أخبار عالميةالأخبار

مراسلة صحيفة التايمز البريطانية: أميركا التي أعرفها ذهبت.. وحل مكانها عالمان متوازيان

إذا استمرت حدة الانقسامات على ما هي عليه بعد انتهاء حقبة الرئيس دونالد ترامب، فلن تكون هناك عودة للوراء لأميركا التي عشت في أحضانها قبل سنوات، إذ إن كل نصف من الأمة الأميركية بات الآن يعيش في عالم مواز، وسيكون الرئيس جو بايدن أمام “مهمة حياته” من أجل توحيد البلاد مجددا.

 

بهذه العبارات علقت سارة باكستر المراسلة السابقة لصحيفة تايمز (The Times) البريطانية بواشنطن -في تقرير لها- على الوضع السياسي الراهن في الولايات المتحدة التي عادت إليها بعد عقد من الزمن، مؤكدة أن خيار العودة لأميركا السابقة لم يعد متاحا، سواء بالنسبة لها حين عاشت رفقة زوجها وأبنائها في أحد أحياء العاصمة واشنطن، ولا بالنسبة للرئيسين السابق والحالي دونالد ترامب وجو بايدن.

 

واستشهدت الكاتبة بكلمات دوريس كيرنز غودويب -كاتبة سيرة الرئيسين أبراهام لينكولن وفرانكلين روزفلت- للتعليق على ما تعيشه البلاد مع إسدال الستار على آخر فصول الحقبة الترامبية، حين قالت “يبدو الأمر كما لو أن الناس قد خاضوا حربًا لمدة طويلة جدا ولم يعودوا يتذكرون ماذا يعني السلام”.

 

وأكدت أن الرئيس بايدن الذي وصل للسلطة بعد أحداث الكابيتول ويواجه معضلات ثلاث سياسية واقتصادية وصحية، لن يجد سبيلا للعودة إلى العمل كما في السابق خلال السنوات الثماني التي قضاها نائبا للرئيس باراك أوباما.

 

ففي بلد لا يزال يعاني من انقسامات عهد ترامب، فإن مشاكل الرئيس الجديد خاصة به وبفترته، حيث تقدم مثلا حوالي 900 ألف شخص خلال الأسبوع الماضي فقط بطلبات للاستفادة من الدعم على البطالة، كما طالب 400 ألف في الفترة ذاتها بإعانات بسبب الوباء، وتبقى حزمة التحفيز “المذهلة” ضد آثار الجائحة والبالغة 1.9 تريليون دولار مجرد “ضمادة لاصقة” صغيرة لا غير.

 

كما أن تحديات السياسة الخارجية في الفترة الحالية تبدو أيضا مختلفة، خاصة مسألة التعاطي مع الصين الصاعدة التي صمدت في وجه انتشار الوباء وحافظت على وضع اقتصادي أفضل بكثير من الغرب.

 

وترى الكاتبة أن الرئيس بايدن يعتبر بطبيعته أكثر إقداما على المخاطرة من رئيسه السابق باراك أوباما، كما يعتقد أن الظرفية الحالية تتطلب إجراءات جريئة، لكنه يخشى التسبب في مزيد من التقسيم في البلاد، وستحدد الموازنة بين هذين البعدين في سياسته ملامح ومستقبل ولايته الرئاسية.

 

إهانة واستهداف

 

كما أن خطاب تنصيبه رئيسا -تضيف الكاتبة- تسبب في شعور كثير من الجمهوريين وأنصار ترامب بـ”الإهانة”، حينما تحدث عن مواجهة العنصريين البيض والإرهابيين المحليين، ورأى فيه هؤلاء “استهدافا” لجميع ناخبي الرئيس السابق، على عكس نية بايدن تماما.

 

ويعتقد أنصار ترامب ممن حاورتهم الكاتبة أن أوامر الرئيس الجديد التنفيذية -مثل إلغاء حظر السفر المفروض على الأشخاص من الدول ذات الأغلبية المسلمة، والعودة لمنظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ، بالإضافة إلى سياساته في مجال الهجرة والمساواة بين الجنسين- من شأنها أن تدمر أميركا.

 

ويمكن سماع هذه الرسائل بوضوح وعلى مدار اليوم -تختم الكاتبة- في محطات الأخبار اليمينية والمحافظة التي تحذر أيضا الجمهوريين ممن يميلون لدعم محاكمة ترامب، بدمج الحزب الجمهوري في “حزب قومي” محتمل نقلت مواقع أميركية أنباء عن نية الرئيس ترامب إنشاءه.

 

 

المصدر: تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى