أخبار عربيةالأخبارليبيا

الحكومة الليبية تعلن فتح الطريق الساحلي بعد عامين من إغلاقه

الناطق باسم غرفة عمليات سرت والجفرة، الهادي دراه، أعلن عن الاتفاق على فتح الطريق الساحلي الرابط بين شرق ليبيا وغربها والمقفل منذ هجوم حفتر على العاصمة طرابلس في نيسان/أبريل من عام 2019 .

 

وقال إن هذا القرار جاء بعد مراسلة من قبل القائد الأعلى للجيش الليبي والمتمثل في المجلس الرئاسي وعقب الاجتماع مع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 الأسبوع الماضي، وبعد عدة اجتماعات عقدت مع رئيس الحكومة وآمر الغرفة العسكرية والقادة .

 

وأضاف دراه أن الخميس شهد عقد اجتماع بمدينة مصراته مع قادة قوات بركان الغضب وآمري المحاور والمجلس البلدي ومجلس الأعيان وآمر المنطقة العسكرية الوسطى.

 

وختم أنه ومن خلال الاجتماع، تم الاتفاق بين الجميع على فتح الطريق الساحلي في احتفالية بحضور رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة لغرض رفع المعاناة على المواطن وإعطاء مهلة للطرف الثاني، والمتمثل في حفتر، لسحب المرتزقة الروس (الفاغنر).

 

وبالفعل، فقد توجه منذ الصباح رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، إلى منطقة بويرات الحسون ليشارك في فتح الطريق الساحلي بنفسه، وقد أثارت صوره المنتشرة وهو يعلو السيارة المخصصة لإزالة العقبات والأتربة ردود فعل عديدة.

 

الدبيبة وعقب الانتهاء من إزالة السواتر الترابية، قال في كلمة له إن الحكومة وعدت الشعب بفتح صفحة جديدة من الأمل والإقبال على الحياة، متابعاً: يسعدني أن أشارك في فتح الطريق الساحلي الذي يعد شريان الحياة، ونعلن أن عهد التشتت قد ولى إلى غير رجعة.

 

وأضاف: أشكر أبناء الوطن على صبرهم وتحملهم للمشاق، وأشكر كل من دعمنا ووقف معنا وعلى رأسهم مدينتا مصراتة وسرت، ولجنة 5+5 في تحقيق هذا الإنجاز.

 

وختم الدبيبة حديثه قائلاً: أدعو إلى نبذ الفرقة ونسيان الأحقاد والالتفات إلى البناء، وعلينا أن ننهض بليبيا واستقرارها ونخرجها من كبوتها ونعيد إليها مكانتها.

 

السفارة الأمريكية لدى ليبيا قالت، في بيان لها، إن افتتاح الطريق الساحلي مهم ويأتي في الوقت الذي يستعد فيه المجتمع الدولي للاجتماع في برلين، مضيفة أنه يجب أن يركز الليبيون والقوى الأجنبية على حد سواء، على تشجيع الاستقرار من خلال أفعال مثل السماح لهذا الطريق بالبقاء مفتوحاً وتمهيد الخطى أمام الليبيين للسيطرة الكاملة على شؤونهم الخاصة، بما في ذلك الانتخابات في كانون/ديسمبر.

 

وفي الوقت الذي باركت فيه السفارة الأمريكية لدى ليبيا والحكومة بفتح الطريق الساحلي، خرجت تصريحات من قبل الطرف المقابل من ناحية حفتر تفند كل ما جاء عن فتح الطريق.

 

اللواء أحمد سالم، آمر غرفة عمليات سرت التابع لحفتر، أعلن عدم صحة فتح الطريق الساحلي سرت –مصراتة، موضحاً أن لا وجود لأي تعليمات من اللجنة العسكرية 5+5 التي ستعقد اجتماعاً الاثنين بمدينة سرت.

 

أحد أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة قال، تعليقاً على هذه التصريحات، إن فتح الطريق الساحلي تم من الطرف الغربي فقط ولا توجد أي تحركات لفتحه من الناحية الأخرى، موضحاً أن قوات حفتر ما زالت تتحجج بانتظار صدور أوامر واضحة من اللجنة العسكرية التي ستجتمع غداً واليوم.

 

ورغم ردود الفعل الإيجابية من قبل معظم المواطنين بعد فتح الطريق الساحلي، إلا أن وجهات النظر تباينت بين رافض ومؤيد، فتحذيرات عديدة من تحركات حفتر العسكرية ظهرت على السطح. حيث يخشى بعض المتتبعين للمشهد من استغلال حفتر لهذه التحركات الإيجابية كعادته بخلقه هجوماً جديداً على المنطقة الغربية، خاصة مع التحشيد الذي استأنفه في المنطقة الجنوبية والعملية التي أعلن عنها، وفي ظل ضعف المواقف الجدية والحاسمة من المجلس الرئاسي.

 

فيرى البعض أن حفتر بإمكانه التقدم والامتداد من الجنوب الغربي والشمال من ناحية سرت ومحاوطة المنطقة الغربية بقواته في حال فشل في الدخول إلى العملية السياسية كمرشح للانتخابات المقبلة.

 

وعلى الرغم من وضوح تحركاته وخطورته، إلا أن مواقف المجلس الرئاسي الذي يمثل القائد الأعلى للجيش الليبي وصفت بالضعيفة، فلم يقم إلا بإصدار بلاغ رسمي، أعلن من خلاله عن حظر إعادة تمركز الوحدات العسكرية مهما كانت طبيعة عملها دون موافقة القائد الأعلى. وفي إشارة إلى تحركات حفتر الأخيرة وتوجهه للجنوب الليبي، فقد حظر بلاغ القائد الأعلى تحركات الأرتال العسكرية أو نقل الأفراد أو الأسلحة والذخائر لأي سبب كان دون توجيهات واضحة منه.

 

لكن آمر منطقة سبها العسكرية، احميد العطايبي، قال، إن التعزيزات والدعم والأرتال العسكرية مازالت تصل إلى قاعدة تمنهنت، موضحاً أن القاعدة تضم مجموعة كبيرة من مرتزقة الفاغنر والجنجويد والمعارضة التشادية التي ادعى حفتر إطلاقه لعملية لمحاربتها.

 

ونفى صحة وجود خلايا نائمة من تنظيم الدولة الإسلامية في الجنوب الليبي، موضحاً أن كافة العمليات التي تبناها “داعش” هي من صنع حفتر ليبرر أفعاله وتحركاته في الجنوب الليبي.

 

وتابع العطايبي أنهم جاهزون للرد في حال تحركت القوات أو أجرت أي هجوم عسكري على المنطقة، مستنكراً الرد الضعيف من المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي ومن وزير الدفاع.

 

إهمال هذه التحركات الخطيرة، والالتفات إلى فتح الطريق المهم الذي توجهت أنظار حفتر نحوه لأكثر من مرة، يدخل الدولة إلى دائرة الخطر استناداً إلى تصرفات حفتر العبثية والعشوائية السابقة، وفقاً لمتتبعين.

زر الذهاب إلى الأعلى