أخبار عالميةالأخبار

مرعوبان من ارتباطاتهما بترامب.. كوشنر وإيفانكا يحاولان التملص من ماضيهما

بعد العمل لسنوات بإدارة ترامب لإنجاز تكليفات خاصة تضمنت كل شيء بما في ذلك السلام في الشرق الأوسط (موضوع قرأ جاريد 25 كتابا كاملا عنه)، يود جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب الإعلان عن أن ذلك كان قد حدث من ذاتيهما القديمتين.

 

ورد ذلك في مقال ساخر نشرته صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) للكاتبة ألكسندرا بيتري تتركز فكرته على أن كوشنر وإيفانكا يعملان على النأي بنفسيهما عما فعلاه في الماضي القريب ولن يجدا ما يبرران به محاولتهما هذه إلا إذا استعانا بفكرة فلسفية يونانية قديمة مثيرة للجدل والضحك.

 

تقول الكاتبة -متهكمة- إن جاريد وإيفانكا اليوم شخصان جديدان، بعيدان جدا عن الرئيس السابق دونالد ترامب وجميع الأشياء المتعلقة به، ولا يمكن محاسبتهما على أي شيء فعله أو قاله، أو أي شيء فعلاه أو قالاه بأنفسهما من قبل مرات عديدة.

 

دعهما يشرحان هذا أكثر: سيكون من غير المعقول وغير العادل أبدا تحميل جاريد ابن اليوم وإيفانكا بنت اليوم المسؤولية عن أفعال ما تُسمى “ذاتهما في الماضي”.

 

ما هي الذات؟ تذكّر، نحن جميعا كيان يتم تدمير خلاياه، يوما بعد يوم، واستبدالها بخلايا جديدة، حتى يتم صنع الذات التي تقف اليوم من مواد جديدة ومختلفة تماما عن الذات في الماضي. ومع ذلك، فإننا نسعى إلى تحميل هذه الذات الجديدة تماما المسؤولية عن أفعال الذات القديمة.

 

وتستمر بيتري في سخريتها لتقول إنه لم يتم تشكيل المجتمع، بحيث يتعين على شاب واعد مثل جاريد أن يواجه عواقب أي شيء فعله في الماضي. لماذا؟ كان أصغر بكثير في ذلك الوقت، كطفل بين ذراعي أمه، وبالإضافة إلى ذلك، فإن كوشنر بالكاد يتذكر قراءة تلك الكتب الـ25، وكما ترون، فإن السلام في الشرق الأوسط الذي كان يشرف عليه ظاهريا قد تبخر إلى لا شيء، كما لو أنه لم يحاول مطلقا، ولا ينبغي أن يُسأل أو يُواجه جراء ذلك السلام.

 

ووجهة نظرهما هي أنه لا توجد ديمومة لذات الشخص، لقد قُتلت أنت البارحة لإفساح المجال لذاتك الموجودة فوق عظام النفس القديمة، وفي كل مرة تذهب للنوم، من يقول إن هناك استمرارية لك أنت الذي أغلق عينيه مع أنت الذي استيقظت من جديد؟

 

كيف يمكنك أن تطلب من جاريد وإيفانكا أن يفعلا أي شيء؟ ولا يتم الترحيب بهما واحتضانهما، كما يستحقان، لمجرد أن اثنين من المنتحلين يتنكران على أنهما ربما يكونان قد فعلا أو لم يفعلا أشياء في الماضي، لماذا؟ رغم أنهما بالكاد الآن يزوران مارالاغو (منتجع ترامب في ولاية فلوريدا).

 

وتقول بيتري إن الشخص الذي يستحق الحزن عليه أكثر من غيره هو ترامب الذي لا يفهم الطبيعة المعقدة للذات ويريد الاستمرار في الاقتراب منهما كما لو كانا كما كانا دائما، رغم أنهما لم يعلنا بوضوح أنهما مقتنعان بأن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن قد فاز بالانتخابات الرئاسية الأخيرة. كم هو محزن أنهما محاصران في هذه الهيئات التي تشبه إلى حد كبير شخصين مشاركين نشطين ومتواطئين في إدارة ترامب.

 

لا، لا يمكن أن تكون هناك عواقب أو مساءلة. اليوم جاريد وإيفانكا شخصان جديدان تماما مرعوبان من ارتباطاتهما بدونالد ترامب وليس لديهما ما يقولانه له، ويودان كثيرا اليوم أن يستمتعا بوقتهما في نيويورك.

زر الذهاب إلى الأعلى