرانيا. فيما قال أحد الذين تحدثوا إلى الصحيفة “حان الوقت الآن لمحاربة الإمبريالية وهزيمتها”، معرباً عن اهتمامه بالانضمام إلى ما تسميه موسكو “عملية خاصة”.

 

خبراء في حرب الشوارع

 

بعد أن فوجئت روسيا بقوة المقاومة الأوكرانية التي حرمت الكرملين تحقيق نصر سريع كان يعتقد أنه كان سيمنع الولايات المتحدة وحلف الناتو تقديم مساعدة عسكرية ذات مغزى، يعتقد المراقبون أن العملية العسكرية تتجه الآن نحو حرب الشوارع داخل المدن، الأمر الذي دفع موسكو إلى الاستعانة بحلفائها من سوريا ودول الشرق الأوسط.

 

والأحد الماضي نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر أسماءهم قولهم إن روسيا تجند مقاتلين سوريين من ذوي الخبرة في القتال في المناطق الحضرية، وذلك من أجل الاستيلاء على المدن الأوكرانية التي لم تسقط بعد، بما في ذلك العاصمة كييف.

 

ووفقاً للصحيفة يشير تقييم أمريكي إلى أن روسيا التي تعمل داخل سوريا منذ عام 2015 وقدمت داعماً رئيسياً للرئيس السوري بشار الأسد، جندت في الأيام الأخيرة مقاتلين من هناك، على أمل أن تساعد خبراتهم في القتال بالمناطق الحضرية في السيطرة على كييف وتوجيه ضربة مدمرة إلى الحكومة الأوكرانية.

 

مرتزقة قرب الحدود الأوروبية

 

لا يقتصر موضوع المقاتلين الأجانب على روسيل وحسب، فقد دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 27 فبراير/شباط الناس من جميع أنحاء العالم للمساعدة في الدفاع عن بلاده. فيما قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن كييف تلقت أكثر من 20 ألف طلب من الأجانب الراغبين في المشاركة في الصراع على الجانب الأوكراني.

 

وفي السياق ذاته أشارت جينيفر كافاريلا زميلة الأمن القومي في معهد دراسات الحرب في واشنطن العاصمة إنه مع تدفق المتطوعين من دول أخرى إلى أوكرانيا يمكن أن يصبح الصراع هناك مركز ثقل جديد للمقاتلين الأجانب.

 

وقالت: “إن نشر روسيا لمقاتلين أجانب من سوريا في أوكرانيا يؤدي إلى تدويل حرب أوكرانيا، وبالتالي يمكن أن يربط الحرب في أوكرانيا بديناميات إقليمية أوسع، لا سيما في الشرق الأوسط”.

زر الذهاب إلى الأعلى