أخبار عالميةالأخبار

مع تزايد الجماعات الجهادية فيها.. هل تنتقل أمريكا وأوربا الحرب إلى أفريقيا؟

قالت مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) الأميركية إن قادة دول أفريقية عديدة من نيجيريا إلى موزمبيق قلقون بشأن استقرار بلدانهم في ظل تنامي الجماعات الجهادية في القارة السمراء.

 

وأشار تقرير للمجلة إلى أن الرئيس النيجيري محمد بخاري كان يساوره الخوف -وهو يتابع من عاصمة بلاده أبوجا مشاهد اقتحام حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابل- من أن تواجه بلاده ودول أفريقية أخرى مصيرا مماثلا في غياب الدعم من الحلفاء الغربيين.

 

دعوة لتدخل أميركي في أفريقيا

 

وقالت فورين بوليسي إن الرئيس النيجيري دعا في مقال نشره في صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times) البريطانية منتصف الشهر الجاري إلى “شراكة شاملة” بين الدول الأفريقية التي تواجه تهديدا إرهابيا مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي سحبت قواتها من أفغانستان بعد 20 عامًا من التدخل الأميركي هناك.

 

وجاء في مقال بخاري المذكور آنفا “نحن الأفارقة ندرك اليوم مثلما يدرك غيرنا أن الغرب بدأ يفقد إرادته للقتال، صحيح أن بعض حلفائنا الغربيين أصيبوا بصدمات جراء تجاربهم في الشرق الأوسط وأفغانستان، في حين يواجه آخرون ضغوطًا محلية بعد الوباء، ولم تكن أفريقيا حينها ضمن أولوياتهم، وهي أقل (أهمية) بالنسبة لهم الآن”.

 

وعلقت فورين بوليسي بأن الشراكة مع الغرب التي يدعو إليها بخاري تشمل الاستثمار الأجنبي المباشر في تلك الدول والدعم التكنولوجي والاستخباراتي للجيوش الأفريقية، وقد أشاد في مقاله بالضربات الجوية الأميركية ضد حركة الشباب الصومالية معتبرا إياها “ما يمكن وما ينبغي فعله”.

 

ضعف الاقتصاد يغذي الإرهاب

 

وأشار التقرير إلى أن يد بخاري الممدودة للغرب لنقل حربه على الإرهاب إلى أفريقيا تأتي في وقت يواجه فيه الرئيس النيجيري انتقادات متزايدة داخل بلاده بسبب فشل حكومته المستمر في مواجهة التهديد الأمني ​​الذي تشكله جماعة بوكو حرام وتراجع الاقتصاد.

 

وقالت المجلة إن بخاري كان محقا في بعض ما ذهب إليه حيث إن الظروف الاقتصادية السيئة في إفريقيا جعلت التجنيد والعمل في صفوف الجماعات الإرهابية خيارًا مهنيًا مقبولا للعديد من الشباب الأفارقة.

 

ولم تواجه جماعات مثل بوكو حرام وجماعة ولاية غرب أفريقيا الإسلامية المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية، أي صعوبات في تجنيد عناصر جديدة في مدن شمال نيجيريا الفقيرة.

 

كما أدى فشل السلطات الرسمية في منطقة الساحل في التركيز على التنمية في المدن والأرياف إلى خلق فجوة قامت الجماعات المتمردة بسدها من خلال توفير الخدمات الأساسية، التي كان من المفترض أن توفرها حكومة البلد وفق تقرير فورين بوليسي.

 

وقالت فورين بوليسي إن أفريقيا تشهد الآن انسحابا على شاكلة الانسحاب الغربي الذي أدى إلى انهيار كابل، حيث أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليو/تموز الماضي خطة لسحب أكثر من ألفي جندي فرنسي من أصل 5100 جندي موزعين في مناطق مختلفة بمنطقة الساحل الأفريقي، وذلك بسبب ضغوط داخلية واجهتها حكومته مدفوعة بالخوف من أن تصبح منطقة الساحل أفغانستان أخرى بالنسبة لفرنسا.

زر الذهاب إلى الأعلى