أخبار عالميةالأخبار

الصين تدق إسفينا بين أوروبا وأميركا

قالت صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) في افتتاحية لها إن الاتفاق الأوروبي-الصيني الجديد يدق إسفينا بين الاتحاد الأوروبي وأميركا، ووصفته بالانقلاب الدبلوماسي لصالح بكين والضار بالولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه نتاج لنهج الرئيس الأميركي المغادر دونالد ترامب “أميركا أولا”.

 

وأضافت أن سياسات ترامب شجعت بكين ومكّنتها من اللعب بالحلفاء ضد بعضهم البعض، مؤكدة أنه لا يزال لدى بايدن فرصة لإصلاح الخرق.

 

وانتقدت الصحيفة الاتحاد الأوروبي قائلة إنه أنهى عام 2020 بخطوة انتهازية في علاقاته الاقتصادية مع الصين، إذ وافقت بروكسل على هذه الاتفاقية التي من شأنها أن تمهد الطريق أمام استثمارات أوسع في الصين من قبل الشركات التي تتخذ من الاتحاد الأوروبي مقرا لها، رغم أن الرئيس الصيني تشي جين بينغ قمع المعارضة في هونغ كونغ وفرض العمل القسري على المسلمين في شينجيانغ.

 

وأضافت أن الشروط الأكثر ملاءمة لشركات صناعة السيارات الألمانية العاملة في الصين دفعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على وجه الخصوص، إلى الوقوف مع الصفقة.

 

ضرر دائم

 

ووصفت واشنطن بوست الاتفاق أيضا بأنه انقلاب دبلوماسي للصين ومؤشر على أن نهج ترامب العدائي “أميركا أولا” ربما يكون قد أحدث ضررا دائما للعلاقات عبر الأطلسي.

 

وقالت يبدو أن بروكسل خلصت إلى أنه يجب عليها التحوط من احتمال أن التغييرات التي أجراها ترامب ستثبت على الأقل جزئيا أنها لا رجعة فيها حتى بعد تولي الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه، رغم الدعوة العامة في 21 ديسمبر/كانون الأول من مستشار بايدن للأمن القومي جيك سوليفان لإجراء مشاورات مبكرة مع “شركائنا الأوروبيين بشأن مخاوفنا المشتركة بشأن الممارسات الاقتصادية للصين”.

 

وعلقت الصحيفة بأنه لا يوجد بلد ديمقراطي غربي لديه أيد نظيفة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الاقتصادية مع الصين، فقد سعوا جميعهم لتحقيق المصلحة الذاتية على حساب بعض المبادئ المعلنة على الأقل.

 

تبرير ساذج

 

وأعادت واشنطن بوست للأذهان أن الولايات المتحدة هي التي قادت انضمام بكين إلى منظمة التجارة العالمية قبل عقدين من الزمن، بناء على تبرير ساذج بأنه سيشجع الحكام الشيوعيين في الصين على تبني سلوك أكثر شرعية في كل من الداخل والخارج.

 

واختتمت الصحيفة بالقول إن الغرب يمكنه ممارسة مزيد من السيطرة على الشروط التي يتعامل بها مع بكين، بعد أن أصبح من الواضح أن الأخيرة لا تعتزم إجراء تغيير جوهري في حقوق الإنسان أو ممارساتها الاقتصادية التجارية، أو موقفها العسكري العدواني تجاه تايوان، وشددت على أن الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى لن تنجح إلا إذا عملت كجبهة موحدة.

 

 

المصدر: واشنطن بوست

زر الذهاب إلى الأعلى