أخبار عالميةالأخبار

أمطار غزيرة وفيضانات تضرب شرق آسيا وعشرات الضحايا في الهند والفلبين

تشهد مناطق عدة بشرق آسيا اضطرابات جوية كبيرة، حيث تسببت الأمطار الغزيرة التي تسقط بالمنطقة في هذه الأيام من السنة بحدوث فيضانات خلفت حتى الآن عشرات الضحايا والمصابين والمفقودين.

 

ففي الفلبين نقلت السلطات آلافا من سكان العاصمة مانيلا من مناطقهم المنخفضة اليوم السبت بعد أن أدت الأمطار الموسمية الغزيرة إلى غمر العاصمة والأقاليم المجاورة بالمياه جراء تفاقمها بسبب عاصفة مدارية.

 

وقالت الوكالة الوطنية لمكافحة الكوارث إن نحو 14 ألف شخص نُقلوا إلى مراكز إجلاء، معظمهم من ضاحية معرضة للفيضانات في مانيلا.

 

وقال المتحدث باسم الرئاسة، هاري روك، في بيان “نطلب من سكان المناطق المتضررة البقاء في حالة تأهب ويقظة واتخاذ إجراءات احترازية والتعاون مع السلطات المحلية”.

 

أجواء قاسية

 

واجتاحت أجواء قاسية مناطق عدة من العالم في الأسابيع الأخيرة مسببة حدوث فيضانات في الصين والهند وأوروبا الغربية وموجات حر في أميركا الشمالية مما أثار مخاوف جديدة بشأن تأثير تغير المناخ.

 

ويقول خبراء الأرصاد الجوية إن الفلبين التي تضم أكثر من 7600 جزيرة تشهد نحو 20 عاصفة مدارية سنويا لكن المحيط الهادي الأكثر دفئا سيجعل العواصف أقوى ويتسبب في هطل أمطار أكثر غزارة.

 

وزادت المخاوف من حدوث تسونامي بعدما ضرب زلزال قوي جنوب العاصمة مانيلا. وقال المعهد الفلبيني لعلوم البراكين والزلازل اليوم السبت إن زلزالا شدته 6.7 درجات وقع قبالة بلدة كالاتاغان في إقليم باتانغاس والأقاليم القريبة.

 

وأوضح المعهد أن هزة ارتدادية بلغت قوتها 5.1 درجات ضربت المنطقة نفسها بعد 8 دقائق من وقوع الزلزال.

 

وقال مدير المعهد، ريناتو سوليدوم، إنه ليس من المتوقع حدوث موجات تسونامي بسبب الزلزالين اللذين كان مركزهما على عمق 100 كيلومتر.

 

الهند

 

وفي الهند ارتفع عدد الوفيات جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية إلى 125، وواجهت فرق الإنقاذ هناك صعوبات في أثناء الخوض في الوحل والركام اليوم السبت للوصول إلى عشرات المنازل التي غمرتها المياه مع ارتفاع عدد ضحايا الانهيارات الأرضية والحوادث الناجمة عن الأمطار الموسمية الغزيرة في البلاد.

 

ويقول خبراء إن ولاية مهاراشترا تشهد أشد هطل للأمطار خلال شهر يوليو/تموز منذ 40 عاما.

 

وأثر سقوط الأمطار بغزارة على مدار أيام عدة في مئات الآلاف من الناس كما أن ثمة مخاطر من فيضان مياه أنهار كبيرة عن ضفافها.

 

وذكر مسؤول كبير بحكومة الولاية أن عدد الوفيات ارتفع إلى 42 في قرية تالي التي تبعد نحو 180 كيلومترا جنوب شرقي مومباي العاصمة المالية للهند، وذلك مع انتشال 4 جثث أخرى بعد أن سوّت انهيارات أرضية معظم المنازل في القرية بالأرض.

 

وأشار إلى أن عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا الانهيارات الأرضية في 4 مناطق أخرى بالولاية. وقالت حكومة مهاراشترا في بيان “أُنقذ نحو 90 ألف شخص من المناطق المتضررة بالفيضانات”.

 

البحرية الهندية

 

وتشارك وحدات من سلاحي البحرية والجو في جهود الإنقاذ بعدما تسببت الأمطار بفيضانات عزلت آلاف المواطنين، إلا أن عمليات الانقاذ تتعرقل بسبب انزلاقات التربة التي قطعت الطرق، ومن بينها الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بومباي بغوا.

 

وبلغ مستوى المياه 3.5 أمتار في مناطق بمدينة تشيبلون التي تبعد 250 كيلومترًا عن بومباي، بعد 24 ساعة من هطل الأمطار دون توقف ما تسبب بفيضان نهر فاشيشتي وغرق طرق ومنازل.

 

ونشرت البحرية الهندية 7 فرق إنقاذ مزودة بزوارق مطاط وسترات نجاة وعوامات في المناطق المتضررة، فضلا عن مروحية لنقل السكان المحاصرين جوًّا، ويرافق كل فريق غواصون متخصصون من البحرية.

 

وأصدرت إدارة الأرصاد الجوية الهندية تحذيرات للعديد من المناطق في الولاية، تشير إلى استمرار هطل الأمطار الغزيرة خلال الأيام المقبلة.

 

وتكثر الفيضانات وانزلاقات التربة خلال موسم الأمطار في الهند الذي يمتد من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول، وتتسبب أيضا في انهيار مبان وجدران لا تلتزم معايير البناء.

 

أوروبا

 

وتعرضت مناطق عدة على مستوى العالم لأحوال طقس قاسية في الأسابيع القليلة الماضية إذ اجتاحت الفيضانات الصين وغرب أوروبا وهبّت موجات حارة على أميركا الشمالية مما زاد من المخاوف حيال تأثير تغير المناخ.

 

وخلال الأيام الأخيرة، ضربت فيضانات قوية دولا أوروبية، وارتفع عدد الضحايا إلى 184، من بينهم أكثر من 157 في ألمانيا وحدها فضلا عن إصابة أكثر من 670 آخرين، في أسوأ كارثة طبيعية تشهدها البلاد منذ نحو 60 عاما.

 

ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأحد الماضي، الأضرار التي خلفتها الفيضانات غرب البلاد بالمخيفة، وتعهدت بتقديم الدولة مساعدات لإعادة الإعمار. هذا، وقد بلغت السيول النمسا الجارة الجنوبية لألمانيا.

 

وقالت ميركل -في مؤتمر صحفي لها عقب زيارة قامت بها لإحدى القرى المتضررة- إنها صدمت جراء حجم هذه الأضرار، وقالت لسكان بلدة أديناو الصغيرة في ولاية راينلاند بالاتينات “إنه لأمر مروع.. تعجز الكلمات عن وصف الدمار الذي حدث”.

زر الذهاب إلى الأعلى