اخبار تركياالأخبار

رداً على حملات إلكترونية منظمة ومضللة.. الأتراك يغردون: تركيا القوية

على خلفية انتشار حملات إلكترونية تحت وسم “ساعد تركيا”، وفي صورة ردة فعل سريعة، غرّد مواطنون ونشطاء وصحفيون أتراك بكثافة تحت وسم “تركيا القوية”، مؤكدين أن الحملة لا تعبّر عن الشعب التركي، ومستنكرين طلب البعض مساعدات دولية في وقت استطاعت فيه تركيا بالفعل السيطرة على أغلب الحرائق الواقعة بالبلاد.

 

وتتبع مارك أوين جونز أستاذ الدراسات الشرق أوسطية المتخصص في مجالي السلطوية الرقمية والتلاعب الإلكتروني، الحملات الإلكترونية، وأجرى “تحليلاً فنياً عميقاً” كشف أساليب التلاعب المتّبَعة في الحملة، مؤكداً أنها جرت بشكل “منظم ومضلل”.

 

حسابات وهمية؟

 

أظهر التحليل الذي أجراه الأكاديمي والخبير البريطاني أن جزءاً كبيراً من التفاعل جرى عن طريق حسابات وهمية “روبوتية” وبسرعة غير واقعية في وقت متأخر من الليل، إضافة إلى نسخ محتوى ثابت من قبل آلاف المستخدمين، وحذف جميع التغريدات من تلك الحسابات فوراً بعد نشرها، علاوة على تغيير المستخدمين أسماء حساباتهم بغية تصعيب عملية التتبع.

 

ويؤكد جونز أنه على الرغم من مشاركة العديد من الأشخاص ذوي النوايا الحسنة -الذين لا يمتلكون دوافع خفية- في الحملة، ففي المجمل تتبعت التغريدات المنسوخة نمطاً يلمّح ويحاول إظهار تركيا دولة غير قادرة على إدارة الأزمة والسيطرة على الحرائق بالبلاد.

 

ويضيف خبير التلاعب الإلكتروني: “شعر البعض أن الرسالة التي يُراد إيصالها من خلال الهاشتاغ هو جعل تركيا تبدو ضعيفة وليست على كفاءة ويائسة”.

 

كما أكد الأكاديمي الذي كان أستاذاً بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة في قطر أنه اتبع: “تحليلاً شبكياً لنحو 160 ألف تفاعل جرت عن طريق ما يقارب 46 ألف حساب على موقع تويتر”.

 

واعتمد جونز تحليل رسم بياني يوضّح أن المشاركة تحت الوسم جرت عن طريق مجموعة حسابات غرّدت بكثافة في نفس اللحظة بعد منتصف الليل بتوقيت أنقرة، وهو وقت متأخر يصعب تخيّل انطلاق الحملة فيه بشكل طبيعي، وفقاً للخبير بمجال التلاعب الإلكتروني.

 

ويعلل جونز قائلاً: “في الظروف العادية يمكن أن يكون البعض متحمساً بشدة تجاه قضية ما، (..) ونتوقع حينها أن يُظهر الرسم البياني تفاعلاً متساوياً نسبياً، لكن لم يحدث ذلك إذ استخدمت مجموعة الحسابات الملوّنة باللون الأخضر الهاشتاغ بشكل متواتر (في مدة قصيرة غير واقعية)”.

 

وأضاف الأكاديمي أن العديد من المستخدمين على موقع تويتر أخذوا “يغيّرون أسماء حساباتهم بعد حذفهم للتغريدات”، وذلك تكتيك لتجنّب عمليات التتبع.

 

ويتعجب جونز: “الاكتشاف المثير للدهشة هو أن العقدة الأكثر نشاطاً في عينة المشاركين كان حساباً باسم “ege20281770″، وهو حساب أٌنشئ حديثاً، ويظهر الآن فارغاً تماماً من دون أي تغريدات”.

 

ناشطون يتفاعلون

 

وفي سياق متصل غرّد عشرات الآلاف من المواطنين والنشطاء والصحفيين والمسؤولين الأتراك تحت وسم “تركيا القوية”، مؤكدين أن بلادهم لديها القدرات والكفاءة والتضامن الشعبي والمؤسساتي التي تكفي لسيطرتها على الحرائق.

 

وغرّد الناشط سلامي حقطان قائلاً: “يوجد العديد من المصادر التي توضح كيف تكافح تركيا حرائق الغابات ونوعية المركبات التي تستخدمها، كما هو موضح في الصورة. 77 طائرة و70 سيارات إطفاء وأكثر من 4800 عامل يكافحون الحرائق في جميع أنحاء البلاد. كيف يمكنك أن تكون أعمى ولا ترى كل هذه الجهود؟”.

 

ويقول مراد أرجان رئيس بلدية “سنجان” بالعاصمة أنقرة: “لقد تغلبت تركيا على العديد من الكوارث والأزمات في تاريخها. وكما فعلنا في الماضي سنتغلب (على الحرائق) هذه الأيام بقوة دولتنا وأمتنا”.

 

وغردت المواطنة صدى غل: “نجاح تركيا القوي المثير للإعجاب”.

 

وأشاد فخر الدين ألطون رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية بقدرة بلاده على إخماد الحرائق قائلاً: “اليوم في مدينة أنطاليا دافعنا عن وطننا الأخضر ضد ألسنة اللهب بـ8 مروحيات و3 طائرات و61 رشاش مياه. 5 مروحيات مكافحة للحرائق في كادر واحد”.

 

وفي هذا الصدد صرّح ألطون بأن حملة “ساعد تركيا” على موقع تويتر قد نُظّمت من الخارج من قبل مركز واحد بهدف زعزعة الاستقرار في تركيا وإضعاف العلاقات بين الدولة والشعب.

 

وأكد رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية أن الحملة انطلقت “بدوافع أيديولوجية”، مفيداً بأن “معظم المعلومات المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي ومجموعات الرسائل الفورية والمنتديات هي أخبار زائفة”، في إشارة إلى مزاعم بأن تركيا ليس لديها طائرات كافية للسيطرة على الحرائق.

زر الذهاب إلى الأعلى