أخبار عالميةالأخبار

الملا عمر مؤسس حركة طالبان

شيخ القرية

 

ولد الملا محمد عمر عام 1954 بمدينة ترينكوت عاصمة ولاية أوروزغان.

مات والده وهو صغير فرباه أعمامه وتحمل مسؤولية إعالة أسرته في وقت مبكر.

لم يكمل دراسته وأصبح شيخ القرية قبل الانضمام إلى المجاهدين وقتال الاحتلال السوفياتي

ينتمي مثل كل زعماء حركة طالبان إلى المدرسة الديوبندية وهي اتجاه سني في المذهب الحنفي تأسس في مدينة ديوبند بالهند.

يتميز بآرائه المتشددة في العديد من الشعائر الإسلامية، وبعد قيام باكستان زاد عدد المدارس الدينية الديوبندية والتحق بها عدد كبير من الأفغان، شكل الكثير منهم حركة طالبان.

 

الحياة السياسية

 

أمضى الملا عمر فترة الجهاد ضد القوات الروسية قائدا لمجموعة مسلحة في جبهة القائد ملا محمد التابعة للجمعية الإسلامية بزعامة برهان الدين رباني بولاية قندهار.

فقد عينه اليمنى خلال الجهاد ضد الاحتلال السوفياتي ما بين 1989-1992، وانتقل من منظمة إلى منظمة حتى استقر آخر الأمر قبل ظهور حركة طالبان في “حركة الانقلاب الإسلامي” التي تزعمها مولوي محمد نبي.

بعد دخول المجاهدين إلى كابل أراد أن يكمل دراسته في مدرسة “غيرة” بمنطقة سنج سار بمديرية ميوند بولاية قندهار، ومن هناك بدأ التفكير في محاربة الفساد، فجمع طلاب المدارس الدينية لهذا الغرض في صيف عام 1994 وبدؤوا العمل بمساعدة بعض التجار والقادة الميدانيين.

 

أمير المؤمنين

 

في أغسطس/آب 1994: سطع نجم الملا عمر عندما اختارته حركة طالبان الأفغانية أميرا لها.

وبعد وصول الحركة إلى مشارف كابل، عقد اجتماع عام للعلماء شارك فيه حوالي 1500 شخص أواخر مارس/آذار وأوائل أبريل/نيسان 1996، وانتخب بالإجماع أميرا لحركة طالبان ولقب بـ”أمير المؤمنين”.

ومنذ ذلك التاريخ اعتبرته الحركة أميرا شرعيا لها، له جميع حقوق الخليفة، فلا يجوز مخالفة أمره.

واعتبره خبراء في الشأن الأفغاني أكثر الزعماء غموضا؛ حيث لا توجد له صورة فوتوغرافية واحدة واضحة المعالم.

عاش الملا عمر إبان حكم طالبان مع أسرته في بيت متواضع في مدينة قندهار، وكان يستخدم سيارة واحدة للتنقل العادي داخل المدينة، لا يهتم كثيرا بالحراسة الشخصية.

وكان الحاكم الحقيقي لأفغانستان؛ حيث صدرت جميع القرارات المهمة بتوقيعه، وكان يدير أمور الحركة وأمور الحكومة في كابل والولايات عن طريق الهاتف واللاسلكي من قندهار.

منذ سقوط نظام طالبان عام 2001 لم يعرف مكان اختباء الملا عمر، فقد طاردته الولايات المتحدة الأميركية وخصصت جائزة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدل عليه أو يساعد على اعتقاله لتقديمه للقضاء، دون أن تصل لشيء.

مع استمرار تواريه عن الأنظار، توقع متابعون للشأن الأفغاني أن يكون متخفيا في قبائل البشتون أو بالأراضي الباكستانية.

13 أكتوبر/تشرين الأول 2013: أعلن في بيان رفض الحركة للاتفاقية الأمنية الثنائية المقترحة بين أفغانستان والولايات المتحدة، فهي بحسبه “لن تكون مقبولة لدى الشعب الأفغاني”.

مايو/أيار2014: أصدر بيانا أشاد فيه بصفقة تبادل 5 معتقلين من حركة طالبان في سجن غوانتانامو مقابل إطلاق الحركة سراح جندي أميركي.

الخامس من أبريل/نيسان 2015: نشرت الحركة على موقعها الإلكتروني سيرة ذاتية مفصلة لزعيمها الملا عمر قائلة إنها احتفالا بمرور 19 عاما على تولي عمر زعامة الحركة، مؤكدة أن الملا عمر يشارك بشكل نشط في “الأعمال الجهادية”، نافية التكهنات القائلة بوفاته.

وصفت السيرة الذاتية الملا محمد عمر بأنه صاحب شخصية كاريزمية، وأدرجت عددا من الحكايات التي تصف شجاعته في ميدان القتال، وقالت إن سلاحه المفضل هو قاذفة الصواريخ “آر بي جي 7”.

 

سنواته الأخيرة

 

تقارير صحفية قالت إن الملا عمر عاش سنوات حياته بعد الغزو الأميركي لأفغانستان داخل بلاده حتى وفاته، ولم يذهب لباكستان كما كانت تعلن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وجهات أخرى.

خلصت التقارير إلى أن الملا عاش مختبئا قرب قاعدة أميركية في جنوب أفغانستان حتى وفاته، مما يناقض تماما ما كان يروجه منذ فترة طويلة موظفون أميركيون أنه فر لباكستان بعد أن أطاحت الولايات المتحدة بحكم طالبان في أعقاب هجمات الـ11 من سبتمبر/أيلول.

التقارير أكدت أنه كان يعيش مع عضو طالبان جبار عمري وهو حارس الملا الشخصي الذي حماه حتى وفاته، وكان يتلقى زيارات نادرة كل عدة شهور من قبل مبعوثين يتنقلون بينه وبين هيئة صنع القرار التابعة لطالبان بمدينة كويتا في باكستان.

أشارت التقارير إلى أن الملا عمر سلم عمليات طالبان اليومية أواخر عام 2001 إلى وزير دفاعه السابق الملا عبيد الله، وذهب إلى مسقط رأسه بولاية زابل بالجنوب، حيث أمضى عدة سنوات في عاصمة الولاية بمنزل سائقه عبد الصمد أستاذ.

أضافت التقارير أنه بعد أن أنشأ الجيش الأميركي قاعدة لا تبعد إلا بضع دقائق مشيا من المنزل الذي يسكن فيه، انتقل الملا إلى منطقة أبعد هي سيوراي التي تنحدر منها عائلته، ووجد له حارسه الشخصي بيتا من الطوب ظل يرعاه فيه حتى وفاته عام 2013.

 

المخبأ الثاني

 

كان المنزل الآمن الثاني أيضا على بعد بضعة أميال من قاعدة أميركية أصغر تعرف باسم قاعدة العمليات المتقدمة “ولفرين” التي تقع جنوب عاصمة زابل، وحولها العديد من القرى التي تسيطر عليها طالبان، وذكر أحد من خدموا بالقاعدة أن العديد من الجنود الأميركيين قُتلوا هناك أثناء دورياتهم.

كان الملا يعيش بعزلة في “سيوراي” بصحبة عمري في ضيافة أسرة، ونادرا ما كان يختلط بها ولم يكن يغادر المسكن إلا للتعرض للشمس، ولا يطلب سوى الحناء لصبغ لحيته و”النسوار” وهو تبغ محلي.

 

غموض الوفاة

 

مرض الملا عام 2013 ورفض مقابلة طبيب أو السفر للعلاج في باكستان وتوفي في زابل، ودفنته عائلته واتفقت مع مجموعة من قادة طالبان على إبقاء وفاته سرا، في وقت كان فيه الجيش الأميركي يستعد للانسحاب الكامل وفق ما خططت إدارة الرئيس باراك أوباما.

29 يوليو/تموز 2015: أعلنت مصادر حكومية أفغانية وفاة الملا عمر من غير إيراد أية تفاصيل بشأن ظروف الوفاة.

13 سبتمبر/أيلول 2015: خرج الملا محمد يعقوب الابن الأكبر للملا عمر ورئيس اللجنة العسكرية التي تتمتع بنفوذ كبير في طالبان في تسجيل صوتي قائلا إن والده توفي بأسباب طبيعية، داعيا للوحدة ومبددا الشائعات التي تحدثت عن أن وفاة والده كانت غامضة في ظل نزاع على قيادة الحركة.

يعقوب قال إن والده كان مريضا لبعض الوقت، ثم تدهورت صحته، مشيرا إلى أنه ربما كان يعاني من التهاب الكبد الوبائي “سي”.

يعقوب أكد أن والده بقي في أفغانستان حتى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لأفغانستان، وتوفي ودفن هناك.

زر الذهاب إلى الأعلى