مقال رئيس التحرير

الغيرة والحسد

الغيرة والحسد طبع من طبائع البشر، فكل منا يغير ويحسد، والغيرة والحسد الطبيعي هو أن تتمنى أن تصل إلى ما وصل إليه الأخرين وأكثر، فهي محفز لبذل الجهد للتطور والوصول إلى المراتب العليا.

فالله يقول في كتابه الكريم “ومن شر حاسدا إذا حسد” أي ان الإنسان يحسد ولكن متي ذمها الله؟ ذمها عندما يحسد أي يتمنى زوال النعمة ممن حسدة.

 

وبذل الجهد لا يعني حتمية الوصول لما تريد، فالله هو موزع الأرزاق، ولم يطلب منا سبحانه وتعالى إلا السعي، فإن لم نصل إلى مرادنا نحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه، أي علينا أن نسعى فقط أما النتائج فهي بيد الله سبحانه وتعالى.

 

والغيرة والحسد الذي لا يصاحبها إيمان بالله والقضاء والقدر والرضوخ لمشيئته تتحول والعياذ بالله إلى نقمة على صاحبها، فما كفر إبليس وخروجه من الجنة إلا بسبب غيرته وحسده على آدم. لأنه قال لله أنا خيرا منه خلقتي من نار وخلقته من طين.

 

والحسد والغيرة التي لا ترضي الله تحول صاحبها والعياذ بالله إلى شخص منبوذ مكروه حتى من أقرب الناس له، لأنه يفرح عندما تعم الفاجعة والمصيبة بمن حسده، ويسعد بمصائب الأخريين وخراب بيوتهم،،، وانتبه فقد يوصل الحسد والغيرة التي نهى الله عنها إلى الكفر دون أن يشعر بها الحاسد.

 

لهذا انتبه لنفسك حتى لا تنزلق منزلقا كبيرا والعياذ بالله، وارضي بما كتبه وقسمه الله لك، فقد تكون أحسن حالا ممن حسدته دون أن تعلم.

 

والإنسان منا يمر بمراحل كثيرة ولكل مرحلة طبيعتها، وعلينا أن نرضي بما نحن فيه ونتقي الله ونتمنى الخير دائما لغيرنا، لأن هذا الامر يريح قلوبنا ويصفي عقولنا ويسعد حياتها.

 

وكذلك يمر الإنسان بمراحل عمرية متعددة، ولكن مرحلة جمالها، وأجمل مرحلة هي مرحلة الكبر لأن الإنسان يكون فيها قد أستقر تفكيره وارتاح من هموم طموحاته وغاياته.

 

حمد الخميس

زر الذهاب إلى الأعلى