أخبار عالميةالأخبار

كيف تبدو رائحة البطاطس المقلية لدى بعض مرضى فيروس كورونا؟

كيف تغير عدوى فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 حاسة الشم؟ وكيف تبدو رائحة البطاطس المقلية لدى مريض كورونا؟ نقدم لك الجواب هنا في هذا التقرير الشامل.

 

وسجل مصابون بفيروس كورونا (واسمه العلمي سارس كوف 2) التغيرات التالية في الطريقة التي يشمون بها الأشياء:

 

1- البطاطس المقلية تصبح رائحتها مثل رائحة اللحم المتعفن.

 

2- الشوكولاتة تصبح رائحتها مثل رائحة كيميائية سيئة، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال (WSJ).

 

3- القهوة، أصبحت رائحتها مثل رائحة الإطارات المحترقة.

 

4- الثوم، أصحبت تنبعث منه رائحة القمامة، وذلك وفقا لتقرير لشبكة “سي إن إن” (CNN).

 

5- العطر، أصبحت رائحته مثل الحفاظات المتسخة.

 

ووفقا لـ وول ستريت جورنال فإن ما يصل إلى 80% من مرضى كورونا يعانون من فقدان مؤقت لحاسة الشم، ويستعيدها معظمهم في غضون أسبوع أو أسبوعين. والاسم العلمي لفقدان حاسة الشم هو “أنوزميا” (anosmia).

 

لكن مجموعة أصغر، ربما من 10-20%، يفقدون حاسة الشم لفترة أطول، وعندما يستعيدونها يجدون أطعمتهم المفضلة والروائح المألوفة وحتى روائح أجسادهم قد تغيرت. المعنى أن حاسة الشم تكون قد تغيرت، والاسم العلمي لهذه الحالة “باروزميا ” (parosmia).

 

وتحدث هذه الحالة نتيجة اختلاط الإشارات بين الخلايا العصبية الحسية الشمية (وهي الخلايا العصبية الموجودة في تجويف الأنف التي تكتشف الروائح) وجزء الدماغ حيث يتم فك تشفير الروائح وتفسيرها.

 

ونشر باحثون من جامعات بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا بقيادة جامعة هارفارد، سلسلة من الدراسات على الحيوانات التي أشارت إلى أن مستقبلات “إيه سي إي -2”  (ACE-2)، وهو البروتين الرئيسي الذي يدخل من خلاله فيروس كورونا إلى الجسم، ليست موجودة بالخلايا العصبية الحسية الشمية.

 

وأظهرت التجارب التي شملت الفئران أنه من المرجح أن يتسبب الفيروس في إتلاف “الخلايا الداعمة” في تجويف الأنف التي تسمح للخلايا العصبية التي تكتشف الرائحة بالعمل. وعندما تصاب هذه الخلايا الداعمة، يولد الجسم التهابا لمحاولة عزل الفيروس ومكافحته.

 

وإذا كان تلف خلايا الدعم ضئيلا، فعادة ما يستعيد المريض حاسة الشم بسرعة. ولكن في حالة تلف عدد كاف من الخلايا الداعمة، أو في حالة وجود التهاب كاف، يمكن أيضا قتل الخلايا العصبية أو تغيير وظيفتها، مما يؤدي إلى فقدان حاسة الشم أو تغيرها على المدى الطويل.

 

النبأ السار عن “باروزميا” أن حدوثه يشير إلى عودة حاسة الشم تدريجيا إلى طبيعتها، وأن الجسم يقوم بإصلاح تلف الأعصاب الناجم عن الفيروس، وذلك وفقا لـ وول ستريت جورنال.

 

احتمالات

 

المركز الطبي لجامعة فاندربيلت (Vanderbilt University Medical Center)  يقول إن أحد الاحتمالات وراء فقدان حاسة الشم لدى المصابين بعدوى في الجهاز التنفسي عموما -مثل كورونا- أن المصابين بعدوى الجهاز التنفسي العلوي غالبا ما يعانون من احتقان ونزف وأعراض أنفية أخرى يمكن أن تمنع قدرة الرائحة على الوصول إلى العصب الشمي الموجود بالجزء العلوي من تجويف الأنف.

 

ويضيف المركز الطبي “نعتقد أن السبب الرئيسي خاصة الذين يعانون من فقدان دائم أو طويل لوظيفة الشم، هو أن الفيروس يسبب تفاعلا التهابيا داخل الأنف يمكن أن يؤدي إلى فقدان الخلايا العصبية الشمية”.

 

ويضيف أنه في بعض الحالات يكون هذا دائما، ولكن في حالات أخرى، يمكن للخلايا العصبية أن تتجدد. هذا على الأرجح ما يحدد المرضى الذين يتعافون.

 

ومع أن فقدان حاسة الشم قد تبدو لأول وهلة أمرا بسيطا، لكنها يمكن أن تكون مشكلة كبيرة جدا ومحبطة للمصاب إذا استمرت معه، ويمكن أن يكون لها عواقب نفسية خطيرة. كما قد تشكل مشكلة صحية عامة كبيرة إذا كان لدينا عدد متزايد من السكان مع فقدان دائم لحاسة الشم.

 

ففقدان حاسة الشم قد يؤدي إلى:

 

التأثير على حاسة التذوق وتراجعها، لأنها مرتبطة بحاسة الشم.

التأثير على استمتاع الشخص بالأكل، ولدى بعض الأشخاص ربما يؤدي هذا إلى مشاكل نفسية، لأنهم لم يعودوا يستمتعون بالطعام.

عدم القدرة على الشم قد يهدد الشخص بالتسمم، إذ قد يأكل طعاما فاسدا، ولكن لا يعرف لأنه لا يستطع شم رائحته.

حاسة الشم تساعدنا على التعامل مع الطوارئ، مثلا شم رائحة تسرب للغاز بالمطبخ، أو رائحة حريق. عدم الانتباه لهذه الروائح في الوقت المناسب قد يؤدي لحوادث مثل اشتعال غاز متسرب، أو عدم مغادرة مكان فيه حريق طلبا للنجاة.

 

 

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى