أخبار عالميةالأخبار

حوادث سقوط تتوالى على طائراتF-35 هل فشلت أقوى مقاتلة شبحية في العالم؟

أعلنت قيادة الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي عن تحطم مقاتلة F-35 أثناء تحليقها جنوبي بحر الصين، بعد أن كانت عائدة للهبوط على متن حاملة الطائرات “USS Carl Vinson” التابعة للبحرية الأمريكية.

 

وأردف بيان قيادة الأسطول بأن الحادث وقع “على ظهر السفينة بعد عودة المقاتلة من قيامها بعمليات طيران روتينية”، يوم الاثنين، مما أدى إلى “إصابة سبعة بحارة”. فيما “جرى إخراج الطيار بسلام من الطائرة قبل تحطمها، وهو في حالة مستقرة”، كما “جرى انتشال الحطام على متن مروحية عسكرية”.

 

ومن بين البحارة السبعة الذين أصيبوا على ظهر السفينة، تلقى أربعة علاجاً طبياً على متنها، بينما نُقل الثلاثة الآخرون إلى مستشفى في مانيلا بالفلبين وهم الآن “في حالة مستقرة”، وفقًا للبحرية. هذا ولم يكشف عن أسباب حادث التحطم ذاك، أو إذا كان لا يزال هيكل المقاتلة على متن حاملة الطائرات.

 

بالمقابل ليست هي المرة الأولى التي تتحطم فيها مقاتلة F-35 الأمريكية خارج العمليات القتالية، بل يُضاف الحادث الأخير إلى سلسلة من الوقائع المماثلة، آخرها تحطم طائرة من النفس الطراز تابعة لسلاح الجو البريطاني بعرض المتوسط شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ما يدفع إلى السؤال حول ما إذا فشلت الطائرة التي تروج لها الولايات المتحدة على أنها أقوى “مقاتلة شبحية” في العالم.

 

حوادث متوالية لـ F-35

 

قبل حادثة بحر الصين، شهد البحر المتوسط في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تحطم مقاتلة F-35 تابعة لسلاح الجو البريطاني. وقالت وزارة الدفاع البريطانية وقتها في بيان إن “قائد الطائرة البريطانية من طراز F-35 من سرب حاملة الطائرات “إتش إم إس كوين إليزابيث” قفز من الطائرة خلال عمليات طيران روتينية في البحر المتوسط صباح اليوم”.

 

وحسب صحيفة “ديلي مايل” البريطانية فإن محرك الطائرة الشبحية التابعة لسلاح الجو الملكي سحب غطاء المطر أثناء إقلاعها، وهو ما أدى إلى تعطل المحرك وسقوط الطائرة في مياه المتوسط بعد فترة قليلة من إقلاعها.

 

ورغم أن تلك الحادثة كانت الأولى من نوعها التي يجري الإعلان عنها، فإن مقاتلة F-35 تعرضت قبل ذلك للعديد من الحوادث، إحداها كانت في 23 يونيو/حزيران 2014، حين اشتعلت النيران في محرك الطائرة التي كانت تحاول الإقلاع من قاعدة إيجلين الجوية. فيما نجا الطيار دون أي إصابة، بالمقابل تكبدت الطائرة أضراراً قدرت بنحو 50 مليون دولار.

 

وفي 2015، حذَّر تقرير لقيادة التعليم والتدريب الجوي التابعة للقوات الجوية الأمريكية، من خلل في مروحة محرك المقاتلة، ما تسبب في قطعها غطاء المحرك وجسم الطائرة العلوي، منبهاً لضرورة إجراء تعديلات على التصميم لتفادي تلك الأخطاء.

 

وفي 28 سبتمبر/أيلول 2018، وقع حادث على الطائرة F-35A بالقرب من محطة مشاة البحرية الأمريكية في ساوث كارولينا، ونجا الطيار، واعتقد أن سبب الحادث خلل في أنبوب الوقود، وجرى إيقاف جميع الطائرات انتظاراً لفحص أنابيب الوقود، ثم عاد الأسطول إلى العمل مرة أخرى في 12 أكتوبر/ تشرين الأول من السنة ذاتها.

 

وفي 9 أبريل/نيسان 2019، اختفت طائرة F-35A التابعة لقوات الدفاع الذاتي الجوية اليابانية، من الرادار على بُعد 135 شرق محافظة أوموري خلال مهمة تدريبية لها فوق المحيط الهادي، وبحثت القوات البحرية الأمريكية واليابانية عن الطائرة المفقودة والطيار، حيث عثر على الحطام في المياه وجرى انتشال رفات الطيار.

 

كما شهدت قاعدة إيجلين الجوية بولاية فلوريدا، في 19 مايو/أيار 2020، تحطم طائرة F-35A تابعة لسرب المقاتلات رقم 58 للقوات الجوية الأمريكية أثناء هبوطها. وجرى إنقاذ الطيار الذي كان في حالة مستقرة.

 

تكتم وأعطاب تُفشِل الشبح

 

قبيل إطلاقه مشروع تطوير مقاتلات F-35، كان هدف البنتاغون هو إنتاج مقاتلات خفيفة الوزن وذات قدرات عالية على التخفي والمناورة، كل هذا بتكلفة منخفضة كي تعوض سرب المئات من مقاتلات F-16 الموروثة عن حقبة الحرب الباردة.

 

لكن مع استمرار المشروع وتوالي أعطاب التصميمات المقترحة، اكتشفت شركة لوكهيد مارتن المصنعة للطائرة، أن وزنها الخفيف ما هو إلا مجرد حلم طموح، وأن سعرها بلغ 100 مليون دولار، مع محرك معقد تكلف أعمال صيانته أكثر مما دفع لحيازته.

 

ومع ذلك هذا لم يمنع البنتاغون من الترويج لهذه القطعة على أنها أقوى ما عرفته صناعة هذا الطراز من المقاتلات. رغم اعترافه سابقاً على لسان قائد قواته الجوية، تشارلز براون، بأن هذا الطراز من المقاتلات غير عملي. وقال براون للصحافة الأمريكية: “هذه المقاتلة مثل سيارة فيراري، فأنت لا تقودها كل يوم بل فقط في نهاية الأسبوع، خوفاً عليها من الأعطاب (…) لهذا أنوي تخفيض عدد مرات استعمالها”.

 

هذا وبحسب موقع “ديفانس نيوز” المختص في العتاد العسكري، فإن البنتاغون على معرفة بحوالي 13 خللاً قاتلاً في تصميم مقاتلة F-35، لكن “الطبيعة الدقيقة لهذه المشاكل ستبقى غير معروفة للجمهور” يقول الموقع.

 

ونقل على لسان لورا سيل، المتحدثة باسم مكتب برنامج تطوير F-35، تأكيدها بأنه “ما زالت تصاميم المقاتلة تحتوي على سبع مشاكل مقلقة، كلها من الصنف “أ”، أي الحاسمة في سلامة استعمال تلك القطعة العسكرية (…) لكن لا يمكن نشرها علناً لأنها معلومات حساسة من الناحية العملية وقد تؤثر على سياسة الحرب لدى وزارة الدفاع الأمريكية”.

 

هذا، وحسب المصدر ذاته، لم تكشف شركة لوكهيد مارتن هي الأخرى عن أوجه القصور الذي تعرفه مقاتلة F-35، واكتفت في بيان سابق لها بالقول: “نحن نتابع جميع أوجه القصور التي تكشفها لنا تقارير زبائننا”.

زر الذهاب إلى الأعلى