أخبار عربيةالأخبار

يحتاجها كل العالم.. ثروة عربية بديلة عن النفط وتفوقه بآلاف الأضعاف

النفط مصدر الطاقة الأهم والأخطر الذي عولت كل الدول عليه منذ مطلع القرن العشرين والذي أصبح مالكه صاحب القوة التي لا تنافس، ولكن إلى متى سيستمر النفط؟ ومتى سينفد؟ وما البديل؟

 

تبدو نهاية عصر النفط في العالم العربي باتت وشيكة نظرا للاضطرابات الاقتصادية التي يعيشها العالم في الوقت الراهن، وسيشعر الجميع في المنطقة بألم هذا التحول قريبا.

 

ورد هذا في تقرير لمجلة ذي إيكونوميست (The Economist) البريطانية التي ذكرت أن مسار الارتفاع في ميزانيات الدول العربية المعتمدة على النفط قد توقف.

 

إذ تحتاج دولة نفطية مثل الجزائر أن يرتفع سعر خام برنت (وهو مؤشر دولي للنفط) إلى 157 دولارا للبرميل، ولكن تحتاج سلطنة عمان أن يبلغ سعره 87 دولارا، ولا تستطيع أي دولة عربية منتجة للنفط -باستثناء قطر- التحكم في ميزانياتها بسعر البيع الحالي البالغ حوالي 40 دولارا للبرميل.

 

وترى المجلة سابقة الذكر أن انخفاض عائدات ومردود النفط في الدول العربية قد يدفعها لتبني نموذج الشراكة مع بكين، مما سيوزم علاقاتها مع واشنطن.

 

الدول العربية مرة أخرى مركز ثقل في الطاقة الجديدة

 

تمتلك الدول العربية عموما والإفريقية كذلك ثروة هائلة من مصدر الطاقة الجديد لن ينفد قبل 4 مليارات سنة كما يقول علماء الجيولوجيا، ألا وهو الشمس.

 

فلدى دول الوطن العربي إمكانية التحوُّل بيسر من كونها تأتي في صدارة دول العالم المُصدِّرة للنفط إلى أداء دورٍ مهم في مجال تصدير الطاقة المُستمدة من أشعة الشمس، وفقًا للنماذج الإحصائية التي أعدها باحثون في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

 

هذه الرؤية الجريئة من شأنها أن تعمل على خفض معدلات اعتماد المنطقة على النفط والغاز، إضافةً إلى توفير بديلٍ نظيفٍ ومستدام، يشمل هذا التحليل أيضًا منطقة شمال إفريقيا، ويكشف عن إمكانية إحداث تحوُّلٍ اقتصادي في دول المنطقة عبر تمكين العالم من الاستفادة من أشعة الشمس الوفيرة فيها.

 

ويدرس النموذج الذي ابتكره الباحثان أحمد زبير وزميله محمد بلال من جامعة الرياض إمكانية إنشاء شبكة نقل كهربائية عالية الفولتية، من شأنها استغلال الطاقة الشمسية المُنتَجة في كلٍّ من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان وليبيا والعراق وإيران وتونس والجزائر والمملكة المغربية ومصر وتركيا.

 

ويبين الباحثان العديد من خيارات مسارات نقل الطاقة، التي تعد جميعها مجديةً، ولكنهما يقترحان -استنادًا إلى اعتباراتٍ لوجستية- أن الطاقة القادمة من شمال إفريقيا يجب أن ينقَل معظمها إلى أوروبا، في حين يجب تصدير معظم الطاقة القادمة من بقية الدول إلى جنوب آسيا.

كما يمكن التنسيق لعملية تبادل كبيرة بين الدولة المُنتجة للطاقة في هذه الشبكة، وهذا التبادل من شأنه أن يخفِّف من أوجه التفاوت في الإمدادات نتيجة ظروفٍ محلية تشمل العواصف التُّرابية، والغطاء السحابي، واختلاف ساعات سطوع الشمس.

 

بشائر هذا المشروع

 

وقد أعلنت مؤخرًا شركة إكس لينكس Xlinks، التي يقع مقرها في المملكة المتحدة، عن مشروع للطاقة يربط بين المملكة المتحدة والمملكة المغربية، سوف يجمع هذا المشروع بين نظامٍ يشتمل على طاقة الشمس وطاقة الرياح في جهة كلميم واد نون بالمملكة المغربية جنبًا إلى جنبٍ مع بطارياتٍ لتخزين الطاقة.

 

ومن نتائج هذا المشروع أن يمدَّ المملكة المتحدة بـ2.6 جيجاواط من الطاقة لمدة 20 ساعة أو أكثر يوميًّا، بما يعادل نحو 8% من احتياجاتها من الكهرباء.

 

من جانبه، قال ديفيد لويس، الرئيس التنفيذي لشركة «إكس لينكس»: مشروع «إكس لينكس» يعدُّ الأول من نوعه في إطار التعاون بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة، وباستخدام تكنولوجيا أثبتت جدارتها، سوف يمدُّ المشروع أكثر من سبعة ملايين منزل بريطاني بالطاقة النظيفة في العَقد الحالي.

 

ومن المقرر أن يبدأ في عام 2024 العمل على صنع الكابل عالي الفولتية، الذي سيخدم هذا المشروع بطول 15,200 كيلومتر.

 

المغرب تمتلك شيئا لا تملكه الصين

 

عندما يأتي ذكر الطاقة الشمسية، تتجه جميع الأنظار نحو الصين. ففي العام الماضي وحده، أضافت الصين 34 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية الشمسية.

 

أي أكثر مما لدى الولايات المتحدة واليابان وأوروبا مجتمعين. ولكن فما السبب في إرسال الصين الأسبوع الماضي وفداً من 30 عضواً في جولة دراسية إلى المغرب لمعرفة المزيد عن مشاريع الطاقة الشمسية هناك؟

 

إن ما تجيده الصين هو إنتاج الطاقة الكهروضوئية – من حيث تصنيع ألواح الطاقة الكهروضوئية وبناء محطات توليدها.

 

وعلى سياق آخر تمتلك المغرب شيئاً لاتمتلكه الصين ولكنها تصبو إلى تعلمه، وهو: تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة. حيث تستخدم محطات إنتاج الطاقة الشمسية المركزة المرايا لتركيز ضوء الشمس وتحويله إلى حرارة لتشغيل التوربينات البخارية لتوليد الكهرباء، ومن بين مزايا تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة إمكانية تخزين الطاقة الحرارية المركزة في المحطة واستخدامها لتوليد الكهرباء عند غياب ضوء الشمس.

زر الذهاب إلى الأعلى