أخبار عربيةالأخبارليبيا

أطباء أتراك في خدمة أشقائهم الليبيين بمستشفى معيتيقة العسكري

بكوادر طبية خبيرة وتجهيزات حديثة، يواصل مستشفى معيتيقة العسكري، شرقي العاصمة الليبية طرابلس، توفير الخدمات الصحية للفرق الأمنية بالبلاد وللمدنيين، بقيادة أطباء أتراك، في إطار دعم القوات المسلحة التركية الموجه للحكومة الليبية المعترف بها دوليا.

 

وتنفيذا لمذكرتي تفاهم تتعلقان بالتعاون الأمني والعسكري، تدعم تركيا الحكومة الليبية في مواجهة مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، المدعومة من دول عربية وأوروبية، والتي تنازع الحكومة على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.

 

مستشفى معيتيقة العسكري

 

على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، يوفر المستشفى العسكري المزود بأحدث الأجهزة والمعدات خدمات طبية للجنود وعناصر الشرطة والحراس الأمنيين من قبل الأطباء الخبراء والمسعفين التابعين للقوات المسلحة التركية.

 

ويعمل في المستشفى 16 طبيبا متخصصا في 13 فرعا منفصلا، تتضمن خدمة الطوارئ ومركز التصوير، وغرفة العمليات، والعناية المركزة ، والصيدلة، والمختبرات، وقسم طب الأسنان.

 

الأناضول التقت بعض الأطباء الأتراك العاملين في المستشفى وحاورت عددا من المرضى الليبيين، لتحصل على كثير من المعطيات والتفاصيل المشوقة عن المستشفى.

 

تجهيزات عالية وكوادر متخصصة

 

وفي حديثه للأناضول، أشار المدير الإداري للمستشفى، أن مستشفى معيتيقة، مؤسسة رعاية صحية تقدم خدمات الطوارئ و المعاينة والاستشارات في العيادات المتخصصة للمرضى.

 

وأوضح قائلا: “يوجد 16 طبيبًا متخصصًا في 13 فرعا مختلفا، ولدينا مختبر “بي سي أر” (اختبار الكشف عن كورونا)، بالإضافة إلى مختبر الأحياء الدقيقة والكيمياء الحيوية، إضافة إلى غرفتين للعمليات”.

 

وتابع: “لدينا ثلاثة أسرة في وحدة العناية المركزة، إضافة إلى جهاز الكشف بالموجات فوق الصوتية (الألترا ساوند)، وجهاز الأشعة، وجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي  (MRI)”.

 

و أوضح المدير الإداري للمستشفى أن الكوادر الطبية والفنيين و جميع الطواقم تواصل تقديم الخدمة للمدنيين والعسكريين الليبيين، على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع”.

 

بدوره قال خبير جراحة القلب والأوعية الدموية، إن المستشفى يضم جميع أنواع المرافق والمعدات الجراحية.

 

وأردف: “يمكن إجراء جميع التدخلات الطبية اللازمة بشكل كامل وفي الوقت المناسب، كما وتقوم القوات المسلحة التركية بدعم المستشفى على جميع المستويات”.

 

إنقاذ ساق مريض من البتر بفضل الأطباء الأتراك

 

ناصر مختار الغِبّي (33 عاما)، ضابط في الشرطة الليبية، أصيب برصاصة استهدفت ساقه، خلال عملية أمنية ضد عصابة للجريمة المنظمة في طرابلس، وتم إحضاره لمستشفى معيتيقة لتلقي العلاج وأُنقذت ساقه من البتر بفضل جهود الأطباء الأتراك.

 

وأوضح الغِبّي للأناضول أنه قبل إحضاره إلى المستشفى، أعلم من طرف أطباء بالمؤسسات الصحية الوطنية بضرورة بتر ساقه لعدم القدرة على التدخل الجراحي المناسب وقتها.

 

وشرح الغِبّي قائلا “خرجنا في ذلك الوقت في عملية مداهمة ضد العصابة وأصبت في ساقي، وتم نقلي إلى المستشفى المركزي ومن ثم طلبت الذهاب إلى مستشفى أبو سليم بطرابلس للاستشارة وبعدها لمستشفى مدينة الزاوية (غرب)، وأكد لي جميع الأطباء الليبيين ضرورة بتر ساقي”.

 

وأضاف: “إلا أنني بعد وصولي لمستشفي معيتيقة العسكري، حصلت على رعاية طبية خاصة من قبل كادر الأطباء الأتراك، الذي أعطاني لمحة أمل بإنقاذ ساقي من البتر”.

 

وأردف: “أود أن أشكر الفريق بأكمله على اهتمامه بعلاجي، لقد أجريت 3 عمليات جراحية، آخرها الجمعة الماضية، أحمد الله على ذلك، وكل شيء يسير على ما يرام”.

 

من جهته قال أخصائي العظام بالمستشفى والمتابع لحالة المريض، إن الوظائف الحيوية للقدم مثل الإحساس على مستوى الأصابع تحسنت وأن المريض بدأ الآن في المشي معتمدا على العكازات.

 

وأشار إلى أن الغبي، سيستعيد القدرة على المشي في غضون 3-4 أسابيع.

 

تعافي الموظفين الليبيين بعد علاجهم مدعاة للفخر

 

بدوره أعرب كبير الأطباء عن سعادته بتمكين بعض الموظفين والأمنيين الليبيين من العودة لوظائفهم بعد تلقي العلاج بالمستشفى.

 

وأفاد أن “مهمتهم بمستشفى معيتيقة في توفير خدمات الرعاية الصحية المتواصلة مع الزملاء الليبيين تأتي في إطار اتفاقيات التعاون الدفاعي والأمني الموقعة بين تركيا والحكومة الليبية الشرعية”.

 

وأردف كبير الأطباء: “إنه لمن دواعي فخرنا وسعادتنا أن الموظفين الذين تلقوا العلاج عندنا عادوا إلى وظائفهم”.

 

وبخصوص الوضع الحالي مع انتشار فيروس كورونا، أكدت إدارة المستشفى اتباعها كل تدابير الوقاية من الفيروس، وإجراء اختبارات للكشف عن الإصابة به لجميع المرضى الراقدين فيه.

 

ومطلع تموز/ يوليو الماضي أجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، زيارة لمستشفى معيتيقة العسكري، حيث اطلع على الأوضاع هناك من المسؤولين ومن الكادر الطبي التركي العامل في المستشفى.

 

وتقدم تركيا الدعم للحكومة الليبية الشرعية، تنفيذا لمذكرتي تفاهم للتعاون الأمني وترسيم الحدود البحرية، وقعهما البلدان في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.

 

ويسود ليبيا، منذ 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقف لإطلاق النار تخرقه مليشيا حفتر من آن إلى آخر، رغم تحقيق الفرقاء تقدما على المستويين السياسي والعسكري نحو حل النزاع سلميا.

 

ومنذ سنوات، يعاني البلد الغني بالنفط صراعا مسلحا، فبدعم من دول عربية وغربية، تنازع مليشيا حفتر الحكومة المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي هائل.

 

 

المصدر: yenisafak

زر الذهاب إلى الأعلى