أخبار عالميةالأخبارالجزائر

بعد إنكار 64 عاما.. فرنسا تعترف بتعذيب وقتل المناضل الجزائري بومنجل

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن قوات بلاده عذبت وقتلت المناضل الجزائري علي بومنجل، خلال استعمارها لبلاده، منهيا ما وُصف بـ”رواية تاريخية كاذبة” عمرها 64 عاما حول انتحار الرجل.

 

وقالت الرئاسة الفرنسية، في بيان مساء الثلاثاء، إن ماكرون استقبل 4 من أحفاد بومنجل، وأبلغهم باسم الدولة الفرنسية أن الأخير “لم ينتحر وإنما عُذب ثم تم اغتياله”.

 

وبومنجل (1919 ـ 1957) محام وأحد أبرز مناضلي الثورة التحريرية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954 ـ 1962)، الذين كانوا هدفا للإدارة الاستعمارية.

 

ويقول مؤرخون من الجزائر وفرنسا، إن فرقة من المظليين (قوة استعمارية أرسلتها باريس آنذاك للقضاء على الثورة التحريرية‎ الجزائرية) ألقت القبض على بومنجل في فبراير/ شباط 1957، بأحد أحياء العاصمة الجزائر، قبل أن تعذبه 43 يوما، لتعلن بعدها وفاته في 23 مارس/ آذار من السنة نفسها.

 

وقدمت الإدارة الاستعمارية، آنذاك، رواية تزعم انتحار بومنجل، لكن قيادة الثورة الجزائرية ومؤرخين قالوا إنه أُلقي من الطابق الخامس لعمارة في حي الأبيار، وسط العاصمة.

 

وعلى مدى عقود، تكررت دعوات لفرنسا من عائلة بومنجل ومنظمات جزائرية، إلى الكشف عن الرواية الحقيقية لوفاته، لكن باريس ظلت تتجاهل ذلك.

 

وجاءت خطوة الرئيس الفرنسي بعد أسابيع من تسلمه تقريرا حول الحقبة الاستعمارية من المؤرخ بنجامان ستورا، تضمن توصية بضرورة كشف حقيقة هذه الحادثة.

 

وفي 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، سلّم ستورا للرئيس الفرنسي تقريره حول استعمار الجزائر، تضمن مقترحات لإخراج العلاقة بين البلدين من حالة الشلل التي تسببت بها قضايا ذاكرة الاستعمار العالقة بينهما.

 

ودام الاستعمار الفرنسي للجزائر بين 1830 و1962؛ حيث تقول السلطات الجزائرية ومؤرخون، إن هذه الفترة شهدت جرائم قتل بحق قرابة 5 ملايين شخص، إلى جانب حملات تهجير ونهب الثروات.

 

ويردد المسؤولون الفرنسيون في عدة مناسبات ضرورة طي الجزائر صفحة الماضي الاستعماري، وفتح صفحة جديدة.

 

لكن الجزائر طالبت فرنسا مرارا باعتراف رسمي بجرائم الاستعمار، وحل ملفات مرتبطة باستعادة الأرشيف وتعويض الضحايا.

 

 

المصدر: وكالة الأناضول

زر الذهاب إلى الأعلى