أخبار عالميةالأخبار

رئيس الوزراء الإيطالي: المحاكمة في قضية ريجيني ستتوصل إلى حقائق صادمة

قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إن إجراء محاكمة في قضية اختفاء ومقتل الطالب والباحث الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة يمثل “وسيلة للوصول إلى الحقيقة التي من المتوقع أن تكون صادمة”.

 

واختفى ريجيني (28 عاما) -وهو طالب دكتوراه في جامعة كامبردج- في القاهرة في يناير/كانون الثاني 2016، وعُثر على جثته بعد نحو أسبوع، وأظهر فحص الطب الشرعي أنه تعرض للتعذيب قبل موته.

 

وقال كونتي لصحيفة “لا ستامبا” (LA STAMPA) “هذه القصة تثير الحزن في نفوسنا، لكن سلطاتنا القضائية ستبدأ الآن محاكمة… محاكمة حقيقية وجادة ويُعتد بها. هذه المحاكمة هي الوسيلة للوصول إلى الحقيقة التي من المتوقع -مع الأسف- أن تكون صادمة”.

 

وردا على سؤال عما إذا كانت إيطاليا ستبحث سحب سفيرها من القاهرة مثلما طالب والدا ريجيني مرارا؛ قال كونتي إن المحاكمة أهم من اتخاذ هذه الخطوة.

 

وأعلن النائب العام الإيطالي مايكل بريتيبينو الجمعة الماضي انتهاء التحقيقات في قضية مقتل ريجيني بتوجيه تهم القتل العمد والتعذيب والخطف إلى 4 ضباط مصريين، في حين أُسقطت الدعوى عن المتهم الخامس لعدم كفاية الأدلة.

 

وسبق أن قال كونتي إن ما صدر عن النائب العام في روما بشأن نتائج التحقيقات أمر مهم للغاية، “مع وجود أدلة قوية لا تدع مجالا للشك”. وأضاف أن المحاكمة ستكون ذات أهمية دولية، وأن هناك احتمالا لمشاركة مراقبين دوليين، رغم محاولات عديدة جرت من أطراف -لم يسمها- لمنع حدوث ذلك.

 

إرجاع أوسمة

 

من جهة أخرى سلّم المؤلف والصحفي الإيطالي كورّادو آوجاس (Corrado Augias) وسام “جوقة الشرف” إلى السفارة الفرنسية في روما؛ احتجاجا على منح وسام مماثل للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أيام.

 

وقال آوغياس -الذي حصل على الوسام عام 2007- إن مقتل ريجيني يمثل بالنسبة للإيطاليين جرحا عميقا، مؤكدا أنه كان ينتظر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حركة أخوّة وتفهّما تجاه الإيطاليين.

 

وأضاف آوغياس أن السيسي شريك بشكل موضوعي في الجرائم التي ارتكبها موظفو نظامه في كل ما وقع لريجيني من تعذيب وقتل، على حد تعبيره.

 

وأوضح آوغياس للجزيرة أنه أحس بخيبة أمل من قرار الرئيس الفرنسي منح السيسي نسخة من الوسام نفسه.

 

وقال “طبعا من حقه (ماكرون) أن يستقبل الرئيس السيسي بكل التشريفات التي يستحقها رئيس دولة، لكن منحه جوقة الشرف كان أمرا مبالغا فيه. وأنا قلت إن الرئيس السيسي، وهنا يجب أن أكون دقيقا، هو مشارك موضوعيا مع عصابة من المجرمين ومن الوكلاء الذين تصرفوا على نحو إجرامي؛ لذلك فهو مشارك في الجريمة بصفته رئيس دولة”.

 

شخصيات أخرى

 

وكانت للقرار الذي اتخذه الصحفي كورّادو آوغياس ردودُ فعل لدى شخصيات إيطالية أخرى سبق أن حصلت على الوسام الفرنسي.

 

فقد أعلن عضو مجلس البرلمان الإيطالي السابق والأمين العام السابق لنقابات العمال الإيطالية سيرجيو كوفيراتي رغبته في إعادة الوسام الذي قلدته إياه فرنسا، لعمله الدؤوب في الدفاع عن حقوق الطفل وضد استغلال القاصرين.

 

كما أعربت وزيرة الثقافة السابقة وعضو البرلمان الإيطالي جوفانا ميلاندري عن رغبتها في إعادة وسام “جوقة الشرف”، الذي منح لها في 2003.

 

ومن المتوقع أن تبادر شخصيات إيطالية أخرى لإعلان رغبتها في التخلي عن وسام الشرف الفرنسي.

 

وانتقدت وسائل إعلام فرنسية ما اعتبرته تعتيما من قصر الإليزيه (الرئاسة الفرنسي) على مراسم تقليد السيسي أرفع درجة في وسام الجمهورية الفرنسية، خلال زيارته إلى باريس، التي أثارت انتقادات داخل فرنسا بسبب سجل مصر في مجال حقوق الإنسان.

 

وقالت وسائل إعلام -في مقدمتها برنامج “لوكوتيديان” (Le Quotidien) التلفزيوني- إنها اضطرت للحصول على بعض الصور من موقع الرئاسة المصرية، في ظل عدم دعوة الإليزيه أي صحفي فرنسي، وعدم السماح بدخول أي كاميرا لوسيلة إعلام فرنسية، واعتبرت وسائل الإعلام أن الإليزيه سعى لإخفاء التكريم عن أعين الفرنسيين.

 

واتهمت محامية أسرة ريجيني النظام المصري بالضلوع في مقتل موكلها قبل نحو 5 سنوات، وذلك بعد أيام من توجيه اتهامات لـ4 ضباط مصريين تمهيدا لبدء محاكمتهم.

 

 

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى