أخبار عالميةالأخبار

تفنيد رواية الجيش الأميركي حول آخر ضربة نفذها بأفغانستان

نشرت “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية تحقيقا يتعارض مع رواية الجيش الأميركي حول الضربة الأخيرة التي نفّذها في أفغانستان، إذ قالت الصحيفة إن الضربة لم تؤدّ إلى مقتل “جهادي” داخل سيارة مفخخة كما زعمت رواية الجيش، بل أودت بحياة عامل إغاثة في منظمة غير حكومية كان يحمل عبوات مياه.

 

وشككت الصحيفة في رواية المسؤولين الأميركيين حول الغارة الجوية بطائرة مسيرة التي استهدفت منزلا في أحد الأحياء بالعاصمة الأفغانية في 29 آب/أغسطس الماضي، وأدت إلى تدمير سيارة وقتل 10 أشخاص من عائلة واحدة معظمهم أطفال.

 

وكان مسؤولون في وزارة الدفاع “البنتاغون” قالوا بعيد تنفيذ الغارة الجوية إنها استهدفت سيارة كانت محملة بالمتفجرات، مؤكدين أنهم تمكنوا بذلك من إحباط محاولة لتنظيم الدولة الإسلامية لتفجير مطار كابل.

 

وقالت الصحيفة -في تحقيقها الذي عنونته بـ”خطر وشيك أم عامل إغاثة.. هل قتلت الغارة الأميركية بطائرة مسيرة في كابل الشخص الخطأ؟”- إن سائق السيارة التي استهدفتها الغارة الأميركية هو زماري أحمدي (43 عاما)، وهو أفغاني يعمل منذ سنوات عديدة في منظمة إغاثة أميركية، وإن كل الأدلة تؤكد أن تنقّلاته -باليوم الذي نُفّذت فيه الضربة والتي اعتبرها الجيش الأميركي مشبوهة- كانت لنقل زملائه من وإلى العمل.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن زماري أحمدي كان يعمل مهندسا مع “مؤسسة التغذية والتعليم الدولية” (Nutrition and Education International) وهي مؤسسة أميركية غير ربحية.

 

استهدفوه دون معرفة هويته

 

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن تحليلا للقطات صورتها كاميرات مراقبة تشير إلى أن ما رصده الجيش واعتبره نشاطا مشبوها هو لقطات لـ”زماري أحمدي” وزميله وهما يحملان عبوات مياه ويضعانها في صندوق سيارته لجلبها إلى عائلته.

 

وشككت الصحيفة أيضا -استنادا إلى مقابلات مع خبراء- في رواية الجيش الأميركي التي تفيد بأن الضربة الجوية قد تكون أدت أيضا إلى تفجير متفجرات كانت مخزنة في صندوق السيارة.

 

وسلط تحقيق الصحيفة الضوء على جميع تنقلات زماري في اليوم الذي تم فيه استهدافه، وذلك استنادا إلى كاميرات المراقبة في النقاط التي مر بها في كابل وشهادات رئيسه في العمل وزملائه وعائلته، مؤكدا أن الأنشطة التي اعتبرها الجيش الأميركي سلسلة من التحركات المشبوهة كانت مجرد أنشطة يقوم بها خلال يوم عادي في العمل.

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أميركيين القول إنهم لم يكونوا يعرفون هوية سائق السيارة عندما استهدفوه بالغارة، لكنهم اعتبروه مشبوها بسبب تحليلهم لأنشطته في ذلك اليوم، وقالوا إنه من المحتمل أن يكون قد زار منزلا آمنا لـ”داعش”، و قام بتحميل ما اعتقدوا أنه قد يكون متفجرات في سيارته.

 

وعندما سئل عما توصل إليه تحقيق صحيفة نيويورك تايمز، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن التحقيق مستمر، مشددا على أنه “لا يوجد جيش في العالم حريص -مثل الولايات المتحدة- على تجنب وقوع إصابات بين المدنيين”.

 

وأضاف -في بيان مقتضب- أن “الضربة استندت إلى معلومات استخبارية جيدة، وما زلنا نعتقد أنها منعت تهديدا وشيكا لمطار كابل”.

 

وكان الجيش الأميركي قد قدم في 29 آب/أغسطس الماضي تفاصيل ما وصف بأول رد عسكري أميركي على الهجوم الذي استهدف مطار كابل وأدى لمقتل وإصابة العشرات بينهم 13 جنديا أميركيا.

 

وقال الجيش الأميركي إنه استهدف أحد قادة تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) -نقلا عن مسؤول أميركي- أن الغارة الجوية نُفذت في حدود الساعة 11:30 مساء بتوقيت غرينتش، وأن القوات الأميركية انتظرت إلى حين عزل الهدف عن المدنيين قبل شن الضربة الجوية.

 

ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأميركي قوله إن استهداف تنظيم الدولة بضربة جوية عمل استباقي، بعد أن أظهرت معلومات استخبارية أن الرجل المستهدف متورط في التخطيط لهجمات مستقبلية في كابل.

زر الذهاب إلى الأعلى