أخبار عالميةالأخبارفلسطين

صحيفة ديلي تلغراف: حماس الخارجة من الأنفاق إلى شمس غزة تتوقع أياما مشرقة

تحت عنوان “المستقبل قد يكون مشرقا لحماس بعد فوزها بالحرب الدعائية” كتب جوناثان فيرزيغر، الزميل غير المقيم بالمجلس الأطلنطي في واشنطن مقالا نشرته صحيفة “ديلي تلغراف” قال فيه إن الصور من غزة عن الأبراج التي سويت بالتراب والأطفال الذين علقوا وسط الهجمات ولدت معظم الغضب العالمي.

 

وقال أيضا إن قطاع غزة الذي تعرض للدك على مدى 11 يوما بالمقاتلات الإسرائيلية المتقدمة مخلفة وراءها مشهدا جهنميا من الأنقاض الإسمنتية والشوارع المحفورة والعائلات الفلسطينية التي تندب أكثر من 240 من أقاربها التي قتلتها الترسانة العسكرية الإسرائيلية. وبالتوازي مع هذا، برز قادة هذه المنطقة الصغيرة التي تسيطر عليها حماس كأبطال محليين أظهروا قدرة على إلحاق الضرر بإسرائيل عبر ألاف من الصواريخ مما دفع لإعادة النظر بتأثيرهم الدولي. ولو تم عقد الانتخابات الفلسطينية الملغاة والتي كانت مقررة في 22 أيار/مايو مرة أخرى، فإن رئيس السلطة الوطنية محمود عباس سيبدو مهزوما وحماس المنتصرة والمسيطرة على البرلمان.

 

وفي الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقائمة من الجنرالات عن نهاية المهمة، حيث دمروا كل شيء على قائمتهم من شبكات الأنفاق وراجمات الصواريخ وغير ذلك، إلا أن تصريحاتهم هي مجرد كلام فارغ. فالصور التي لا تمحى هي وابل الصواريخ البدائية التي أضاءت السماء في طريقها من غزة إلى تل أبيب حيث تجمع السكان الخائفون في الخنادق وتحت الدرج وسمع صوت صفارات الإنذار.

 

وتساءل الكاتب: هل يهم أن هذه الصواريخ أخطأت هدفها أو أسقطتها منظومة الدفاع الراداري “القبة الحديدية”؟. وهل كان سيخف التعاطف الدولي مع المعاناة الفلسطينية بحقيقة أن حماس حصلت على مركزها البارز عبر العمليات الانتحارية وأفعال التفجير المدمرة الإرهابية وتحالفها مع إيران وحركة الإخوان المصرية المحظورة؟.

 

يجيب: ليس كثيرا، فالصواريخ التي قتلت 12 إسرائيليا وجرحت المئات وتركت الفجوات في البيوت من عسقلان المجاورة (لغزة) إلى حي رمات غان في تل أبيب لا تخفي أن وراء توليد معظم الغضب الدولي هو عدد القتلى غير المتكافئ والأبراج التي انهارت في غزة بسبب القنابل الإسرائيلية والأطفال الذين علقوا وسط الهجمات. وقال إن ارتدادات هذه الحلقة من النزاع الإقليمي الذي مضى عليه 73 عاما ستؤثر على القرارات من الضفة الغربية إلى القدس والأمم المتحدة والبيت الأبيض.

 

وتعثر الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن مثل سابقيه في المستنقع وأرجع سنوات من خطط البنتاغون لتخفيض الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط. وتقول المؤسسة الإسرائيلية مصيبة أنها أضعفت قدرات حماس العسكرية. وبحسب المحللين الفلسطينيين فقد تم استهداف كل شيء لحماس فوق الأرض، وكل محطة شرطة أو مقر للميليشيا تم قصفه. وربما تم استهداف ربع الأنفاق الأرضية التي تنتشر حول غزة مثل مستعمرة النمل ويتم من خلالها نقل الصواريخ إلى مواقع إطلاقها.

 

وكانت حماس التي تلقت ضربة فخورة بنفسها بعد اتفاقية وقف إطلاق النار. وقال المسؤول السياسي خالد مشعل إن الحركة حققت انتصارا وتوقع توقف قطار تطبيع الدول العربية مع إسرائيل.

 

وسواء كان كلامه صحيحا أم لا إلا أن إدارة الحركة للقطاع كانت كارثة حيث وصلت نسبة البطالة في القطاع 43% ونصف السكان يعيشون تحت خط الفقر. ولا يزال 2 مليون شخص عالقين في منطقة لا تزيد مساحتها عن 25 ميلا ويحاصرها الإسرائيليون والمصريون وبأسيجة عليها أجهزة استشعار. إلا أن سكانها فخورون بأن ينظر إليهم كحماة للهوية الفلسطينية. وشعر أقاربهم في الشتات بالإعجاب بقدرة غزة الضعيفة على الانتقام من إسرائيل التي انتهكت قداسة المسجد الأقصى بالغاز المسيل للدموع عندما ضربت الشرطة المصلين في ثالث أقدس البقاع المقدسة لدى المسلمين.

 

ورأى الكاتب أن حماس التي خرجت من الأنفاق إلى شمس صحراء غزة تتوقع أن تكون الأيام المقبلة مشرقة.

زر الذهاب إلى الأعلى