أخبار عالميةالأخبار

إطلاق شراكة عسكرية بين أميركا وبريطانيا وأستراليا ضد الصين

أدانت باريس بشدة إطلاق الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، الأربعاء، شراكة أمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادي تشمل إلغاء أستراليا صفقة غواصات مع فرنسا ووصفتها بأنها طعنة في الظهر، من جانبها انتقدت الصين ما سمتها “عقلية الحرب الباردة” وطالبت الدول الثلاث بالابتعاد عن التحيز الأيديولوجي.

 

وبموجب هذه الشراكة الجديدة التي يطلق عليها اسم “أوكوس” ستقوم الولايات المتحدة بتزويد أستراليا بتكنولوجيا وقدرات تمكنها من نشر غواصات تعمل بالطاقة النووية.

 

ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان فسخ أستراليا عقد شراء غواصات مع بلاده بأنها طعنة في الظهر حسب تعبيره.

 

وأضاف لودريان في تصريحات لإذاعة “فرانس إنفو” أن فرنسا تشعر بالخيانة والغضب والمرارة بسبب إلغاء أستراليا للصفقة، وإبرام شراكة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، ستحصل بموجبها على غواصات تعمل بالطاقة النووية. ودعا الوزير كانبيرا لتوضيح قرارها.

 

واعتبرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أن فسخ أستراليا عقداً ضخماً لشراء غواصات تقليدية من بلادها أمر خطير، ويشكل نبأ سيئاً جداً بالنسبة لاحترام الكلمة المعطاة.

 

وفرنسا منزعجة وغاضبة من إلغاء صفقتها مع أستراليا، ولن تقف عند هذا الحد، وستطلب توضيحات من الولايات المتحدة وأستراليا.

 

وهناك خيبة أمل فرنسية كبيرة حيث يرى المسؤولون أن هناك محاولة لتهميش دورها من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، رغم وجود جزر فرنسية في منطقة المحيط الهادي.

 

مبادرة دفاعية

 

في المقابل، قال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية “هذه الشراكة الدفاعية تأتي في ظل تنامي النفوذ الصيني في المنطقة”.

 

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن مبادرة أوكوس الدفاعية مع بريطانيا وأستراليا ستمكن هذه الدول من الحصول على أحدث القدرات للمناورة وصد التهديدات سريعة التطور، كما ستمكنها من الحفاظ على قدراتها العسكرية وتوسيعها.

 

وأضاف أن هذه المبادرة “تسعى إلى أن تحظى كل دولة بأحدث القدرات التي نحتاجها للمناورة وصد التهديدات سريعة التطور، كما ستجمع بين بحارينا وعلمائنا وصناعاتنا للحفاظ على قدراتنا العسكرية وتوسيعها”.

 

ويمكن اعتبار هذه الاتفاقية أول تدشين فعلي لحرب باردة في القارة الآسيوية.

 

وأضاف أن الرئيس بايدن يبدأ عمليا في تنفيذ إحدى الخطوات الهامة بإستراتيجية نقل الاهتمام الأميركي من الشرق الأوسط والمحيط الأطلسي إلى الهادي، في محاولة لكبح جماح بكين التي تدعي سيادتها من جانب واحد على أجزاء واسعة من بحر جنوب الصين.

 

وسيستضيف البيت الأبيض الأسبوع المقبل زعماء أستراليا والهند واليابان، في مسعى لتعزيز التعاون للتصدي لنفوذ الصين المتنامي بمنطقة المحيط الهادي.

 

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن إطلاق شراكة دفاعية ثلاثية مع الولايات المتحدة وأستراليا يهدف إلى العمل جنبا إلى جنب للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

 

وأضاف أن المهمة الأولى لهذه الشراكة ستتمثل في مساعدة أستراليا للحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية، مع التأكيد على أن هذه الغواصات سيتم تشغيلها بواسطة مفاعلات نووية، وليس بالأسلحة النووية “وسوف يتماشى ذلك تماما مع التزاماتنا بعدم انتشار الأسلحة النووية”.

 

ونفى وزير الدفاع البريطاني بن والاس وجود أي خلاف إستراتيجي مع فرنسا بعد صفقة الغواصات مع أستراليا، مشددا على أن الصفقة ليست حربا باردة مع الصين.

 

 

الطموح النووي

 

بدوره، قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إن بلاده فسخت عقداً ضخماً أبرمته مع فرنسا عام 2016، لشراء غواصات تقليدية، لأنها تفضل أن تبني بمساعدة من الولايات المتحدة وبريطانيا غواصات تعمل بالدفع النووي.

 

وأضاف موريسون أن بلاده لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية أو إنشاء قدرة نووية مدنية، وستواصل التزاماتها بعدم انتشار الأسلحة النووية.

 

وقال أيضا إن أستراليا ستحصل أيضا على صواريخ كروز أميركية من طراز توماهوك.

 

وفي ذات السياق، وجه رئيس الوزراء الأسترالي، الخميس، إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ “دعوة مفتوحة” للحوار.

 

وأكد موريسون استعداده لإجراء محادثات مع شي، رغم أن المحادثات الرفيعة المستوى بين البلدين مجمدة، والتوتر بينهما لا ينفك يتزايد.

 

إدانة صينية

 

من جانبه، رأى المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان أن صفقة الغواصات بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا تضر بالجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية.

 

وأضاف المسؤول الصيني أن واشنطن وكانبيرا ولندن تدمر السلام والاستقرار الإقليمي بهذه الصفقة.

 

وشدد على أن حصول أستراليا على تكنولوجيا الغواصات النووية الأميركية يجب ألا يلحق الضرر بطرف ثالث أو دولة أخرى.

 

بدورها، قالت السفارة الصينية في واشنطن إن على الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا “التخلص من عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي”.

 

وشدد المتحدث باسم السفارة ليو بينجيو على أن هذه الدول “يجب ألا تشكل تكتلات إقصائية تستهدف مصالح أطراف أخرى أو تضر بها. وأهم ما ينبغي لها فعله هو التخلص من عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي”.

زر الذهاب إلى الأعلى