مواضيع ثقافية وسياسية

آخر العثمانيين في جنوب أفريقيا يجتمعون في إسطنبول

عاد أحفاد العالم العثماني أبو بكر أفندي، الذي أرسل إلى جنوب أفريقيا في عام 1863 لتعليم الدين الإسلامي، إلى  إسطنبول، مفتخرين بتعرفهم على أنهم أحفاد العالم أبو بكر أفندي و بهويتهم التركية التي اجتمعوا بها أخيرا.

 

ساهم أبو بكر أفندي، بنشر تعاليم الدين الإسلامي بين شعب أفريقيا الجنوبية طوال 18 عاما التي أمضاها هناك منذ 16 كانون الثاني/ يناير 1863، لكن إرثه وإسهامه للمسلمين الأفارقة طواه النسيان بعد مرور هذا الوقت الطويل كما نسيت آثار الدولة العثمانية.

 

عُثِرَ على الأحفاد بمساعدة أحد المؤرخين، وهم يقيمون الآن في ‘سطنبول بعد تعرفهم على جذورهم.

 

عبر أحد الأحفاد، ويدعى أحمد كمال عطا الله، عن فخره بأنه حفيد من الجيل الثالث لأبو بكر أفندي قائلا: “تم إرسال جدي أبو بكر أفندي، إلى جنوب أفريقيا بناءً على طلب الملكة فيكتوريا المساعدة من السلطان، الذي قام بدوره بتنظيم المسلمين في منطقة رأس الرجاء الصالح، كما قام بتعليمهم تعاليم الدين الإسلامي، ويشرفني أن أكون من نسله ومن أحفاده”.

 

افتتح أبو بكر أفندي، مدرسته الأولى بعد 15 يوما من وصوله إلى جنوب أفريقيا، وبدأ بتعلم اللغة المحلية، بهدف إعداد كتاب فقهي باللغة الإفريقية، ولتسهيل عمله في خدمة المسلمين الأفارقة عاش هناك 18 عاما، وسار أبناؤه على نهجه في خدمة الدين والدولة العثمانية.

 

قال روشتو غوفان عطاء الله، الحفيد من الجيل الرابع لأبو بكر أفندي: “انتقل جدي إلى سنغافورة كسفير للدولة العثمانية، وتوفي بعد فترة وجيزة في عام 1880، كان جدي شوكرو، من أحد أبنائه الأربعة، كان يتقن سبع لغات، كما كان الطيار الأول في جنوب أفريقيا، وقد شارك في الحرب العالمية الأولى باسم الدولة العثمانية، ثم شارك في معركة كوت العمارة”.

 

واصل أبناء أبو بكر أفندي، أحمد عطاء الله وحسام نعمة الله أفندي، بعد وفاة والدهم  خدماتهم التعليمية بالمدرسة العثمانية التي افتتحها أحمد عطاء الله أفندي في مدينة كيمبرلي، والتي أدت دورا مهما لشباب المجتمع الإسلامي، إلى جانب أنشطته في مدرسة اللاهوت الإسلامي التي افتتحها في بورت إليزابيث، كما قام شقيقه هشام نعمة الله أفندي بالتبرع وبجمع تبرعات لمشروع سكة حديد الحجاز، وشارك أيضا  بعقد عدة اجتماعات مع الزعيم الهندوسي الأسطوري مهاتما غاندي في مدينتي دوربان وناتال، ضد السياسات العنصرية في جنوب أفريقيا، مما أثر علي حياته.

 

يعد الدكتور محمد شوكرو، من أحد أحفاد أبو بكر أفندي، وقد ولد في منطقة بوكاب (منطقة تجمع المسلمين) في مدينة كيب تاون عام 1915، تخرج من كلية الطب في جامعة كيب تاون عام 1942،  وتم تسجيله في التاريخ كأول طبيب مسلم في جنوب أفريقيا، وتوفى في سن مبكر بسبب مرض السل.

 

وعلى الرغم من اندثار آثار العثمانيين في جنوب أفريقيا مع نظام التمييز العنصري القائم على التمييز العرقي، انتهى شوق  أحفاد أبو بكر أفندي لحظة اجتماعهم بأصولهم وهويتهم التركية.

 

يفخر كمال عطاء الله، بأنه حفيد العالم العثماني أبو بكر أفندي بقوله: “لقد ولدت في بداية نظام التمييز العنصري عام 1941، وكنت مواطنا من الدرجة الثانية لأنني مسلم، كما لم يتم ذكر تاريخ جنوب أفريقيا الإسلامي في تلك الفترة فقد كان الإسلام دينا من الدرجة الثانية، أما الآن تغير كل شيء بإتمامنا حلقات المغامرة التي بدأت قبل 160 عاما”.

 

يتابع كمال عطاء الله: “نحن آخر العثمانيين الذين عاشوا في جنوب أفريقيا، ولم نكن نعرف من نحن؟ أما اليوم فقد تعرفنا على أصولنا وهويتنا التي فقدناها لفترة من الزمن، نريد أن نمتلك هويتنا التركية من جديد، والحمد لله صرنا أتراك من جديد وسنتعلم اللغة التركية في تركيا”.

 

 

المصدر: turkpress

زر الذهاب إلى الأعلى