أخبار عالميةالأخبارمواضيع ثقافية وسياسية

فيديو: 20 ألف باكستاني لا يعرفون زطنا سوى الأردن يحنّون إلى الأرض الطاهرة

يمتهنون الزراعة صغيرهم وكبيرهم، يعملون في إعداد غذاء الأردنيين على مدار العام، يكابدون حر الصيف وبرد الشتاء، يولدون ويكبرون ويتزوجون وينجبون في بيوت من الصفيح المغطى بالكرتون والبلاستيك، تتوسط مزارع الخضار التي يعملون بها على امتداد المناطق الزراعية في المملكة.

 

تقديس الحجة

 

بدأ قدوم العائلات الباكستانية للأردن والاستقرار به مطلع ستينيات القرن الماضي، استقر أجدادهم وآباؤهم في مناطق الأغوار الزراعية، فبعدما قضوا شعائرهم في رحلة الحج للديار المقدسة، جاؤوا لزيارة القدس والمسجد الأقصى لاستكمال شعائر حجتهم بما يعرف بـ “تقديس الحجة”.

 

وتقديس الحجة عند الباكستانيين وغيرهم من المسلمين يعني زيارة المسجد الأقصى المبارك ثالث الحرمين الشريفين والصلاة فيه، بقصد البركة والأجر العظيم، محققين بذلك العبادة وزيارة الأماكن المقدسة الثلاثة مكة والمدينة والقدس.

 

ويعيش في الأردن قرابة 20 ألف باكستاني، على شكل عائلات ممتدة فيها الأجداد والأبناء والأحفاد، منهم نحو 4 آلاف عامل حصلوا على تصاريح عمل في القطاع الزراعي، من خلال كفلاء أردنيين مالكين للأراضي الزراعية.

 

بعيدون عن الوطن الأم

 

خليل بلوجي ولد في الأردن عام 1975 بعدما استقر والداه الباكستانيان في الشونة الجنوبية، يعيش مع أسرته المكونة من 28 فردا تضم أبناءه وإخوته وزوجاتهم، يسكنون خياما متجاورة من الصفيح المغطى بالكرتون والشوادر البلاستيكية.

 

زار باكستان مرة واحدة في حياته ولمدة 20 يوما “شعرت نفسي كأنني غريب في باكستان فليس لي هناك أقارب أعرفهم، فعدت للأردن لأنها تمثل وطني ومستقري” يقول بلوجي للجزيرة نت. أما إخوته وأخواته فلم يزوروا بلدهم من قبل، وهذا حال غالبية المقيمين من الباكستانيين حيث لم تطأ أقدامهم أرض وطنهم الأم.

 

وغرباء في الأردن

 

يحاول بلوجي التمسك بالعادات والتقاليد الباكستانية، لكن ظروف الحياة سلخت جيل الشباب عن تلك العادات، فلا يتقيدون باللباس الباكستاني التقليدي المعروف بـاسم “سلور كاميز” وثقافتهم أردنية ويتحدثون العربية بطلاقة، خاصة الملحقين منهم بالمدارس الأردنية، بعيدين عن الثقافة الباكستانية.

 

ورغم الإقامة الطويلة والمولد والنشأة في الأردن، لا يتمتع الباكستانيون بالجنسية الأردنية الدائمة أو المؤقتة أو تصاريح إقامة طويلة الأجل، تسمح لهم بالعيش بأريحية، مما يشكل أبرز الصعوبات التي يعانون منها.

 

الكفلاء والتصاريح

 

أبرز تلك الصعوبات تتمثل برسوم تصاريح العمل “ندفع 520 دينارا (730 دولارا) رسوم إصدار تصاريح عمل زراعية، و85 دينارا (120 دولارا) رسوم فحص طبي، و240 دينارا (340 دولارا) بدل إقامات لأطفالي وزوجتي وذلك كل عام”.

 

يضاف لها قيمة إيجار الأراضي المستأجرة من الكفيل مالك الأرض، ومستلزمات الإنتاج الزراعي من بذور وأسمدة ومبيدات وتكاليف نقل للمزروعات، والنتيجة خسائر مالية متتالية بسبب تدني أسعار الخضار، مما أدى لتراكم 12 ألف دينار (16 ألف دولار) ديونا للكفيل والشركات الزراعية، وفق بلوجي.

 

ويضيف المزارع عبد الله أبو صابر السندي لتلك الصعوبات ارتفاع قيمة العلاج بالمستشفيات الحكومية، لعدم توفير تأمين صحي للباكستانيين، ووقف تجديد رخص قيادة السيارات الممنوحة لهم سابقا لنقل الخضار للسوق المركزي، ومنعهم من العمل في قطاعات أخرى غير القطاع الزراعي مثل البناء أو المطاعم أو الخدمات.

 

“أفنيت عمري وشبابي في خدمة الأردن والأردنيين وما زلت أعامل معاملة الأجنبي” يقول السندي، مطالبا بإقامة دائمة للباكستانيين وعائلاتهم، لأنهم لا يعرفون غير الأردن لهم وطنا “فنحن أغراب عن الباكستان وأجانب في الأردن”.

 

اندماج بالعشائر الأردنية

 

يشارك الباكستانيون في المناسبات الاجتماعية لأبناء المناطق التي يعيشون فيها، يقول عباس البلوشي (43 عاما) إن أهالي الأغوار ودودون جدا مع الباكستانيين “نتشارك معهم في الأفراح والأتراح والمناسبات المختلفة، ونتزاور في الأعياد، ونعيش بين أبناء العشائر بأمان واستقرار”.

 

وتوطدت العلاقات بين الباكستانيين والأردنيين من خلال المصاهرة والنسب، بعدما تزوج أردنيون بباكستانيات وتزوج باكستانيون من أردنيات، إضافة للعلاقات التجارية بين مالكي الأراضي من الكفلاء الذين يقدمون للباكستانيين الأراضي، بينما العاملون يقدمون الجهد والعمل لإنتاج المحاصيل، وبعد انتهاء الموسم يتقاسم الطرفان الأرباح والمصاريف.

 

ورغم جملة المعيقات المعيشية أمام الباكستانيين في المملكة، فإنهم يطوعون تلك الصعوبات ويتعايشون معها، فهم لا يعرفون لهم وطنا سوى الأردن.

 

تعليق جريدة العربي الأصيل:

 

يوجد أعداد كبيرة جدا من أصول عربية في باكستان والهند وأفغانستان، ذهبوا أيام الفتوحات الإسلامية واستقروا هناك، وبعضهم يتوق للعودة لجذورة، لكن للأسف كل الأبواب مرصدة خاصة بعد إتفاقية سايس بيكو، ولولا الحكومات القذرة التي تهيمن على البلاد العربية، لتم الأعتناء بهم ودعمهم بكل الوسائل، لأنهم إمتداد لجيل الصخابة والتابعين الكرام، الذين فتحو مشارق الأرض ومغاربها.

 

 

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى