أخبار عالميةالأخبار

احتدام المعارك في اثيوبيا بين الجيش والتيغراي والأمم المتحدة تجلي كافة موظفيها الدوليين

تحتدم المعارك حاليا بين القوات الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي والمتحالفين معها في مدينتي شورابيت ودبرسينا على بعد 218 كيلومترا شمال العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فيما قالت الأمم المتحدة إنها ستجلي كافة موظفيها الدوليين وعائلاتهم من إثيوبيا في موعد أقصاه بعد غد الخميس، كما طلبت عدد من الدول في الأيام الأخيرة من رعاياها مغادرة البلد الأفريقي.

 

ودفعت الحكومة المركزية في أديس أبابا بقوات وعتاد عسكري لتعزيز قواعد الجيش في محيط مدينتي شورابيت ودبرسينا في إقليم أمهرة، وقال مدير مكتب الجزيرة في أديس أبابا محمد طه توكل إن القتال بين القوات الحكومية وجبهة تيغراي انتقل من محافظة والو بإقليم أمهرة حيث سيطرت الجبهة على عدد من المدن فيها إلى منطقة شوا (220 كيلومترا شمال العاصمة).

 

وحسب شهود عيان فإن قتالا شديدا نشب أمس لإيقاف تقدم مسلحي جبهة تيغراي في جبهة شوا، وذكر تلفزيون إقليم أمهرة أن قوات الجيش تصدت لهجمات الجبهة في منطقة باتي، وسيطرت على بعض التلال المطلة على الطريق الإستراتيجي الرابط بين جيبوتي والعاصمة الإثيوبية.

 

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أعلن أمس أنه سيتوجه بنفسه إلى مناطق القتال شمالي البلاد لقيادة قوات الدفاع الوطنية حسب تعبيره.

 

وفي منشور على منصات التواصل الاجتماعي، قال آبي أحمد إن الأعداء التاريخيين لا يريدون لإثيوبيا أن تنمو، مؤكدا أن ما يحدث مؤامرة لإخضاع الأفارقة واستعمارهم من جديد، على حد قوله.

 

وفي إطار التعبئة والتحشيد للحرب، دعت عمدة العاصمة أديس أبابا أدانيتش أبابي الإثيوبيين في داخل وخارج البلاد للمشاركة في حملة الدفاع عن الوطن بكافة الوسائل.

 

وقال وزير الدفاع أبراهام بيلاي إن الشعب والحكومة في إثيوبيا يخوضون صراعا في الداخل والخارج، واتهم الوزير بيلاي ما وصفها بالجماعات الإرهابية بالعمل على خلق دولة ضعيفة وغير قادرة على حماية مصالحها، واصف جبهة تيغراي وحليفها جيش تحرير أورومو بأنهم “خونة ينفذون أجندة أعداء إثيوبيا التاريخيين”.

 

وعلى صعيد آخر، ناشدت وزارة الخارجية الإثيوبية الدول الأفريقية كافة دعم أديس أبابا في الحرب بإقليم تيغراي، ومنع أي ضغوط أجنبية عليها. وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي إن ما يجري في الشمال الإثيوبي هو مؤامرة لإذلال جميع الأفارقة وفرض شكل جديد من الاستعمار، حسب قوله.

 

بالمقابل، دعت كينيا وجنوب أفريقيا اليوم كافة الأطراف المتحاربة في إثيوبيا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والانخراط في حوار سياسي يشمل جميع الأطراف، وجاءت دعوة البلدين عقب مباحثات في عاصمة جنوب أفريقيا بين الرئيس سيريل رامافوزا ونظيره الكيني أوهورو كينياتا.

 

وأعلن مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية أمس أن المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان عاد إلى واشنطن بعد مباحثات وصفت بالبناءة مع الاتحاد الأفريقي والحكومة الإثيوبية والأمم المتحدة وشركاء دوليين آخرين، وقال المسؤولون الأميركيون إن جهود واشنطن في إثيوبيا تركز على وقف غير مشروط للقتال، ووصول المساعدات وإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان.

 

وبسبب تصاعد القتال في الشمال الإثيوبي واقترابه من العاصمة، قالت الأمم المتحدة إنها ستجلي جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين العاملين في إثيوبيا وفق وثيقة رسمية اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية.

 

وطلبت تعليمات أمنية داخلية للأمم المتحدة من الهيئة تنظيم عملية إجلاء للموظفين الدوليين في إثيوبيا، على أن يغادر جميع أفراد عائلات هؤلاء الموظفين في موعد أقصاه بعد غد الخميس.

 

وقال مدير مكتب الجزيرة في أديس أبابا إنه كانت منذ أكثر من أسبوع خطط مختلفة للأمم المتحدة لإجلاء موظفيها الدوليين منذ إثيوبيا، والتي توجد في عاصمتها مقر اللجنة الاقتصادية الأفريقية التابعة للأمم المتحدة، وأيضا مقار العشرات من المنظمات التابعة للمنظمة الدولية.

 

وأضاف مدير مكتب الجزيرة أن أغلبية موظفي المنظمات الأممية تم إجلاؤهم إلى أوطانهم، وبعضهم نقل إلى الجارة جيبوتي أو إلى العاصمة الكينية نيروبي لمباشرة عملهم بحكم القرب من إثيوبيا، وذلك جراء القلق الأممي من تداعيات تصاعد المعارك في الشمال الإثيوبي، واحتمال اتساع رقعتها إلى أديس أبابا.

 

وفي وقت سابق اليوم، دعت فرنسا جميع المواطنين الفرنسيين الموجودين في البلد الأفريقي إلى مغادرة البلاد دون تأخير، وذلك في رسالة بعثتها السفارة الفرنسية في أديس أبابا إلى الفرنسيين الموجودين في إثيوبيا، كما دعت السفارة الأسترالية رعاياها إلى مغادرة البلاد.

 

وكانت السفارة التركية لدى أديس أبابا دعت أمس الاثنين مواطنيها الموجودين في إثيوبيا إلى مغادرة البلاد بسبب احتدام الاشتباكات بين قوات الجيش ومسلحي جبهة تحرير شعب تيغراي.

 

وسبق أن دعت العديد من دول العالم في الأيام القليلة الماضية مواطنيها إلى مغادرة إثيوبيا، وذلك عقب إعلان سلطات إثيوبيا في أوائل الشهر الجاري حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة نصف عام، وجاء القرار بعد تهديد جبهة تحرير شعب تيغراي بالزحف نحو العاصمة.

 

وتوجد في العاصمة الإثيوبية أكثر من 170 سفارة، فضلا عن مقر الاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية، ويقدر عدد الأجانب المقيمين في العاصمة الإثيوبية حسب إحصائيات حديثة 300 ألف شخص.

 

وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، اندلعت اشتباكات بين الجيش الإثيوبي وجبهة تيغراي، بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم، ردا على هجوم استهدف قاعدة للجيش، واستطاع الأخير استعادة السيطرة على الإقليم الحدودي مع السودان.

 

إلا أن قوات المتمردين استطاعت في يونيو/حزيران الماضي السيطرة من جديد على إقليم تيغراي بما فيه عاصمته ميكيلي، ووسعت جبهة تيغراي معاركها ضد القوات الحكومية لتتجاوز الإقليم وتنتقل إلى إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.

 

وتحالفت الجبهة مع مجموعات مسلحة مناهضة لحكومة أديس أبابا، ومنها جيش تحرير أورومو الذي ينشط في إقليم أورومو المحيط بالعاصمة أديس أبابا.

زر الذهاب إلى الأعلى