أخبار عالميةالأخبار

واشنطن بوست: كازاخستان لن تعود إلى الحظيرة الروسية

اهتزت سمعة كازاخستان في غضون أيام قليلة، وانتقلت من دولة واثقة إلى درجة العجرفة، ذات دخل جيد، ودولة تتفاخر بالقدرة على النجاح في تعزيز السلام والاستقرار، إلى دولة مضطربة بسبب الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد، وفقا للكاتبة نرجس كاسينوفا في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست.

 

وأشارت كاسينوفا، وهي باحثة في مركز ديفيس للدراسات الروسية والأوروبية والآسيوية بجامعة هارفارد، إلى إعلان الرئيس قاسم جومارت توكاييف في 11 يناير بشأن الموعد النهائي لمغادرة القوات الأجنبية، التي دعاها إلى البلاد للمساعدة في السيطرة على الاضطرابات، وقالت إن دخول قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تقودها روسيا، كانت أول عملية للمجموعة لمساعدة دولة عضو في التعامل مع أزمة أمنية.

وأوضحت الباحثة أن معظم جنود معاهدة الأمن الجماعي في البلاد، هم من الروس، مما أثار المخاوف من أن وجودهم يرقى إلى الغزو أو حتى الاحتلال، ولاحظ وزير الخارجية الأمريكية بحذر أن “أحد الدروس المستفادة من التاريخ الحديث هو أنه بمجرد وجود الروس في منزلك، يكون من الصعب جداً في بعض الأحيان إقناعهم بالمغادرة”، وقد قوبلت هذه التعليقات برد فعل غاضب من الكرملين، ولكن هناك العديد من الأسباب الوجيهة، التي تدعو للاعتقاد بأن كازاخستان لن تعود إلى موقع الخضوع للحقبة السوفيتية في أي وقت قريب إن وجدت.

 

واعتبر العديد من المراقبين أن نشر قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي بمثابة انتصار لموسكو، وقالوا إن تداعيات هذه المساعدة ستظهر قريباً في نهج الحكومة الكازاخستانية في مختلف القضايا المرتبطة بروسيا، بما في ذلك الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

وأكدت كاسينوفا أن نشر القوات هو إشارة إلى المنطقة والدول المجاورة الأخرى بأن روسيا مستعدة وقادرة على دعم الدول المتعثرة، ومع ذلك، سيكون من الخطأ الافتراض أن العقود الثلاثة الماضية من الجهود المبذولة لبناء الدولة الكازاخستانية هي الان على وشك الانهيار، وأشارت الكاتبة إلى التحولات الديمغرافية في البلاد، بما في ذلك انخفاض عدد المتحدثين بالروسية بشكل مطرد وعودة الكثير من أبناء كازاخستان من الصين ومنغوليا ودول آسيا الوسطى إلى وطنهم.

وأضافت أن الوعي القومي يفسر رد الفعل السلبي القوي للعديد من المواطنين لقرار توكاييف بطلب المساعدة من منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

زر الذهاب إلى الأعلى