أخبار عالميةالأخبار

مقتل سائق أوبر محمد أنور المروع كشف وباء سرقة السيارات في واشنطن

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” افتتاحية عن مقتل سائق السيارة المسلم محمد أنور على يد فتاتين في واشنطن. وقالت إن مقتله المروع يأتي في وقت ازدادت فيه حوادث سرقة السيارات بالقوة في العاصمة الأمريكية.

 

وجاء فيها إن لقطات الفيديو التي تظهر محاولة سرقة سيارة محمد أنور وجره نحو الموت هي في الحقيقة “مروعة”. وصرخ الرجل البالغ من العمر 66 عاما، الزوج والأب والجد قبل أن تسرع السيارة وهو معلق خارج باب مقعد السائق “هذه سيارتي” حيث أزاحت في طريقها حاجزا معدنيا وعمود كهرباء وقبل أن تصطدم بقارعة الطريق وتنقلب في جنوب- شرق واشنطن. ورمت الصدمة أنور على وجهه في الرصيف، وقفزت الفتاتان من السيارة حيث سمعت إحداهما وهي تقول بفزع “هاتفي في الداخل”. واعترفت الفتاتان، 13 و15 عاما باستخدام جهاز صعق في محاولتهما الفاشلة لسرقة السيارة. وكان أمامهما رجلا ملقى على الأرض وكل اهتمامهما هو هاتف جوال.

 

وتساءلت الصحيفة: هل كانتا في حالة صدمة؟ فهل كان هذا إشارة عن قلة نضح متمركزة حول النفس؟ وتجيب الصحيفة أن المشهد كله هو عن قلة تعاطف والذي قاد إلى قتل رجل وتوجيه تهم بالقتل لمراهقتين. والتقطت كاميرات مقتل محمد أنور الذي هاجر إلى أمريكا وعمل سائقا في “أوبر إيست”، وانتشر الفيديو بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.

ولفت الحادث الإنتباه لمشكلة تعاني منها المنطقة وهي انتشار سرقة السيارات. وحتى بداية الأسبوع سجلت 101 حالة سرقة سيارة بالقوة مقارنة مع 22 حالة سجلت عام 2020. ولا تعاني واشنطن العاصمة وحدها من زيادة الجرائم، فمناطق مونتغمري وبرينس جورج شهدت صعودا في الجريمة وكذا المدن الأخرى في أنحاء البلاد.

 

وربما كان واحدا من أسباب زيادة الجريمة هو وباء فيروس كورونا، حيث زاد عدد السيارات التي تقوم بتوصيل الطلبات مما فتح المجال أمام الجريمة. وأدى إغلاق المدارس لعدم مراقبة الأولاد. وتقول الصحيفة إن تورط مراهقتين في جريمة قتل أنور مثير للقلق بالمنطقة. وألقت الشرطة هذا العام على 23 مراهقا تتراوح أعمارهم ما بين 12- 17 عاما وكلهم على علاقة بمحاولة سرقة السيارات بالقوة. وفي تقرير لمراسلي الصحيفة فقد وجهت اتهامات لمراهق عمره 14 عاما لمحاولته سرقة سيارتين تحت تهديد السلاح وثلاث محاولات سطو مسلح. وبعد القبض على المراهقتين المتورطتين في قتل أنور، أعلنت الشرطة عن اعتقال ولدين في عمر الـ 13 بتهمة محاولة سرقة سيارات بالقوة.

 

وتقول الشرطة إن ما يدفع المراهقين لهذا هو تجربة نشوة قيادة السيارات التي يتركونها لاحقا، لكن المشكلة أن هناك نتائج لهذه الأعمال. وقالت الشرطة إن واحدة من المراهقتين المتورطتين بقتل أنور اعتقلت في شهر كانون الثاني/يناير أثناء محاولة سرقة سيارة. وستتم محاكمة الفتاتين أمام محكمة أحداث مما يعني عدم معرفة الرأي العام دوافعهما. ورفض القاضي السماح بالكشف عما إن تم اعتقالهما أم لا. وسيركز القضاة على إعادة تأهيل المراهقتين بدلا من معاقبتهما. لكن العاصمة بحاجة إلى مواجهة الفشل الذي كشفت عنه وفاة أنور ووضع المعايير والإجراءات لحماية الرأي العام.

زر الذهاب إلى الأعلى