أخبار عالميةالأخبار

كاتب بريطاني: الغرب سيحتفل بهزيمته في أفغانستان

تساءل الكاتب البريطاني سيمون جنكينز عما حققته أميركا وبريطانيا بحربهما التي دامت 20 عاما في أفغانستان، ليجيب: لا شيء غير الخراب في كل الميادين.

 

وقال الكاتب –في عموده بصحيفة “غارديان” (The Guardian) البريطانية- إن الدول الغربية جابت الشرق الأوسط من أفغانستان إلى ليبيا، وخلقت دولا مدمرة واحدة تلو الأخرى.

 

وأضاف أن التبرير الوحيد عند بريطانيا لمشاركتها في الحرب الأفغانية هو العبارات المبتذلة الصادرة عن وزارة الخارجية حول “التأثير وردع الإرهاب والوقوف بمكانة عالية في العالم”، ووصف الكاتب ذلك بأنها عبارات فارغة لإمبريالية جديدة.

 

وقال إنه في عالم من الاعتذارات من المقرر تقديم بعض الاعتذارات القوية في سبتمبر/أيلول المقبل عندما يتم الاحتفال بخروج القوات الغربية من أفغانستان.

 

الاحتفال بالهزيمة

 

واستمر جينكينز في وصفه لحرب بلاده في أفغانستان، قائلا إنها الأطول والأكثر عبثية وغير الناجحة التي خاضتها بريطانيا خلال الـ70 عاما الماضية، مضيفا بسخرية أن الأمم تحتفل بالانتصارات لا بالهزائم، في إشارة للاحتفال المتوقع لبريطانيا بنهاية حربها في أفغانستان.

 

وقال إن بريطانيا لم يكن لديها أي مصلحة في تلك الحرب، وقد انضمت إليها فقط لأن توني بلير كان يحب جورج دبليو بوش.

 

وأشار إلى أن معظم الأميركيين كانوا يريدون الخروج بسرعة من أفغانستان والتركيز على بناء الدولة في العراق، لكن البريطانيين كانوا حريصين على البقاء؛ حتى إن بلير أرسل وزيرة الدولة للتنمية الدولية آنذاك كلير شورت للقضاء على محصول الخشخاش، لكنها لم تفعل شيئا غير زيادة عدد المحافظات المنتجة له من 6 إلى 28، فارتفعت عائداته إلى رقم قياسي بلغ 2.3 مليار دولار.

 

ومضى الكاتب يقول إن التكلفة البشرية لأميركا وبريطانيا في تلك الحرب كانت عالية؛ 454 قتيلا لبريطانيا و2216 لأميركا، أما التكلفة المالية فقد بلغت أرقاما فلكية، إذ تم إنفاق أكثر من 2 تريليون دولار، ويقال إن معظم المليارات من “المساعدات” غادرت أفغانستان إلى سوق العقارات في دبي.

 

القيم الغربية

 

وكانت التكلفة التي تكبدها المدنيون الأفغان مروعة، حيث قُدرت ما بين 50 ألفا و100 ألف حالة وفاة على مدى عقدين من الزمن، وكل ذلك انتقاما لـ”استضافة” مهاجمي 11 سبتمبر/أيلول. وتساءل جنكينز: هل هذا ما نسميه القيم الغربية؟

 

ولفت الكاتب الانتباه إلى أنه لو تُركت قيادة طالبان لوحدها في 2001 -عقب تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول- لكانت ستتعامل مع أسامة بن لادن وتخضعه للرقابة المحلية والباكستانية، ولما كانت أفغانستان وصلت إلى حالة الخراب الحالية وفقدان كبار شخصياتها الذين ستحتاج إليهم اليوم لاحتواء نتاج آخر لتدخل الناتو، وهو بروز نشاط الدولة الإسلامية.

زر الذهاب إلى الأعلى