أخبار عالميةالأخبارخبر وتعليق

اليونان تخوض برنامجا هائلا للتسلح بحرا وجوا.. فهل نتفوق على تركيا عسكريا؟

تتكشف تدريجياً المزيد من التفاصيل عن برنامج تسلح يوناني “هائل” في محاولة للتفوق عسكرياً جواً وبحراً على تركيا في بحر إيجه وشرق المتوسط لا سيما عقب الأزمة الأخيرة حول الحدود البحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة والتي وصلت إلى خطر حصول اشتباك عسكري بين البلدين.

 

وبالتزامن مع التوقيع على اتفاقية نهائية ورسمية لشراء طائرات حربية فرنسية متطورة من طراز “رافال”، كشفت اليونان عن تقديمها طلباً رسمياً للولايات المتحدة الأمريكية للحصول على طائرات إف 35 الحربية الأحدث في العالم، وسط أنباء عن مشاريع أخرى مختلفة أبرزها شراء مسيرات من إسرائيل وتطوير أسطولها البحري من قبل فرنسا وشراء سفن وغواصات وأنظمة دفاعية من جهات دولية مختلفة.

 

مضاعفة الإنفاق العسكري

 

وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمر بها اليونان في السنوات الأخيرة والتي تعمقت أيضاً مؤخراً بفعل انتشار فيروس كورونا وانكماش اقتصادها 10٪، واعتمادها بدرجة كبيرة على برنامج المساعدات الأوروبية، الذي اضطرها إلى خفض ميزانية الدفاع والتسلح إلى مستويات كبيرة، إلا أنها بدأت برنامجاً واسعاً للتسلح ودعم قدرات جيشها الجوية والبحرية بشكل خاص وذلك عقب التصعيد العسكري الكبير مع تركيا، وفي ظل تصريحات رسمية معلنة بأن أثينا تعمل على التفوق على تركيا عسكرياً في إيجه وشرق المتوسط.

 

وزير الدفاع اليوناني اعتبر أن شراء طائرات رافال الفرنسية سيميل ميزان القوى لصالح اليونان وسيضمن لها التفوق الجوي

 

وفي عام 2020، كانت ميزانية وزارة الدفاع اليونانية 3.39 مليارات يورو منها 540 مليون يورو للتسلح فقط، لكن ميزانية الدفاع لعام 2021 ارتفعت بشكل ملحوظ إلى 4.49 مليارات يورو منها 2.5 مليار يورو خصصت للتسلح في ارتفاع قارب الـ5 أضعاف عن العام الماضي، تظهر الأولوية الكبيرة التي توليها الحكومة اليونانية للتسليح في ظل النزاع البحري مع تركيا.

 

وزير الدفاع اليوناني الذي تفاخر بالحصول على طائرات “رافال” ولوح بالحصول على “إف 35″، اعتبر أن “تركيا تفهم أننا نعزز قوتنا بشكل سريع وحاسم”، معتبراً أن شراء طائرات رافال الفرنسية سيميل ميزان القوى لصالح اليونان وسيضمن لها التفوق الجوي في إيجه وشرق المتوسط.

طائرات رافال فرنسية

 

وقعت اليونان وفرنسا رسمياً، الإثنين، على صفقة شراء اليونان 18 طائرة رافال مقاتلة من فرنسا (12 طائرة مستخدمة و6 طائرات جديدة) لتعزيز دفاعاتها وشراكتها مع باريس في مواجهة التوتر المتزايد مع تركيا المجاورة، بقيمة بلغت 2.5 مليار يورو (3.04 مليارات دولار)، في صفقة قال وزير الدفاع اليوناني نيكوس بانايوتوبولوس إنها توجه رسالة واضحة في اتجاهات عدة وفي مقدمتها تركيا.

 

وبدأت اليونان المفاوضات مع فرنسا في أوج الأزمة البحرية مع تركيا أيلول/سبتمبر الماضي وخاضت مفاوضات في وقت قياسي للحصول على الطائرات في أسرع وقت ممكن، حيث ستبدأ تسلم الطائرات المستعملة خلال الأشهر المقبلة على أن تبدأ عملية تسليمها الطائرات الجديدة عام 2022، ويكتمل تسليم الطائرات الـ18 بحلول صيف 2023.

 

وإلى جانب طائرات “رافال” تم الاتفاق على شراء اليونان من فرنسا صواريخ عابرة من طراز سكالب وصواريخ مضادة للسفن من نوع أكزوسيت ومضادات جوية طويلة المدى من طراز ميتيور.

 

شراء إف 35 وتحديث إف 16

 

وبالتزامن مع ذلك، كشفت مصادر يونانية عن أن الحكومة أرسلت رسمياً إلى الولايات المتحدة كتاباً طلبت فيه شراء طائرات إف 35 الحربية من الجيل الخامس وهي الأحدث في العالم، حيث عبرت أثينا مراراً في السابق عن رغبتها في الحصول على هذه الطائرات لا سيما عقب طرد تركيا من برنامج صناعتها وشرائها بسبب حصولها على منظومة إس 400 الدفاعية الروسية، والثلاثاء أكد وزير الدفاع اليوناني أن بلاده سوف تبدأ عاجلاً أم آجلاً مباحثات الحصول على طائرات إف 35 من الجيل الخامس.

 

وإلى جانب ذلك، تعمل اليونان مع الولايات المتحدة على تسريع برنامج لتحديث وتطوير أسطول اليونان من طائرات إف 16 الحربية وترقيتها إلى النسخة “Viper Block 70” وهي الأحدث لهذا النوع من الطائرات الذي ما زال يحمل أهمية عسكرية كبيرة، حيث جرى الأسبوع الماضي اختبار أول طائرة تم تحديثها بالفعل ضمن البرنامج الذي بلغت ميزانيته 1.2 مليار دولار.

 

الطائرات المسيرة

 

ولمواجهة التفوق الكبير الذي أثبتته مؤخراً الطائرات المسيرة التركية في المعارك التي جرت في سوريا وليبيا وأذربيجان، تعمل اليونان من أجل الحصول على أسطول للطائرات المسيرة الاستطلاعية والهجومية وذلك ضمن برنامج يركز على ثلاث دول هي أمريكا وإسرائيل وفرنسا.

 

فبينما تسعى أثينا لشراء عدد من أحدث نسخة من المسيرات الإسرائيلية الهجومية والتعاون مع إسرائيل في إنشاء مركز تدريب طيران في إحدى الجزر شرق المتوسط، تعمل على برنامج لتطوير مسيرات فرنسية حصلت عليها سابقاً، بالإضافة إلى العمل على الحصول على عدد من الطائرات الأمريكية المسيرة، كما تخطط للحصول على 4 طائرات مروحية ذاتية القيادة من أستراليا.

 

توسيع الأسطول البحري

خلال التوقيع على صفقة رافال في أثينا، قدمت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي مقترحاً لليونان بخصوص تجديد أسطولها من الفرقاطات، حيث تسعى فرنسا للحصول على حصة الأسد من برنامج اليونان لتطوير وتوسيع أسطولها البحري من أجل تحقيق التقدم على تركيا في الصراع ببحر إيجه وشرق المتوسط.

 

وتسعى أثينا لتطوير السفن الحربية والغواصات التي تمتلكها قواتها البحرية، وإلى جانب ذلك تسعى للحصول على سفن وغواصات جديدة متقدمة، كما تركز على الأسلحة المضادة للسفن والغواصات حيث يتمركز الصراع مع تركيا حول الحدود البحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة.

 

إلى جانب ذلك، تسعى وزارة الدفاع اليونانية إلى تجنيد 15 ألف عسكري إضافي في الجيش وإعطائهم تدريبات عسكرية متقدمة، كما جرى العمل على تمديد فترة الخدمة العسكرية من 9 أشهر إلى 12 شهرا.

 

 

 

تركيا تتفوق براً وبحراً وجواً

 

من حيث عدد السكان، يبلغ عدد سكان تركيا قرابة 83 مليون نسمة بحسب آخر إحصاء رسمي، في حين يبلغ عدد سكان اليونان قرابة 11 مليونا فقط، ما يعني أن تركيا تمتلك قوة بشرية تضاهي أكثر من 7 أضعاف اليونان، لكن ذلك لا ينعكس على عدد القوات العسكرية المتقاربة حيث تمتلك اليونان قوات احتياط أكثر من تركيا التي تمتلك قوات نظامية أكبر. ويبلغ عدد القوات النظامية التركية 355 ألفا بينما اليونان تمتلك 200 ألف، في حين تمتلك تركيا 380 ألفا من قوات الاحتياط، وتمتلك اليونان 550 ألفا من قوات الاحتياط.

 

وفي التصنيف الدولي للجيوش عالمياً، يحتل الجيش التركي المرتبة 11 واليوناني المرتبة 33 بحسب تصنيف “غلوبال فير بور”، وفي ترتيب حلف شمال الأطلسي الناتو تحتل تركيا المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية، في حين تحتل اليونان المرتبة التاسعة، وهو ما يؤشر إلى تفوق شامل للقوات التركية على اليونانية في كافة التصنيفات المعتمدة عالمياً. كما تبلغ الميزانية العسكرية التركية السنوية 19 مليار دولار مقابل 4.8 مليارات فقط لليونان.

 

أما بالفروق التفصيلية، فتمتلك تركيا ما مجمله 1055 طائرة بينها 206 مقاتلات حربية، و497 مروحية منها 100 مروحية مقاتلة بالإضافة إلى السرب الجديد من المروحيات التركية “أتاك” والطائرات المسيرة التي أحدثت نقلة نوعية في القدرات الجوية التركية، أما اليونان فتمتلك ما مجمله 566 طائرة منها 187 مقاتلة و231 مروحية.

 

براً، تمتلك تركيا ما مجمله 2622 دبابة، و8777 مركبة عسكرية مدرعة، وقرابة 1700 مدفعية ذاتية وبشرية الدفع، في المقابل تمتلك اليونان 1355 دبابة وقرابة 4000 مركبة مدرعة وقرابة 2500 مدفعية.

 

وبحراً، تتضمن الترسانة البحرية التركية 16 فرقاطة و12 غواصة و35 قارباً لحرس الحدود و11 وحدة متخصصة بحروب الألغام البحرية ومجموعة من السفن الكبرى من الصناعات الوطنية قيد الدخول للخدمة إلى جانب أول حاملة طائرات وطنية لم تدخل الخدمة بعد، بينما تمتلك اليونان 13 فرقاطة و11 غواصة و35 قارباً لحرس الحدود و4 وحدات متخصصة بحروب الألغام البحرية. كما تتفوق تركيا في عدد المطارات والموانئ العسكرية.

 

ومقابل التسلح المتسارع من قبل اليونان والذي يحمل قيمة عسكرية كبيرة، فإن تركيا تعمل بشكل متسارع على برنامج لتطوير الصناعات الدفاعية الوطنية ولا يكاد يمر أسبوع حتى تعلن أنقرة عن نجاح جديد في صناعة السفن الحربية والغواصات والطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع البحري وغيرها، وهو ما يمنح أنقرة أيضاً مجاراة متواصلة لبرنامج التسلح اليوناني.

 

وبغض النظر عن سباق التسلح الأخير، وعلى الرغم من تفوق الجيش التركي الكبير على الجيش اليوناني من حيث عدد القوات والقدرات العسكرية الشاملة للقوات البحرية والجوية والبرية، إلا أن “التحالفات الدولية” تبقى كلمة السر في أي مواجهة خطيرة قد تقع بين البلدين، حيث يتوقع أن يلجأ كل بلد إلى تحشيد الدعم الدولي لصالحه وهو من سيرجح القوة العسكرية لأي طرف، إلا أن المرجح يبقى أن البلدين يسعيان لتحقيق الردع لا الدخول في مواجهة، حتى وإن وقعت سوف تسعى الأطراف الدولية لاحتوائها بدل دعم أطرافها لأن نتائجها ستكون كارثية على المنطقة برمتها.

 

المصدر: القدس العربي

 

تعليق جريدة العربي الأصيل:

 

اليونان أذل وأحقر وأفقر دول أوربا، فهي لا تستطيع مواجهة تركيا، ولكن الذي يسلح اليونان هي فرنسا وبعض الدول الأوربية، لتكون في صدارة المواجهة، وإن مات منهم مليون فهم لا يكترثون، لأن فرنسا تعتبر اليونان وبلغاريا نور أوربا.

زر الذهاب إلى الأعلى