أخبار عربيةالأخبارتونس

اندلاع حريق داخل مقر النهضة في العاصمة التونسية يؤدي لوفاة شخص

توفي شخص وأصيب 18 آخرون بكسور وحروق متفاوتة بعد أن أقدم ناشط في حركة “النهضة” التونسية بإحراق نفسه داخل مقر الحركة، احتجاجا على وضعيته الاجتماعية الصعبة.

 

وقال رياض الشعيبي، مستشار رئيس حركة “النهضة”: تبين أن هذا الحريق هو بسبب قيام أحد مناضلي حركة النهضة ويدعى سامي السيفي، بسكب مادة حارقة على نفسه، وذلك نتيجة الوضع الاجتماعي والنفسي الصعب الذي كان يعيشه في ظل تخلي الدولة التونسية عن قيامها بواجبها تجاه المواطنين على مدى عشر سنوات وتأخر العدالة الانتقالية وجبر الضرر وإدماج مناضلي فترة الاستبداد ضمن الحياة الاقتصادية والاجتماعية في تونس.

 

وأشار إلى أن الحريق أتى على الطابق السفلي في المبنى، ولكن تسرّب كميات كبيرة من الدخان إلى بقية الطوابق تسبب بحالة من الإرباك، وبعض الإغماءات والإصابات لعدد من الأشخاص الموجودين داخل المقر، وخاصة نائب رئيس الحركة علي العريض، ورئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني.

 

وكانت مواقع وصفحات اجتماعية أشارت إلى أن السيفي أقدم على إحراق نفسه داخل مقر حركة النهضة، كرد فعل على “فصله” من عمله داخل المبنى.

 

إلا أن الشعيبي نفى هذا الأمر، وأوضح بقوله: صحيح أن السيفي كان يشتغل في مرحلة ما في مقر حركة النهضة، ولكنه انتقل منذ مدة طويلة إلى عمل آخر ولم يستطع أن يستمر فيه، فتحول إلى حالة من الغضب الاجتماعي والنفسي، ونحن في حركة النهضة نحمل مؤسسات الدولة التونسية التخاذل والتراخي في تسوية وضعية المناضلين، وتطبيق ما جاء في العدالة الانتقالية من ضرورة جبر الضرر وإدماجهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

 

وأكد الشعيبي أن رئيس الحركة، راشد الغنوشي، لم يكن موجودا في المبنى خلال الحريق، لكنه زار المقر في وقت لاحق، كما عاد المصابين في المستشفى، مشيرا إل أنه لم يتبق داخل المستشفى سوى العريض والهاروني وناشطتين في الحركة.

 

وأصدرت وزارة الداخلية بلاغا أكدت فيه أنه تمّ العثور على جثة متفحّمة لشخص داخل مقرّ حركة النهضة، وتمّ التّعريف على هوّيته وهو من مواليد سنة 1970 قاطن بحيّ التحرير تونس العاصمة، وعمل سابقا كموظف استقبال في الحركة، كما تفيد التحريات أنه تمّت السّيطرة على الحريق وإجلاء كلّ الموجودين في المبنى ونقل 18 مصابا لتلقي العلاج منهم 16 حالة اختناق بسيط وشخص تعرّض لحروق متفاوتة الخطورة وشخص آخر تعرّض لكسور متعددة.

 

وأشارت إلى أن الأبحاث العدليّة جارية بالتنسيق مع النيابة العمُوميّة تقصّيا للحقيقة وللوقوف على ملابسات الواقعة ومسؤوليّة كلّ طرف ولإنارة الرّأي العام.

 

وتفاعلت الطبقة السياسية مع الحادثة، حيث كتب عبد الوهاب الهاني، رئيس حزب المجد على موقع فيسبوك كل التمنيات بالشفاء والعافية للسيد علي العريض ورفاقه. على النيابة العمومية فتح التحقيقات اللازمة، وعلى وزير الداخلية في حكومة التدابير الاستثنائية إنارة الرأي العام حول الحريق وأسبابه. فيما استنكر لسعد الحجلاوي النائب عن حزب التيار الديمقراطي محاولة بعض الأطراف استغلال الحادثة لـ”الشماتة” بحركة النهضة، حيث كتب “أصبحنا نتمنى العيش في مجتمع يشعر فيه الإنسان بالفرح لأشياء تستحق الفرح، ويتعاطف ويحزن أمام أشياء تستحق الحزن، ولا يشمت في لحظات الكوارث. السياسة في الدول المتخلفة ومع الشعوب المتخلفة ، تؤدي حتما إلى سلوكيات متخلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى