أخبار عربيةالأخبارمصر

مجلس الشيوخ المصري يناقش إصدار تفسير عصري للقرآن الكريم يتواكب مع الجمهورية الجديدة

وسط تخوف من جانب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تفسير كلمة “عصري” ناقشت اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ المصري، أمس الاثنين، الاقتراح المقدم من رئيس اللجنة وعضو المجلس يوسف السيد عامر، بشأن إعداد تفسير جامع يعني بتقديم كتاب الله تعالى بأسلوب عصري مبسط يعبر عن وسطية الإسلام واعتداله وذلك لمواجهة التطرف، على حد قوله.

 

وشهدت المناقشة حضور عدد من الشخصيات الدينية الرسمية على رأسهم مفتي الجمهورية شوقي علام، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة الذي قال “مع تطور الزمان نحتاج مزيدا من كتب التفسير للقرآن الكريم. لابد لكل جيل من بصمة في فهم معاني كتاب الله”.

 

بدوره أشاد عامر (مقدم الاقتراح) بجهود وزير الأوقاف “في الدعوة وخدمة الوطن والمجتمع” وقال إنه “يقوم بجهود غير مسبوقة في بناء وتطوير العمل الدعوي وتجديد الخطاب الديني”.

 

تخوف عصري

 

عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي توقفوا عن وصف “تفسير عصري” واختلفوا بشأنه، حيث تخوف بعضهم مما قد يعنيه من إعادة صياغة محتملة ترتبط بعدد من القضايا الأساسية في الدين، مثل الجهاد والردة وإقامة الحدود، وغيرها من القضايا التي تثير اختلافات مع الثقافة الغربية.

 

وتساءل البعض: ما الداعي لإعداد تفسير جديد؟ متخوفين من أن يصبح تفسير القرآن “ألعوبة في يد الحكام ويد من لا يتقون الله” مؤكدين أن الشعوب لا تحتاج تفسيرا عصريا وإنما تحتاج إلى حكم ديمقراطي عصري، حسب قولهم.

 

في المقابل، أشاد آخرون بهذا الطرح وأكدوا الحاجة إلى تفسير للقرآن يراعي تطور الزمان، وينظر للعلم الحديث والحضارة ليس بعين المؤامرة، ولكن بعين التنوع والحقيقة، على حد قولهم.

 

متواكب مع الجمهورية الجديدة

 

الاجتماع شهد إشادة المفتي علام بالمقترح، معتبرا أن هذا الطرح يتواكب مع الجمهورية الجديدة، حسبما نقلت عنه صحف محلية، مع مراعاة ما هو ثابت لا يقبل الاجتهاد وما هو متاح للاجتهاد، وإعمال الفهم لمعالجة قضايا الزمن باحترافية ومهنية عالية.

 

وقال المفتي إن مسيرة العلماء تدعو إلى مزيد من الجهد بجرأة المجتهد المنضبط الذي يعالج قضايا عصره “لئلا يفوتنا العصر بقضاياه والتي تتطور على مدار أسرع من الثانية، وما طرح في الأزمان السابقة كثير منه لم يعد مناسبا لقضايانا العصرية، ولا ننكر الجهود المبذولة في التفسير الوسيط أو المنتخب، ولكننا نحتاج إلى إعادة النظر.. هل يكفي هذا قضايانا الآن أم نحتاج إلى معالجة جديدة دقيقة؟”.

 

بعيدا عن تأصيلات القدماء

 

كما ثمن أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد فكرة إعداد مصحفي يحتوي على تفسير معاصر، معتبرا أن الحاجة إلى تفسير معاصر ضرورة حياتية، وأنه “يجب أن نقف على ما انتهت إليه المؤسسات الدينية في هذا الصدد” مشددا على احتياج المرحلة الحالية إلى تفسير عصري بعيدا عن تأصيلات القدماء، على حد قوله.

 

ومن جانبه، أكد عميد كلية أصول الدين السابق عبد الفتاح العواري أن فكرة إعداد تفسير عصري تحتاج إلى تكاتف الجهود المضنية من أجل إخراجها للنور، مؤكدا أن ما وصفها بالأفكار المتطرفة والمفاهيم الخاطئة الإسلام منها براء.

 

وقال العواري إن جهود المؤسسات الدينية تصب في التجديد وإن العصر الذي نعيش فيه يحتاج إلى مشروع تفسير عصري، مشيرا إلى أن هناك من وضع سموما في التفاسير المختصرة يجب الرد عليها، حتى لا يتأثر الناس كما تأثروا بأفكارهم الخبيثة التي تم بثها في القنوات المعادية لمصر، على حد قوله.

زر الذهاب إلى الأعلى