اخبار تركياالأخبار

تركي دخل غزة عن طريق الأنفاق وسجن في مصر

دخل غزة بالأنفاق ودرّس فيها 9 سنوات والتقى أسرته مؤخرا بعد احتجازه في مصر.. تعرف على أستاذ اللغة التركية فاروق أسين

 

عمل فاروق أسين، معلما للغة التركية في مدينة غزة بفلسطين، التي دخلها بطريق غير نظامي، وعند عودته لتركيا مرورا بمصر تم اعتقاله لمدة 20 يوما واستجوابه، ثم أحضر إلى تركيا بعد جهود حثيثة من وزارة الداخلية التركية لإعادته لوطنه.

 

عندما علم فاروق أسين، بتعيينه معلما للغة التركية في معهد يونس إمره بمدينة غزة، قدم له طلب إذن للمرور من مصر، لأنه ينبغي عليه الذهاب إلى القاهرة أولا بالطائرة ثم التوجه إلى غزة، ولكن طالت مدة انتظار الإذن، فقرر الدخول بطريق آخر.

 

في حديث لوسائل الإعلام مؤخرًا، تحدث أسين عن كيفية دخوله إلى مدينة غزة في عام 2012 قائلا: “قدم إلى إسطنبول ثلاث رؤوساء بلديات من مناطق مختلفة في غزة، كان أحدهم رئيس البلدية التي سأعمل فيها، وقال لي (لن يسمحوا لك بالمرور إلى غزة، أو ستنتظر الإذن طويلا، ولكن لو أردت القدوم معنا، ستمر برفقتنا إلى غزة)”.

 

تابع أسين قائلا: “قلت في نفسي إنهم رؤوساء بلدية ويعرفون الطريق وسأعبر معهم من الحدود العادية، ولم يخطر في بالي أنني سأعبر من الأنفاق. طلبوا مني عبور النفق عند اقترابنا من غزة، وقالوا لي (لا توجد أي مشكلة، يأتي الناس ويذهبون عن طريق الأنفاق، سنرتب لك مرورا رسميا)، بدؤوا بإجرائه منذ تلك اللحظة”.

 

قام فاروق أسين، بتعليم اللغة التركية إلى مئات الأشخاص في غزة، ولم يكتفِ بتدريس الطلاب فقط خلال التسعة أعوام التي قضاها هناك، بل درّس أيضا التجار وربّات البيوت.

 

وبعد عمله بوظيفته لمدة تسعة أعوام في 24 شباط/ فبراير، توجه أسين إلى معبر رفح الحدودي، وتم اعتقاله ولم يسمح له بالخروج من مصر بل سمح لزوجته وأطفاله فقط، وأخبره المسؤولون بأن إجراءات التحقيق معه ستستغرق ثلاث إلى خمسة أيام، إلا أنه اعتقل لمدة 20 يوما، فقد مكث في حجز المطار لمدة ثم نقل إلى سجن مع السجناء المصريين.

 

أضاف أسين: “استجوبتني الشرطة والمخابرات وحتى مكافحة المخدرات والتهريب في فترة اعتقالي، وحققوا معي ولم أكن أستطيع التفكير في شيء، هل أفكر في نفسي أم في عائلتي؟ وهل وصلت عائلتي بالسلامة إلى تركيا؟ أم لم تتمكن من السفر؟ كان صعبًا علي جدًا أنني لا أعلم عنهم شيئا”.

 

اتخذت السلطات التركية إجراءاتها اللازمة فور اعتقال أسين، وكانت تقدم معلومات عنه لعائلته في تركيا يوميا، وطلبت مقابلته إلا أن المصريين منعوا زيارته. واهتم الدكتور شرف أتيش، رئيس معهد يونس إمره، بالمعلم فاروق أسين، ولم يتركه لوحده بل حاول التواصل معه باستمرار.

 

وعن تلك اللحظات يقول أسين: “بدأت وزارة الداخلية بإجراءاتها، فطلبت أرزو هانم، من السلطات المصرية مقابلتي إلا أنهم رفضوا ذلك، وكانت تتصل بالقنصلية التركية في القاهرة يوميا لتقديم معلومات عني، التي تقوم بدورها بالتواصل مع عائلتي يوميا. كانت أخباري تصل باستمرار بين الطرفين، وكنت خائفًا جدًا من استخدام تهريبي الى غزة عن طريق الأنفاق كورقة رابحة ضد تركيا، لكن الحمد لله عدنا إلى دولتنا، ولولا الجهود التي بذلتها الدولة لأجلي لكنت لا أزال معتقلا. أود أن أشكر وزيرنا مولود تشاووش أوغلو، ورئيسنا شرف أتيش، وجميع العاملين في سفارتنا بمصر والمحامي”.

 

توجه فاروق أسين، بالطائرة إلى تركيا في 14 مارس، واجتمع شمله بعائلته بعد 20 يومًا من الاعتقال في مصر.

 

ويذكر أن الفلسطينيين قاموا بحفر الأنفاق، التي أطلق عليها اسم “شريان الحياة الاقتصادية”، للتنقل ما بين غزة ومصر، بسبب الحظر الاقتصادي والتجاري الذي فرضته “إسرائيل” على الفلسطينيين سكان القطاع وصعوبة عبورهم إلى الأراضي المصرية، وكان افتتاح أول نفق في عام 1990.

 

ويستخدم المدنيون الأنفاق للعبور ما بين الدولتين لتلبية احتياجاتهم، خاصة عند وقوع أي مشكلة في الحصول على تأشيرة مرور عند بوابة رفح الحدودية، وقد قامت الإدارة المصرية بمحاولة إغلاق الأنفاق بطرق عديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى