اخبار تركياالأخبار

مدفع تركي أسرع من الصوت

تعمل رئاسة الصناعات الدفاعية التركية بشكل متواصل على تطوير الترسانة العسكرية التركية والوصول بها إلى مراحل متقدمة تكنولوجياً، وذلك من أجل تلبية الاحتياجات المحلية المتزايدة للجيش التركي، فضلاً عن حماية أمن البلاد وحفظ استقرارها.

 

وبالتوازي مع عمليات التطوير المستمرة للترسانة العسكرية التركية، أنشأت “الصناعات الدفاعية” بالتعاون مع العديد من شركات القطاع الخاص، الرائدة في مجال صناعة الأسلحة في تركيا، برنامجاً متكاملا لتطوير قدرات الجيش التركي في مجال استخدام القنابل والقذائف والصواريخ الموجّهة والليزرية.

 

ولتحقيق ذلك، ومواكبة آخر التطورات في عالم الأسلحة، وافقت رئاسة الصناعات الدفاعية عام 2018 على تطوير مشروع لإنتاج مدفع كهرومغناطيسي أطلقت عليه اسم “شاهي 209″، من إنتاج شركة Yeteknoloji، وفعلا وصلت إلى مراحل متقدمة في تطويره، حيث تم العام الماضي 2019 أكثر من 1000 اختبار ناجح عليه، لتكون تركيا بذلك واحدة من بين عدد قليل من الدول حول العالم وأبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، تمتلك تكنولوجيا تصنيع هذا المدفع.

 

تمتاز النسخة الثانية من مدفع “شاهي 209” الكهرومغناطيسي، بكونه يطلق قذائف من عيار 35 ملم بزنة 1 كيلوغرام، وحتى مدى 50 كيلومتراً، فضلا عن إمكانية استخدامه في قطاعات الجيش المختلفة، البرية والبحرية والجوية، بفضل منصة الإطلاق التي يمكن تثبيتها على عربة آلية، أو منصة ثابتة، أو على متن سفينة.

 

وقد زوّدَ المدفع بوحدة طاقة نبضية بسعة 1 ميجاجول، مع ذخيرة وزنها 300 غرام بمدى 10 كيلومترات، يمكن أن تكون فعالة في نطاق 50 كلم، وكذلك زود بوحدة طاقة قصوى بقدرة 10 ميجاجول، تصل سرعتها إلى 6 أضعاف سرعة الصوت، كما أن الشركة المنتجة Yeteknoloji تستعد لإجراء أول اختبار لمدفع شاهي يجري تركيبه على إحدى السفن الحربية التركية، لتكون تركيا بذلك ثالث دولة في العالم تخوض هذه التجربة بعد أمريكا والصين.

 

ويصف خبراء الأسلحة حول العالم هذا المدفع أنه سيكون “سلاح المستقبل” بفضل ما يتمتع به من مميزات مختلفة عن الأسلحة التقليدية العادية، فالقذائف التي يطلقها تتميز بوزن وحجم صغيرين، وسرعة فائقة تتجاوز سرعة الصوت ودقة في ضرب الأهداف المختلفة، البرية والبحرية.

 

يشار إلى أن المدفع الكهرومغناطيسي (railgun)، هو بالأساس جهاز يستخدم لإطلاق قذائف كهرومغناطيسية، ويعمل كهربائيا وفق مبادئ مماثلة للمحرك أحادي القطب، ومن ثم تمَّ تطوير فكرته لتصنيع مدافع كهرومغناطيسية بقدرات متطورة، حيث لا يحتاج إلى بارود، كما أنه يعتمد المجال المغناطيسي الناتج عن التيار العالي لدفع الذخيرة أو المقذوفات بسرعات عالية للغاية.

 

ويشكّل استخدام الكهرباء بدلاً من الوقود المتفجر للإطلاق سهولة في النقل والإمداد، وسهولة في الاستخدام والتشغيل والتخزين، كما أن تكلفته منخفضة للغاية مقارنة بأنظمة البارود التقليدية، ومن ثم يوفر سرعة أكبر للوصول إلى الهدف، ما يصعب اكتشافه أو مواجهته من قبل الأنظمة الدفاعية، فيحقق قوة تدميرية أكبر.

 

من الجدير ذكره أن الصناعات العسكرية التركية، تمتلك تأثيرا ودورا هاما على الصعيد العالمي، ساعدها في ذلك نجاحها في مجال صناعة الطيران والفضاء، والطائرات بدون طيار والدبابات والمدرعات وغيرها، وذلك في إطار النقلة التكنولوجية المتقدمة التي حققتها تركيا بالانتقال من بلد مستورد للاحتياجات العسكرية إلى بلد مصدّر لها، إذ تهدف لرفع سقف صادراتها الدفاعية والفضائية إلى 25 مليار ليرة تركية في السنة بحلول عام 2023.

 

 

المصدر: وكالة أنباء تركيا

زر الذهاب إلى الأعلى