أخبار عالميةالأخبار

معارك شرسة في إقليم قره باغ وروسيا لا تنوي التدخل وأرمينيا تتهم تركيا بإحياء الإمبراطورية العثمانية

تتواصل المعارك الشرسة في إقليم ناغورني قره باغ بين القوات الأرمينية والأذرية، وفي حين نأت روسيا بنفسها عن التدخل عسكريا في الصراع اتهمت أرمينيا تركيا بالعمل على إحياء الإمبراطورية العثمانية من خلال دعمها أذربيجان.

 

وقالت مصادر في وزارة الدفاع الأذرية إن عمليات قواتها مستمرة على كل الجبهات.

 

ونقلت وكالة الأناضول أن منظومات الدفاع الجوي للجيش الأذري أعاقت هجوما أرمينيا بصواريخ بعيدة المدى على مدينة “هيفلاه”، حيث جاء الهجوم عقب استهداف خط أنابيب “باكو تبليسي قارص” لنقل الغاز الطبيعي مساء الثلاثاء.

 

وكان الجيش الأرميني قد أعلن مقتل 60 عسكريا أذريا وتدمير عشرات الآليات والأسلحة الثقيلة خلال صد هجوم للقوات الأذرية على جبرائيل.

 

ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية أرمينية أن القصف الأذري تجدد على مدينة ستيباناكيرت عاصمة إقليم ناغورني قره باغ، كما شنت القوات الأذرية قصفا عنيفا على مدينة هيدروت جنوب شرقي الإقليم.

 

وأضاف أن القصف الصاروخي والمدفعي تجدد على مدينة شوشي المجاورة، وأدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين.

 

محاور القتال

 

وفي وقت سابق، أفادت وزارة دفاع إقليم ناغورني قره باغ غير المعترف به دوليا بتجدد المعارك بين قواتها والجيش الأذري على مختلف محاور القتال داخل الإقليم.

 

وأضافت الوزارة أن القتال تركز على المحورين الجنوبي والشمالي من خطوط المعارك، مشيرة إلى ما اعتبرته تراجعا في نشاط القوات الأذرية.

 

وقال رئيس وزراء أرمينيا إن ما تسمى قوات الدفاع الذاتي في ناغورني قره باغ تراجعت تكتيكيا في محور مدينة جبرائيل جنوب شرقي الإقليم لمحاصرة الجيش الأذري، وإن العملية تسير بنجاح.

 

وأعلنت وزارة الدفاع الأرمينية أن قوات “قرة باغ” صدت هجوما للجيش الأذري وقتلت 20 جنديا أذريا، ودمرت عددا من الآليات العسكرية والأسلحة الثقيلة، مما أرغمه على الانسحاب إلى الخلف، وفق الوزارة.

 

وقد لجأ مواطنو القرى الأذرية شرقي إقليم ناغورني قره باغ إلى المدارس للاحتماء من القصف الأرميني، حيث تتعرض قرى منطقتي أغجة بدي وآغدام لقصف مستمر منذ بدء المعارك في 27 سبتمبر/أيلول الماضي.

 

تطورات سياسية

 

وقد أوضحت روسيا أن التزاماتها تجاه أمن أرمينيا لا تنطبق على قره باغ.

 

وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن التزامات روسيا تجاه أمن أرمينيا في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي لا تنطبق على ناعورني قره باغ.

 

أما رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان فقال إن بلاده مستعدة للاعتراف باستقلال ما سماها “جمهورية قره باغ” إذا كان ذلك سيساعد في حل الأزمة.

 

وأضاف باشينيان خلال اتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تسوية النزاع لا بد لها من حلول وسط وتنازلات، وأن بلاده مستعدة لذلك في حال كانت أذربيجان ترغب في ذلك، على حد قوله.

 

وأكد باشينيان أن النزاع في ناغورني قره باغ خرج عن حدود الإقليم، وأصبح يشكل تهديدا للأمن الدولي، واتهم تركيا بالسعي لإحياء الإمبراطورية العثمانية وتكرار ما وصفها بإبادة الأرمن.

 

المرحلة الحرجة

 

من جانبه، قال رئيس أذربيجان إلهام علييف للقناة الأولى الروسية إن بلاده ستعود إلى المحادثات مع أرمينيا بعد انتهاء مرحلة الصراع العسكري “الحرجة”.

 

وأوضح أن المجتمع الدولي -بمن فيه رؤساء مجموعة مينسك- صرحوا في وقت سابق بأنه لا يمكن القبول بالوضع الراهن في قضية ناغورني قره باغ.

 

وأضاف علييف أن من حق تركيا “بصفتها دولة كبيرة وجارة لنا في جنوب القوقاز” المشاركة في الوساطة، وذلك بعدما قال باشينيان لمجلة تايم إن بلاده لن توافق على وقف إطلاق النار إلا إذا كفت تركيا عن الانخراط في الصراع وجرى سحب “المرتزقة”.

 

وكان علييف قد تحدث هاتفيا مع بوتين، حيث وصف الأخير ما يجري في الإقليم بالمأساة، ودعا إلى وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن.

 

وفي باريس، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية بأن “الجديد في الأمر هو وجود تدخل عسكري لتركيا، مما قد يؤدي إلى تأجيج وتدويل الصراع”.

 

 

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى