أخبار عربيةالأخبارقطر

يدعم الأمن الغذائي.. مشروع لـ”قطر الخيرية” يستكمل عامه الثالث في الشمال السوري

للعام الثالث على التوالي، تستكمل قطر الخيرية مشروع “دعم سلسلة القيمة لمحصول القمح” في شمال غربي سوريا، بالشراكة مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، ودعم من صندوق التمويل الإنساني الخاص بسوريا، بهدف تعزيز الأمن الغذائي وسبل المعيشة لسكان الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة السورية.

 

ويدعم المشروع محصول القمح من البذرة إلى أن تصبح رغيف خبز، قبل توزيعه على المستفيدين، إضافة إلى كل ما يتعلق بهذا المحصول الإستراتيجي من مراحل تخزين وطحن وإنتاج لمادة الطحين، ومن ثم الخبز.

 

سلسلة متكاملة

 

ووفق القائمين على المشروع، فهو يتكون من سلسلة متكاملة تشمل زراعات محطات إكثار بذور القمح، لدعم إنتاج واستعادة النقاوة الصنفية لبذور القمح السورية، ودعم زراعة القمح بتزويد المزارعين بالمدخلات الزراعية، لزراعة هكتار لكل منهم.

 

ويقوم فريق المشروع بترميم كل من منشآت صوامع تخزين حبوب القمح وأبنية المطاحن القديمة في المنطقة، فضلا عن تقديم مطاحن جديدة لطحن القمح بقدرة إنتاجية تبلغ 50 طنا يوميا، وإنشاء مستودعات طحين.

 

ولتشجيع الفلاحين على الزراعة، يقوم فريق المشروع بشراء القمح من الفلاحين مباشرة وتخزينه في الصوامع، ومن ثم طحنه في المطاحن لإنتاج الطحين ونقله إلى الأفران، لخبزه ومن ثم توزيعه بشكل مجاني ومدعوم على الفئات الأشد ضعفا في المخيمات والقرى والبلدات التي تستضيف النازحين داخليا.

 

كما يتطلّع في سلسلته إلى تأهيل الأفران، وتقديم خطوط أفران جديدة لإنتاج الخبز.

 

ويقول مسؤول الأمن الغذائي وسبل المعيشة في “قطر الخيرية”، المهندس أسامة الخلف، إن محصول القمح من المحاصيل الإستراتيجية التي تدخل في غذاء السوريين، وتراجعت زراعته في سوريا خلال الأزمة من 4.5 ملايين طن سنويا إلى 1.2 مليون طن، أي نحو 70%.

 

وأشار الخلف إلى أن أهمية المشروع تكمن في تعزيز الأمن الغذائي للمنطقة، عن طريق ربط الاحتياج بالإنتاج، وتعزيز صمود المجتمعات المحلية في شمال غربي سوريا.

 

ولفت إلى أن العمل يهدف إلى استعادة وتفعيل الأصول المنتجة كالصوامع والأفران والمطاحن التي تضررت بفعل الحرب، وتمكين المزارعين بدعمهم بالأنشطة المدرّة للدخل، وبناء قدرتهم وقدرة المجتمعات المحلية على إدارة المنشآت لتحقيق الاستدامة والاعتماد على الذات.

 

ماذا حقق المشروع؟

 

حقق المشروع خلال مراحله الثلاث منذ بدء عام 2019 إلى الآن منجزات عدة في ريف حلب بشمال سوريا، أبرزها: زراعة 3 محطات لإكثار بذور القمح بالتعاون مع المؤسسة العامة لإكثار البذار، وإعادة تأهيل 3 منشآت صوامع حبوب، تحوي 36 خلية تخزينية بسعة تبلغ ألف طن للخلية الواحدة في كل من مدن وبلدات مارع، وشران، والراعي، وتركيب مطحنتين بقدرة إنتاجية تبلغ 50 مترا مكعبا يوميا في مدينتي مارع والراعي.

 

كما تم دعم 1004 مزارع لزراعة هكتار لكل منها، لإنتاج 4 آلاف طن من بذار القمح النقي، وشراء 6 آلاف و549 طنا من القمح من المزارعين، فضلا عن توزيع نحو 7 ملايين و280 ألف ربطة خبز على الأهالي في الشمال السوري.

 

وبلغ عدد المستفيدين من المشروع في الشمال السوري، حسب المهندس المشرف، 290 ألف مستفيد بين مزارعين وعمال وسكان من المنطقة.

 

في حين يستمر العمل في إحداث مخبز آلي بطاقة إنتاجية تبلغ 5 آلاف رغيف في الساعة بمدينة الراعي، وإعادة تأهيل مخبز في مدينة مارع.

 

شراكة ذكية

 

ورأى مدير مكتب قطر الخيرية في غازي عنتاب (جنوب تركيا)، علي نصر البدوي، أن المشروع هو نموذج وتطبيق عملي لفكرة “ماذا بعد الإغاثة؟”، وخلق شراكة ذكية بين النازح وأصحاب الأرض، من خلال دعم الاقتصاد المحلي.

 

وأضاف البدوي أن مشاريع قطر الخيرية في شمال غربي سوريا تعمل على الاستدامة والإبداع من خلال ترميم البنية التحتية، ودمج النازحين بالمجتمع المضيف، وخلق فرص عمل، إلى جانب التركيز على الاستجابة الطارئة، من خلال الأنشطة المنقذة للحياة، ومنها تأمين الخبز.

زر الذهاب إلى الأعلى