أخبار عالميةالأخبار

حكمتيار: سنشكل حكومة إسلامية ولسنا مجبرين على إرضاء الغرب

كشف زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار عن بواعث مسارعته بالموافقة على الحكومة الأفغانية المقبلة من دون قيد ولا شرط، نافيًا الترتيب المسبق على لعب دور خلال تلك الحكومة، أو تقديم تنازلات لصالح أية جهة.

 

وقبل أيام سارع حكمتيار بقبول الحكومة التي تزمع حركة طالبان تشكيلها ولم ينتظر إجراءات الحركة بشأن تلك الحكومة وشكل النظام فيها وطبيعة الحكم التي تقوم عليه.

 

وعن بواعث هذه المبادرة قال حكمتيار نحن وطالبان في معركة واحدة وكنا نريد ما تريده حركة طالبان تمامًا، وهو تأسيس دولة أفغانية مسلمة لا وجود فيها للاحتلال  ولا للحكومة التي فرضها الاحتلال على الشعب الأفغاني خلال السنوات الماضية.

 

وأضاف: نريد حكومة مقبولة من الشعب فضلًا عن الاطمئنان على بلدنا ووضع حد للحرب، حتى يكون الخيار بيد الشعب وينتخب حكومته، وكلها أسباب دفعتنا لتأييد الحكومة المستقبلية لطالبان.

 

وبشأن المشاركة في الحكومة المرتقبة، نفى حكمتيار الترتيب مع طالبان بهذا الخصوص، وقال: نوافق على المشاركة الصادقة في الحكومة المستقبلية، وأن تكون حكومة أساسها الشعب، لدينا كوادر مجرّبة ورجال أكفاء يحملون هذه التبعات، إنهم أول من حرر أفغانستان من الاحتلال، وبمقدورهم خدمة البلد والشعب.

 

وعن أي منصب عرض عليه خلال الحكومة المقبلة، أكد حكمتيار أنه لم يناقش المسألة حتى الآن مع طالبان، مشيرًا إلى أن حزبه يوافق على حكومة قوية ومركزية، وكشف عن مباحثات غير رسمية على مستوى المندوبين بين الحزب الإسلامي الأفغاني وبين طالبان، ونقل عن مندوبي طالبان قولهم: سيلعب الحزب الإسلامي دورًا مهمًا في مستقبل أفغانستان بما فيها الحكومة المقبلة.

 

وتابع: بدأنا منذ 52 عامًا في الكفاح والدفاع عن بلدنا، ومنذ ذلك الوقت نريد نظامًا إسلاميًا في أفغانستان، وكان ذلك ما يشغلنا على الدوام، ومن ثم فإننا نتفق مع طالبان في مسألة الإمارة الإسلامية، وسنتكلم مع طالبان بشأن شكل الحكم وتفاصيله مستقبلًا.

 

وفي سياق شكل الحكم المرتقب وهل سيكون قريب الشبه بالنظام في إيران، قال زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني: لسنا مضطرين لاستنساخ التجربة الإيرانية، لدينا تجارب كثيرة في الحكم الإسلامي على رأسها الخلافة الراشدة، وهذه مسألة نتفهمها ولن تعيقنا، إذ إن القانون الإسلامي والتسمية التي تُطلق على الزعيم كلها ستكون من منطلق إسلامي، وسنحتكم في ذلك إلى الشريعة الإسلامية والشعب الأفغاني.

 

وبشأن انعكاسات شكل الحكم الإسلامي على الغرب وكيف سيتعاملون مع الحكومة الإسلامية فضلًا عن الاعتراف بها، أجاب حكتيمار: نحن نريد رضا الله سبحانه.

 

واستطرد: الغرب لا يقبل حكومة إسلامية أو نظاما إسلاميا، ولسنا مجبرين على إرضاء الغرب، ما نسعى له هو إرضاء الله سبحانه وتعالى، وعلى دول العالم الاعتراف بشرعية نظام أفغانستان المستقبلي، ونطلب منهم أن يتركوا لنا تقرير مصيرنا وانتخاب حكومتنا وشكل دولتنا، إذا ما كانوا يؤمنون بالديمقراطية فليفعلوا ذلك.

 

وعن أولويات أفغانستان في الوضع الراهن، قال حكمتيار: إنهاء الحرب في البلد وحقن الدماء، علاوة على الصلح والأمن على الأراضي الأفغانية كافة، وأن تكون للحكومة المقبلة سيطرة جيدة على أراضي أفغانستان.

 

وأكد زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني الاهتمام بحقوق المرأة في الدستور الجديد وفق الشريعة الإسلامية، مؤكدًا أن أحدًا لن يمنع المرأة حقوقها التي كفلها الشرع الإسلامي لها.

 

ووجه حكمتيار رسالة لكل من عملوا تحت راية احتلال بلاده، قال فيها إنهم دمروا بلاده، ولم يعطوا لنساء أفغانستان سوى الهم والغم وقتل أزواجهن وأبنائهن، ثم يتحدثون عن حقوق المرأة في أفغانستان، بأي حال يستقيم هذا الطرح؟!

 

وعلَّق زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني على ما يجري في إقليم بانشير، قائلًا: إن ما يحدث في بانشير جزء من بقايا النظام السابق، وقد تجمّع هناك من لا يريد الأمن والاستقرار لبلدنا، في حين أن سكان بانشير يريدون مثلنا تمامًا إنهاء الاقتتال وحسم الأمور والاعتراف بحكومة طالبان، أما من يبحثون عن مصالحهم الخاصة يستغلون بانشير لتحقيق مآرب أخرى، وخلال 20 عامًا مضت قتل هؤلاء شباب بانشير لمصلحة المحتل وليس لرأب الصدع الأفغاني.

 

وتابع: أحمد مسعود ومن معه يسعون لمصالحهم الشخصية، وينفذون مصالح استخبارية لا علاقة لسكان بانشير بها، ويوجد شخص فرنسي موجود في بانشير يلعب دورًا هناك وقد درّب بعض الأكراد، ولا يتكلم عنه أحد بالرغم من دوره الخطير هناك، وله علاقات قوية مع أحمد مسعود مثلما كانت علاقته قوية بأحمد شاه مسعود من قبل.

 

وعن موقف الغرب من بانشير، قال زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار: سياسة دول الغرب ليست متأقلمة مع أفغانستان، وهناك من دعا إلى استقلال بانشير عن أفغانستان، وهذا غير مقبول وغير منصف بالمرة.

 

وردًا على سؤال بخصوص التوجه الأفغاني إلى الصين لا سيما مع الموقف الغربي الحالي، قال حكمتيار: الارتباط مع القواى العظمى والحصول على الاعتراف بأفغانستان قد يعني بقاء الحرب على الأراضي الأفغانية.

 

وواصل: وقد شاهدنا ذلك في أوقات مضت حين عوّلنا على بريطانيا ومن بعدها الاتحاد السوفيتي، والاتكاء على حلف شمال الأطلسي (ناتو) تبعه من المشاكل ما لا يُنسى، وعليه فإننا نريد الأمن والسلام وليس الحرب والتطاحن على أرضنا، حتى نحصل على استقلال في المنطقة بأكملها وليس في أفغانستان وحدها، ولن نقبل بأن تكون بلدنا أرضًا للحرب بين قوى خارجية.

 

وتابع: نريد سياسة متوازنة مع كل القوى وألا ندخل في صراعات مع طرف أو غيره، وإنما يتشكل ذلك عبر حكومة أفغانية مستقلة وحرة ومتوازنة، ويمكن للصين لعب دور مهم في بناء أفغانستان خلال السنوات المقبلة.

 

وواصل: لا نريد تدخلًا أمريكيا ولا غربيا في أفغانستان بصورة أو بأخرى، ليتركوا الأمور لنا ونحن أعلم بشؤوننا الخاصة.

 

وعن العلاقات الأفغانية الباكستانية، قال حكمتيار إن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان طلب ألا تستخدم الأراضي الأفغانية لخدمة الهند على حساب بلاده، مضيفًا أن المساعدة الباكستانية لأمريكا في احتلال أفغانستان كانت خطأ فادحًا.

زر الذهاب إلى الأعلى