أخبار عربيةالأخبارليبيا

الإمارات تسلح خليفة حفتر عبر القواعد الجوية المصرية

كشف تحقيق لصحيفة “الغارديان” أن شحنات الأسلحة لم تتوقف إلى طرفي النزاع في ليبيا رغم قرار الأمم المتحدة حظر إرسال السلاح إلى هذا البلد الذي يعاني من حرب أهلية.

 

وقالت روث مايكلصن إن الإمارات العربية وتركيا تواصلان شحن السلاح إلى طرفي النزاع في الحرب بشكل يغذي حرب الوكالة التي استعصت على الحلول السياسية. وقالت الصحيفة إن بيانات الطيران والصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية تكشف عن استخدام البلدين طائرات عسكرية لنقل السلاح والمقاتلين لدعم القوى الوكيلة عنها في داخل ليبيا. وبذلك، تخرقان بشكل روتيني القرار الصادر عن مجلس الأمن عام 2011 بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا.

 

وفي الحرب التي مضى عليها تسعة أعوام دعمت تركيا الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس، حكومة الوفاق الوطني، فيما عززت الإمارات من قوة القوى التابعة للجنرال خليفة حفتر في شرق ليبيا. وقال دبلوماسي على اطلاع بالتقرير القادم للجنة الخبراء في الأمم المتحدة والذي سيركز على الانتهاكات إن “حظر تصدير السلاح لا يزال غير فاعل”. وأضاف: “في حالة الدول الأعضاء المشاركة بشكل مباشر بالنزاع فالانتهاكات كثيفة وصارخة وبدون اعتبار للإجراءات التي تحظر السلاح”.

 

وشاركت تركيا والإمارات في مؤتمر برلين الذي هدف لوقف وصول السلاح والمال إلى الأطراف المتنازعة. وشاركت في المؤتمر 11 دولة برعاية المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بهدف وقف القتال بين حكومة الوفاق في غرب ليبيا وحفتر في الشرق. واعتبر المؤتمر كنقطة تحول في النزاع وحضرته الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا ومصر وبريطانيا إلى جانب تركيا والإمارات. وكان القرار الأهم وهو فرض العقوبات على الدول التي تنتهك قرار حظر تصدير الأسلحة. ولكن شحن الأسلحة استمر أثناء جلسات المؤتمر مما جعل قرار الحظر في حكم الملغي.

 

وقالت الصحيفة إن النتائج التي توصلت إليها هي جزء من تحقيق مشترك مع “بيلينغكات” ولايتهاوس ريبورتس التي تركز على وضع السلاح البريطاني حول العالم.

 

وقدمت المؤسسة غير الربحية معلومات عن استخدام تركيا الطائرات العسكرية المقدمة من مؤسسة ستيرن وإي أر دي الألمانيتين والإسبانية إل دياريو. أما الإمارات فتستخدم أسطولها من طائرات سي-17 غلوبماستر 3 وهي طائرة نقل عسكري ضخمة حسب الشركة المصنعة لها وهي بوينغ. ولم ترد بوينغ ولا وزارة الدفاع الإماراتية للتعليق.

 

وتكشف الصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية الطائرة وهي تحلق بشكل دوري من مطار قصويرة الصحراوي في الإمارات إلى قاعدتين عسكريتين في صحراء مصر الغربية هما سيدي البراني القريبة من الحدود الليبية وجناكليس القريبة من الإسكندرية. ويقود الطائرات طيارون عسكريون إماراتيون من قاعدة عسكرية إلى أخرى مما يبدد أي شك عن المهمة المدنية لهذه الطائرات. وكشفت الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية عملية بناء عسكري متزايدة في قاعدة سيدي البراني الجوية منذ نهاية 2019.

 

وتعتبر القواعد العسكرية المصرية القريبة من الحدود الليبية مهمة جدا في جهود الإمارات لدعم حفتر. وقال دبلوماسي إن ما عليها يتم نقله عبر الشاحنات أو تنقله طائرات من جانب حفتر. و”كتبت لجنة الخبراء في الأمم المتحدة أن هذا دعم غير مباشر من السلاح والمواد الأخرى وهو خرق لحظر تصدير السلاح”. ولم ترد وزارة الدفاع المصرية على أسئلة حول استخدام قواعدها العسكرية واستقبالها طائرات إماراتية.

 

وتقول الصحيفة إن طائرة سي-17 أصبحت جزءا مهما في الجسر الجوي بين الإمارات ومصر بعد ملاحقة الطائرات التجارية المصنعة في روسيا من نوع إلوشين- 2-76 والتي كانت تعمل تحت شركة سيغما للطيران عام 2019. وتم استبدالها لاحقا بطيران أزي وجينس. وكانت هذه الشركات الثلاث تعمل من كازخستان حتى ربيع العام الماضي. وعندما قامت السلطات الكزخية بالتحقيق في عملياتها فشلت في تقديم أوراق تؤكد أنها ملتزمة بقرار الحظر. وفي أيلول/سبتمبر 2019 سحبت السلطات الكزخية رخص الطيران منها.

 

وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على شركة سيغما إلا أن المراقبين اشتكوا من أن الحظر لن يمنع الشركة من الطيران في المستقبل إذ يمكنها تنويع عملياتها و”يجب أن تكون العقوبات ضد الأفراد الذين يتحكمون بالطائرات” كما قال الدبلوماسي.

 

وتستخدم تركيا طائرات إيرباص العسكرية إي400 أم لنقل الإمدادات العسكرية إلى غرب ليبيا. وكشفت الصور الفضائية رحلات متكررة من المطارات التركية في إسطنبول وغازي عينتاب وقيصرية ومصراتة في ليبيا. وتسجل الصور رحلات جوية في حزيران/يونيو وتموز/يوليو وآب/أغسطس من هذا العام. وظهرت أشرطة فيديو لمقاتلين سوريين يصطفون في غازي عينتاب وتشير إلى أن بعضهم سينقل إلى ليبيا. وقال الدبلوماسي: “يستخدم سلاح الجو التركي خطا جديدا لتجنب خطوط المعلومات الدولية” وذلك لأن “الرحلات الجوية غير مجدولة أو هي شحنات خاصة لإخفاء طرقها وإغلاق أجهزة الإرسال والاستقبال”.

 

وتقوم تركيا بتوسيع المدرج في قاعدة الوطية لتسهيل هبوط الطائرات العسكرية الضخمة. وقال مصدر في وزارة الدفاع التركية إن جهود تركيا في ليبيا تركز على تنظيف حقول الألغام التي تركها حفتر وقواته بالإضافة للتركيز على الجهود الإنسانية وإدارة المستشفيات. وقالت الوزارة: “كل نشاطات تركيا المتعلقة بليبيا هي ضمن إطارات وبناء على القانون الدولي” و”لا خرق لأي قرار حظر أو قانون دولي. ورحلاتنا العسكرية هي لنقل المواد الأساسية يقوم بها فريقنا والتي تحتاجها المهمة في تركيا مثل تنظيف الألغام وتقديم الإمدادات الطبية والفنية للمستشفيات التي تديرها تركيا”.

 

كما خرقت روسيا قرار الحظر، وتظهر صور الأقمار الاصطناعية صورا لطائرات ميغ الروسية في مهبط قاعدة الجفرة ونشرتها القيادة المركزية الأمريكية لأفريقيا و”هذه المقاتلات الروسية تستخدم لدعم الشركات العسكرية الخاصة التي ترعاها الحكومة الروسية”.

 

وتقول الصحيفة إن القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي أعادت توجيه ناقلة نفط كانت تحمل كميات كبيرة من النفط قادمة من الإمارات في طريقها إلى بنغازي لأغراض “عسكرية” على ما يبدو. وقام الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على شركة الشحن التركية افراسيا بتهم خرق حظر تصدير السلاح.

 

وتقول كلوديا كازيني، المحللة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية: “مات حظر قرار حظر السلاح على ليبيا منذ سنين” و”ما تغير هذا العام هو أن الخروقات للحظر صارت مكشوفة”، مشيرة إلى أن الطرفين زادا من جهود تقديم السلاح بشكل خلق حالة جمود عسكري و”السؤال كيف تحول فترة الهدوء هذه إلى فرصة للمصالحة”.

زر الذهاب إلى الأعلى