أخبار عالميةالأخبار

اقتحام الكونغرس هو تتويج لرئاسة مضطربة انتهت بتقسيم أمريكا

في افتتاحية تحت عنوان: “العنف في مبنى الكابيتول: يوم عار في الولايات المتحدة الأمريكية”، قالت صحيفة ‘‘لوموند’’ الفرنسية إن اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي يوم الأربعاء الماضي من قبل حشد من المؤيدين المتطرفين لدونالد ترامب، كان يوماً مظلماً، متوجاً لرئاسة مضطربة انتهت بتقسيم البلاد إلى قسمين، أحدهما يحترم النظام الدستوري وقرارات القضاء، وآخر يعيش في عالم موازٍ.

 

وأضافت الصحيفة الفرنسية في افتتاحيتها، أن هذا العالم، الذي تغذيه نظريات المؤامرة، هو واقع بديل لم يخسر فيه دونالد ترامب الانتخابات بفارق 7 ملايين صوت شعبي وتصويت 302 صوتا في المجمع الانتخابي مقابل 232، لكنه يريد الاعتقاد أنه تمت سرقة الانتخابات من خلال عملية احتيال واسعة النطاق ومدبرة.

 

أمريكا حصدت ما زرعه ترامب

 

تتابع “لوموند” أنه في عالم الإنكار هذا، لا يهم كون حوالي ستين قرارا قضائيا، بما في ذلك من أعلى المستويات، كقرار المحكمة العليا، قد رفضت الطعون المقدمة لإلغاء الانتخابات. فكل ذلك لا يهمّ في عالم الإنكار هذا، إذ أن الرئيس دونالد ترامب نفسه طلب عبر الهاتف، في يوم الثاني من الشهر الجاري، من كبير مسؤولي الانتخابات في ولاية جورجيا تعديل نتائج الاقتراع في الولاية لصالحه.

 

واعتبرت ‘‘لوموند’’ أن الأمة الأمريكية حصدت، يوم الأربعاء، ما زرعه رئيسها الشعبوي والديماغوجي والنرجسي على مدى أربع سنوات، بتواطؤ من الحزب الجمهوري. فلم يخفِ السيد ترامب أبدا نواياه المثيرة للفتنة، لقد رفض باستمرار، قبل الانتخابات، التعهد باحترام نتيجة التصويت إذا لم تكن في صالحه. كما قدم دعمه للجماعات اليمينية المتطرفة مثل  Proud Boys، والتي طلب منها ‘أن تكون جاهزة.

 

أسلحة بايدن لإعادة بناء هذه الديمقراطية المهزوزة

 

وبحسب الصحيفة، سيكون على الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن، الآن، إعادة بناء هذه الديمقراطية المهزوزة بشدة، موضحة أنه باتت لديه الوسائل المساعدة على ذلك، بفضل الانتصار الحاسم للديمقراطيين بمقاعد مجلس الشيوخ في جورجيا يوم الأربعاء، مما منحهم السيطرة على مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى البيت الأبيض ومجلس النواب. فهو يتمتع بالشخصية المناسبة، كما ظهر من خلال رد فعله الصارم والواضح على محاولة التمرد “الترامبية’”، كما تقول ‘‘لوموند’’، معتبرةً أن صدمة يوم الأربعاء قد تساعده.

 

ومع ذلك، رأت الصحيفة أنه يبقى هناك الكثير من المجهول، متساءلة: ماذا سيحدث لرئيس المتمردين دونالد ترامب، الذي ما يزال أمامه أسبوعان في البيت الأبيض وتركه نائبه؟ وهل سيتعين عزله من منصبه رغم أنه وافق أخيرا على التنحي؟ وماذا سيكون تأثير أكثر من 100 عضو جمهوري في الكونغرس الذين واصلوا صباح أمس الخميس رفض نتيجة الانتخابات بحجة التزوير الشامل؟ وكيف سيكون رد فعل 74 مليون ناخب من الذين صوتوا على دونالد ترامب؟ وهل سيتعلم القادة السياسيون للحزب الجمهوري الدروس الجيدة من هذه الكارثة المعلنة؟ فالعالم الذي أذهلته هذه الهشاشة الكبيرة ينتظر بفارغ الصبر الإجابات.

 

 

المصدر: القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى