أخبار عربيةالأخبارليبيا

ما دلالات ورسائل التحركات العسكرية في العاصمة الليبية؟

طرحت الاستعراضات العسكرية الكبيرة التي قامت بها قوة “دعم الانتخابات والاستقرار” في العاصمة الليبية طرابلس مزيدا من التكهنات والتساؤلات عن أهداف هذه الاستعراضات خلال هذه الفترة وعلاقتها بمنع دخول حكومة باشاغا للعاصمة.

 

وقامت قوة “دعم الانتخابات والاستقرار” المشكلة حديثا من قبل رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة باستعراضات ضخمة طافت كل شوارع العاصمة ومحاورها والبوابات الحدودية مع ترديد أناشيد حماسية وشعارات ثورية.

 

أثارت الاستعرضات بعض الأسئلة: هل هي رسالة لحكومة باشاغا ومؤيديها في طرابلس لردعهم؟ أم تأكيدات للمجتمع الدولي أن الدبيبة له مؤيدون من المجموعات المسلحة ومن الصعب إقالته؟

 

ضبط ومنع سيطرة

 

من جهته أكد المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع بحكومة الدبيبة، عمران شتيوي أن “هذه التحركات في هذا التوقيت هدفها ردع أي تحرك عسكري يمكنه أن يسبب فوضى أو عدم استقرار في العاصمة، وكذلك رفض لأي محاولات من قبل آخرين في الغرب الليبي لفرض حكومة باشاغا بالقوة”.

 

وقال في تصريحات خاصة: التحركات رسالة بأنه لا يمكن فرض شيء بالقوة أو تمكين باشاغا وحكومته من التواجد في العاصمة الليبية لأن هذا أهم أهدافها لإثبات قوتها وقدرتها على السيطرة، حسب كلامه.

 

وأضاف: لكن من غير الواضح حتى الآن متى سيدخل باشاغا للعاصمة مع وجود عوائق وصعوبات في دخول حكومة البرلمان إلى طرابلس لرفضها من قبل كثيرين، وأن الكفة الآن ترجح لصالح رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة لما له من مؤيدين عسكريين كثر، هذا طبعا في حال إن لم يعترف المجتمع الدولي بحكومة باشاغا ويفرضها، كما قال.

 

ترهيب وبلطجة

 

في المقابل، قال أحمد الروياتي، قال المحلل السياسي وأحد أعضاء فريق “باشاغا”، إن هذه الاستعراضات محاولات أخيرة من قبل الدبيبة للترهيب والتهديد تحت سياق محاولة منع السلطة الشرعية الجديدة إلى العاصمة لإنهاء سلطته وتسليم مهامه.

 

 

وأوضح في تصريحه، إن الاستعراضات تحمل رسائل للداخل والخارج: داخليا يريد الدبيبة إيهام الجميع أن المجموعات المسلحة معه ومؤيدة له وداعمة لاستمراره، وللمجتمع الدولي أيضا يريد إثبات أن له مؤيدين من المسلحين، وهو فعل ما هو أكثر من ذلك من مخالفات قانونية بإغلاقه المجال الجوي أمام الرحلات الداخلية.

 

وتابع الروياتي من طبرق: كل هذا يهدف لمنع وصول الحكومة الجديدة إلى طرابلس بعدما أكد رئيسها “باشاغا” أنه سيمارس مهامه من هناك نظرا لأن التجارب السابقة أثبتت أنه لن تنجح أي حكومة أو تثبت شرعيتها إلا بتواجدها في العاصمة، وفق تصريحه.

 

وأضاف: نؤكد أن الحكومة الجديدة ورئيسها سيكونون في طرابلس قريبا جدا والمؤشرات تثبت ذلك وبعض البيانات خرجت من المنطقة الغربية ترحب بهذه الحكومة التي جاءت عبر توافق حقيقي بين البرلمان ومجلس الدولة وهي الحكومة الشرعية الآن، كما رأى.

 

غياب موقف دولي

 

وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر رأى أنه من المبكر الحديث عن استعراضات لدعم الانتخابات والأولى الآن حماية إنتاج النفط وضخه وردع الخارجين عن القانون وحماية المواطن وأصول الدولة، أما الاستعراضات فأرجو ألا يكون المقصود هو منع دخول الخصم السياسي باشاغا لأن ذلك قد يؤدي إلى قتال داخل طرابلس.

 

وأضاف: ليس من الواضح كيف سينفذ باشاغا وعوده بالدخول إلى طرابلس بطريقة سلسة ودون عنف خاصة في غياب موقف دولي واضح ورفض مجلس الدولة لقرارات البرلمان وفي ضوء المطالبات الشعبية بإجراء الانتخابات والتخوف الكبير من تسليم مقاليد الحكم لحفتر بسهولة بعد أن فشل في تحقيقه بالقوة، ولا شك أن باشاغا يعول على قوة بعض الكتائب الموالية له والتي قد لا تكفي للدخول بالقوة.

زر الذهاب إلى الأعلى