أخبار عربيةالأخبارفلسطين

الفلسطينيون يقهرون الاحتلال الإسرائيلي.. 100 ألف أحيوا ليلة القدر

عاد الهدوء الحذر لمدينة القدس المحتلة، بعد مواجهات حامية مع شرطة الاحتلال ليل الجمعة واستمرت حتى فجر الأحد.

 

100 ألف فلسطيني احيوا ليلة القدر

 

ورغم إجراءات الاحتلال المشددة، وقمع المصلين المتعمد، إلا أن نحو 100 ألف مصل، من المقدسيين وسكان مناطق الـ48 وآخرين قدموا من عدة مناطق بالضفة الغربية، أقاموا ليلة القدر في رحاب المسجد الأقصى.

 

وقد استبقت قوات الاحتلال، وصول المصلين وأقامت العديد من الحواجز العسكرية على مداخل القدس المحتلة، ومنعت الكثير منهم من الوصول للأقصى، وتعمدت الاعتداء على من تمكنوا من الوصول لبواباته، في مسعى منها لحرمانهم من إقامة الليل.

 

وبسبب إجراءات الاحتلال العسكرية التي حولت القدس المحتلة إلى ما أشبه بثكنة عسكرية، من كثرة الجنود والحواجز، اندلعت مواجهات شعبية في عدة أماكن، حيث هاجمت قوات الاحتلال المقدسيين واعتدت عليهم بالضرب المبرح، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع صوبهم، ما أدى إلى إصابة الكثيرين، في الأحياء القريبة من المسجد، كما أصيب مواطن، في اعتداء للمستوطنين على مواطنين في حي الشيخ جراح المهدد بالمصادرة، حيث يتواجد هناك سكان الحي والعديد من المتضامنين معهم، كما اندلعت مواجهات بين الشبان وشرطة الاحتلال التي أطلقت قنابل الصوت والغاز تجاه المواطنين المتواجدين في محيط البيوت المهددة بالإخلاء.

 

مواجهات عنيفة

 

وقالت جمعية الهلال الأحمر، إن طواقمها قدمت الإسعافات لـ90 مواطنا أصيبوا بجروح خلال مواجهات عنيفة مع الاحتلال، ليل السبت، في محيط باب العامود وباب الساهرة وحي الشيخ جراح وباب الأسباط وحطة في القدس المحتلة، من بينهم أب وأطفاله الأربعة.

 

وأفاد الهلال في بيان صحافي، بأنه تم نقل 16 إصابة لمستشفى المقاصد، و14 أخرى للمستشفى الميداني التابع له، وكانت معظمها بالرصاص المطاطي، وقنابل الصوت بشكل مباشر والاعتداء بالضرب، لافتة إلى أنه كان من بينها عدة إصابات بين الأطفال دون 18 عاما، منهم طفلة تبلغ من العمر عاما واحدا، لافتا إلى أن الاحتلال لم يسمح لسيارات الإسعاف من الدخول لمحيط باب العامود، رغم وجود عشرات الإصابات، وتم تسجيل إصابة لأحد المسعفين.

 

وفجر الأحد جددت قوات الاحتلال اعتداءاتها على المواطنين، خلال خروجهم من المسجد، بعد أداء صلاتي القيام والفجر، حيث أصيب عشرة مصلين على الأقل. كما اعتدت قوات الاحتلال بعنف، على المواطنين المتواجدين في محيط حي الشيخ جراح، المهدد بالمصادرة، وقامت بالاعتداء على فتيات تواجدن في خيمة اعتصام لسكان الحي، وتخلل الاعتداء اعتقال خمسة مواطنين.

 

وكانت قوات الاحتلال، منعت مساء السبت، إدخال شاحنات تحمل وجبات إفطار للصائمين المعتكفين في المسجد الأقصى، وذكرت مصادر من المدينة أن قوات الاحتلال منعت شاحنات تابعة للأوقاف الإسلامية من الدخول للمسجد الأقصى عبر باب الأسباط، ونوهت إلى أن هذه الوجبات تقدم من الأوقاف الإسلامية سنويا لمن يفطر في ليلة القدر في شهر رمضان المبارك، كما منع جيش الاحتلال، مساء السبت، وصول حافلات تقل فلسطينيين من مناطق الـ48، من التوجه إلى مدينة القدس المحتلة، للصلاة في المسجد في ليلة القدر.

 

إلى ذلك فقد اندلعت عدة مواجهات شعبية حامية في المناطق الفلسطينية، رفضا لما يجري في القدس، حيث أصيب العشرات من المواطنين بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع في مخيم العروب، وقرية التوانة بمسافر يطا في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، كما حاولت مجموعة من مستوطني مستوطنة “بيت هداسا” و”رمات يشاي” الاعتداء على المواطنين.

 

كما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من حاجز عسكري الجلمة شمال شرق جنين، فيما اعتدت قوات الاحتلال على مواطنين في قرية بدرس غرب رام الله، والذين شاركوا في مسيرة تضامنية مع سكان القدس، ونظمت أيضا في المدارس فعاليات مساندة للقدس، حمل خلالها الطلاب لافتات تندد بقمع الاحتلال للمصلين، وتندد بخطط  الترحيل القسري التي تهدد سكان حي الشيخ جراح.

 

كذلك أصيب ثلاثة شبان، بنيران قوات الاحتلال، خلال مواجهات اندلعت شرق قطاع غزة، بعد مسيرات خرجت للتضامن مع المصلين في المسجد الأقصى وسكان حي الشيخ جراح.

 

وذكرت إحصائية محلية أن الأسبوع الماضي شهد اندلاع مواجهات مع الاحتلال في 78 نقطة بالضفة والقدس، تخللها عمليات إطلاق نار بطولية وإلقاء زجاجات حارقة وأكواع متفجرة، واستشهد خلالها 4 مواطنين، وقتل مستوطن بعملية “حاجز زعترة”، فيما أصيب 23 جنديا من الاحتلال و9 مستوطنين.

 

خطط عسكرية

 

وكانت قوات الاحتلال دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية والجنود إلى مدينة القدس المحتلة، وإلى العديد من مناطق الضفة الغربية، خشية من تطورات ميدانية تحدث على الأرض، في ظل تنامي موجة الغضب الشعبي التي تشهدها المناطق الفلسطينية، رفضا للاحتلال، ومخططات الاستيطان، وخاصة تلك التي تنوي سلطات الاحتلال تنفيذها في حي الشيح جراح.

 

وفي محاولة لوضع الخطط العسكرية، الهادفة إلى الضغط على المقدسيين وسكان الضفة، وتسهيل عمليات الاقتحام، ومنع ردود الفعل الغاضبة، عقد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيف كوخافي، اجتماعا مع كبار ضباطه على ضوء التصعيد الأخير في مدينة القدس المحتلة، وإمكانية انعكاسه على كل الجبهات، حيث تقرر الدفع بالمزيد من القوات القتالية إلى المناطق الحساسة، كما تقررت خطوات أخرى دون الإفصاح عنها، وقالت تقارير عبرية إن كوخافي دعا قادة الجيش للاستعداد لإمكانية حدوث تصعيد آخر على الأوضاع الأمنية.

 

ورغم قرار الاحتلال منذ منتصف الأسبوع الماضي منع اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، خشية من تصاعد موجة الغضب الفلسطيني، وبسبب ازدياد عدد المصلين في هذه الأوقات، حيث أيام العشر الأواخر، تستعد جماعات استيطانية متطرفة، لتنفيذ عمليات اقتحام واسعة لباحات المسجد ومناطق عدة بالقدس، منها البلدة القديمة، يوم 28 رمضان، الذي يصادف يوم احتلال القدس الشرقية، في إطار احتفالات كبيرة تريد إحياءها هذه الجماعات، وهو ما قوبل برد فعل فلسطيني غاضب، ودعوات للنفير العام وشد الرحال، لحماية المسجد من هذا الهجوم، وإنذارات من المقاومة بتوسيع دائرة الاشتباك.

 

وفي هذا السياق أشاد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، بصمود المرابطين في القدس والأقصى، وأضاف “نقول لهم بأن قائد أركان القسام محمد الضيف وعدكم ولن يخلف وعده”، في إشارة إلى تهديد الضيف السابق بالرد على تلك الاعتداءات، بعد أن وجه تحذيرا أخيرا للاحتلال والمستوطنين.

زر الذهاب إلى الأعلى