أخبار عربيةالأخبارليبيا

المشهد العسكري والسياسي على جبهة سرت والجفرة

تشهد ليبيا حالة من الترقب لما سيؤول له المشهد في جبهتي سرت والجفرة، ومستقبل المعارك في ظل توقف تقدم قوات حكومة “الوفاق” والاكتفاء بتمركزات تبعد عشرات الكيلوات عن الجبهة، ما طرح تساؤلات حول مستقبل المعركة في هذه المنطقة الاستراتيجية والقريبة من موانيء النفط ومن سيحسم المعركة ويسيطر.

وفي حين أعلنت حكومة الوفاق عن رصد وصول 5 طائرات روسية تقل ذخائر ومرتزقة إلى منطقة “سرت والجفرة” لدعم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، يحشد الأخير قواته ويحرضهم على الاستعداد لمعركة فاصلة خلال قيامه بزيارات موسعة لأغلب الكتائب التابعة له وخاصة مسلحي “المداخلة”.

تحذير ونزع سلاح

ودوليا.. دعت الولايات المتحدة الأميركية، على لسان مستشار الأمن القومي، روبرت أوبراين، إلى نزع السلاح في مدينتي “سرت والجفرة” لمنع مزيد من تصاعد الأعمال العدائية في ليبيا، رافضة أي تدخل أجنبي هناك أو استخدام “مرتزقة” ومتعاقدين عسكريين خاصيين من قبل جميع الأطراف”.

 

وفي ظل التحشيد العسكري المحلي والتحذيرات الدولية يأتي السؤال: ما مستقبل المعركة في جبهة “سرت-الجفرة” سياسيا وعسكريا؟ وما مدى تحول المدينة إلى منطقة “منزوعة السلاح”؟.

معركة حاسمة قريبا

 

من جهته، أكد المتحدث باسم قوات “بركان الغضب”، التابعة لحكومة “الوفاق” الليبية، مصطفى المجعي أن “كل التجهيزات العسكرية والميدانية تؤكد وجود معركة وقريبة جدا في جبهة سرت والجفرة”، مشيرا إلى أن قوات “بركان الغضب” وغرفة عمليات “سرت-الجفرة” في حالة طواريء وتأهب وتحضيرات لهذه الخطوة وتنتظر فقط القرار”.

وفي تصريحات خاصة قال: “لا أعتقد أن الحكومة أو غيرها يستطيعون إيقاف معركة سرت إلا في حال تم الاتفاق والتأكد من عودة المدينة وكامل الحقول النفطية إلى سلطة الدولة، ورغم هذه المحاولات إلا أنه ميدانيا الكل يتجهز للمعركة، والآن اكتملت كافة التجهيزات لخوض الخطوة”، وفق معلوماته.

وبخصوص تأخر المعركة وتوقف قوات “الوفاق” عند حدود معينة، أوضح المجعي أن “هناك محاولة لإفساح المجال لبعض المبادرات السياسية التي طرحت مؤخرا (لم يوضح من يقف خلفها)، لكن لا نتوقع الوصول إلى حل سلمي مع هؤلاء المتعنتين لذا المعركة لابد منها”، وفق تصريحاته.

انتظار التعليمات

 

من جهته، أشار رئيس الفريق الإعلامي لغرفة “سرت-الجفرة”، أحمد القاضي إلى أن “غرفة العمليات تتابع الآن تحركات مرتزقة الفاغنر التابعة لحفتر بمنطقة جنوب سرت والجفرة، حيث نرصد بشكل متتابع حركة الآليات وطائرات الشحن وغيرها من تنقلات الأفراد من الجفرة إلى سرت والعكس”.

 

وحول مستقبل المعركة هناك، قال: “بالنسبة لقواتنا لا زالت تحافظ على كافة مواقعها وتمركزاتها بمنطقة غرب سرت، وهي في انتظار تعليمات القيادات العليا للتوجه نحو سرت واقتحامها”، وفق تصريحاته.

حوار شامل

 

لكن عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس أوضح أن “حكومة الوفاق والقوات التابعة كانت دائما في موقف من يصد الاعتداء سواء على الصعيد العسكري أو السياسي وليس من سياستها أن تكون طرفا مبادرا بالهجوم لأنها وبما لها من شرعية دولية تعتبر الممثل الوحيد للشعب الليبي”.

 

وأضاف: “بخصوص سرت، فإنه إذا ما تهيأت الظروف لعقد حوار يشمل الأطراف السياسية والمؤسسات والنخب لوضع حل للأزمة وإنهاء الاقتتال فإن الحكومة وقواتها لن تترد في قبول ذلك دون حاجة للسيطرة على أراضٍ بقوة السلاح، لكن بشرط إبعاد الانقلابيين ومن ساندهم من هذا المشهد”.

انسحاب الفاغنر

 

الناطق باسم قوة حماية وتأمين “سرت” سابقا، طه حديد رأى بدوره أنه “إذا ما تم انسحاب المرتزقة الروس من منطقة سرت فإن اقتحام المدينة لن يأخذ وقتا طويلا من قوات حكومة الوفاق، وهذا كله مرتبط بنتائج التفاوض بين تركيا وروسيا، لكن إذا فشل التفاوض فستندلع حربا قوية هناك”.

وأشار في تصريحات إلى أن “أمريكا تحاول فرض سرت منطقة معزولة السلاح وتسعى إلى تحقيق ذلك قبل تحقيق اتفاق روسي تركي خاصة بعد مطالبة حفتر لأمريكا بالتدخل، لكن لا أعتقد أن هذا ممكنا لأنه قيادة العمليات في سرت الآن هي للمرتزقة الروس ولا سلطة لمليشيات حفتر عليها”، وفق رأيه.

 

 

المصدر: عربي 21

زر الذهاب إلى الأعلى