أخبار عربيةالأخبارفلسطين

بذور ثورة تتشكل بالمحيط العربي الفلسطيني

حذر ضابط إسرائيلي بارز، من “انتفاضة المحيط العربي-الفلسطيني” داخل الخط الأخضر، لأن هذا هو الخيار الأسوأ الذي ينتظره الاحتلال الإسرائيلي في ظل تشكل ثورة زاحفة من البحر وحتى النهر.

 

وذكر العضو السابق في جهاز “الشاباك” الإسرائيلي، دورون مصا في مقال بصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، أن سلسلة العمليات الأخيرة في الضفة الغربية والقدس، لا ترتبط بحركة حماس ولا بحركة الجهاد الإسلامي، ومنفذوها ليس لهم انتماء تنظيمي.

 

وأضاف: شبان فلسطينيون على الأغلب ينفذون عمليات غير منظمة بأسلوب بدائي؛ دهس وطعن، وعمليا، من المتعذر أيضا أن نعلق موجة العمليات بباعث محدد ما.

 

ورغم استمرار انتهاكات الاحتلال في الضفة والقدس وغزة، رأى مصا، أن استيقاظ الواقع الأمني يتعلق بسياقات أعمق تجري في الساحة العربية- الفلسطينية، وليس مؤكدا أن لدى إسرائيل أدوات جيدة كي توقف مسار تطورها.

 

وقال: حقيقة أن سلسلة عمليات تقع في وقت قريب من ظواهر أخرى توفر تلميحات لتلك السياقات، فالحديث عن فوضى داخلية في بؤر مختلفة من مناطق السلطة الفلسطينية مثلما في منطقة جنين، حيث تجري في الأسابيع الأخيرة أجهزة الأمن حملة لإعادة السيطرة.

 

وأشار إلى أن هناك قاسما مشتركا واحدا، بين ظاهرة العمليات الفلسطينية وظاهرة العنف الداخلي في السلطة، فهناك محيط اجتماعي فلسطيني يقف خلفهما، وهذا هو العامل الذي يتحدى ما يمكن أن نسميه “النظام” الاقتصادي – السياسي الذي عملت عليه معا إسرائيل والسلطة.

 

ونوه إلى أن النظام سابق الذكر يستند إلى نموذج منفعي سعى لأن يحقق جودة حياة للفلسطينيين، وبهذه الطريقة يلطف حدة الفاعلية الوطنية – السياسية، وهو المسؤول عن الاستقرار الأمني النسبي في العقد والنصف الأخيرين.

 

وأكد الضابط الإسرائيلي أن المؤشرات الآن تتراكم لتدل على أن المحيط الفلسطيني بدأ يتحدى هذا النظام، فالحديث يدور عن شبان ليسوا مشاركين في النظام السياسي- الاقتصادي، ولا يرون فيه مستقبلهم، ولهذا فهم يسعون لتقويضه ويوجهون طاقاتهم لمنتجيه الأساسيين؛ إسرائيل عبر العمليات، والسلطة عبر الفوضى الداخلية، بحسب رأيه.

 

واعتبر أن الأنباء السيئة (من وجهة نظر الاحتلال)، أن هذا الميل لا يتميز به فقط ما يجري في مناطق السلطة في الضفة الغربية، بل وفي إسرائيل نفسها (الداخل المحتل عام 1948)، حيث يرفع المحيط العربي رأسه.

 

ولفت إلى أن حالة التوتر المتواصلة في البلدات العربية والمختلطة أيضا بالداخل المحتل هي جزء من تلك الظاهرة، لتمرد المحيط العربي الفلسطيني، الذي يجري في نفس الوقت في المجال الجغرافي كله بين البحر المتوسط ونهر الأردن.

 

وأفاد بأن التوتر في قطاع غزة المحاصر، و”الفوضى” في الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة، والعمليات ضد جيش الاحتلال، كل هذا يشي بوجود سلسلة عروض تعكس سياقا مشابها، يتجاوز الحدود الجغرافية والمجتمعية، وهذا سياق الثورة الزاحفة للمحيط العربي الفلسطيني، وهذا يهدد بتقويض أسس الاستقرار الأمني والمدني.

 

وتابع: هذا لا يزال لا يعني أننا قريبون من انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية أو تكرار العدوان الأخير على غزة (أطلقت المقاومة عليه “سيف القدس” والاحتلال “حارس الأسوار”)، ولكننا نقف بالفعل أمام تحد هام في محاولة للتصدي لهذا السياق.

 

ونبه مصا إلى أن إسرائيل تتخذ خطوات مختلفة حيال كل مصدر على حدة، تحاول تعزيز القوات، تعمل على تعزيز السلطة الفلسطينية كي تكبح إضعافها وتحاول تفعيل الشرطة حيال الجريمة الداخلية، ولكن ينبغي الاعتراف، بأن سيطرتها على العمليات الاجتماعية التي تحدد الواقع محدودة للغاية، وقد قبلت إسرائيل هذا الدرس وتم اختباره في كل الانتفاضات الفلسطينية عبر التاريخ.

 

واعتبر ضابط “الشاباك” السابق، أن الأسوأ (بالنسبة للاحتلال) هو الاستعداد بالفعل لانتفاضة الأطراف العربية الفلسطينية.

زر الذهاب إلى الأعلى