أخبار عربيةالأخبارليبيا

لماذا يرفض سكان مصراتة تداول العملة الليبية المطبوعة في موسكو؟

“عفوا يا بيه، الفلوس دي مزورة” بهذه الجملة رد حلاق مصري على زبون جديد له قدم للتو من مدينة طرابلس، فيما سمعتُ من ليبي آخر “هذه النقود لا نستخدمها هنا في مصراتة، هذه مطبوعة في روسيا”، رافضين أخذ الأوراق النقدية “المزورة” إلا بعد الاستعاضة عنها بأخرى طبعتها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

 

ما سبق حديث لا يسمعه المرء في أي من المدن الليبية باستثناء مدينة مصراتة.

 

ويتم تداول العملتين في السوق الليبي دون قيود باستثناء مدينة مصراتة التي استطلعت الجزيرة نت آراء بعض سكانها، إذ يقول أحد السكان “نعتبر كل عملة طبعت خارج قرار حكومة الوفاق مزورة”.

 

ويضيف أن “المصارف في ليبيا لا تعترف بها، بما فيها العاصمة طرابلس، فقط محال الصرافة في مناطق الغرب الليبي تتعامل بها والمحال التجارية، لكن باستثناء مصراتة”.

 

لماذا مصراتة؟

 

تعد مدينة مصراتة الوحيدة في عموم ليبيا التي يرفض سكانها التعامل بالعملة المطبوعة في روسيا بيعا وشراء لأسباب عدة كما يقول أحد الصرافين الذين التقتهم الجزيرة نت في محله.

 

ويوضح هذا الصراف بقوله “عملة مطبوعة في روسيا محرمة علينا، في فترة سابقة كنا نصرف هذه العملة ونرسلها للمنطقة الشرقية -بنغازي- لصرفها والتداول بها، لكن الأمور تغيرت بعد محاولة حفتر اجتياح طرابلس، هذه عملة مزورة، كما أنها تساعد حفتر في الحرب وتسبب مشاكل اقتصادية أخرى”.

 

ويذهب بعض مواطني مصراتة إلى اعتبارات دينية، ويقولون إن دائرة الإفتاء الليبية كانت واضحة في رفض التعامل بالعملة المطبوعة في روسيا، وهو ما يتفق معه المحلل الاقتصادي في مصراتة مختار الجديد الذي قال للجزيرة نت إن “هناك وقفة جدية من قبل أبناء مصراتة، لقد صدرت تعليمات عن دائرة الإفتاء بمنع تداول العملة المطبوعة خارج نطاق الدولة، ومصراتة تعاطت مع الفتوى بشكل إيجابي لحماية اقتصاد بلادهم”.

 

بداية الخلاف

 

قامت الحكومة الموازية في الشرق الليبي غير المعترف بها دوليا بطباعة عملة ليبية جديدة على مراحل منذ عام 2015 وحتى 2020 بدعم روسي بنحو 12 مليار دينار ليبي (8.5 مليارات دولار)، وأغرقت السوق الليبي بنحو 90% منها، وهو ما أدى إلى زيادة حجم التضخم في البلاد وأثر على سعر صرف الدينار حسب المحلل الاقتصادي مختار الجديد الذي اعتبر أن العملة المطبوعة في روسيا هي السبب في انخفاض قيمة العملة الليبية أمام الدولار.

 

وقال الجديد “ما دام المواطن يستخدم العملة المزيفة المطبوعة في روسيا فيمكن أن يصل الدولار إلى 10 دنانير أو حتى أعلى من ذلك”.

 

تحذيرات

 

ويعلق صرافو مدينة مصراتة في محالهم يافطات تحذر من استخدام العملة التي توصف بالمزورة، وتم توضيح فروق بين العملة المقبول التعامل بها والعملة التي طبعت في روسيا، منها توقيع محافظ مصرف ليبيا المركزي والرقم التسلسلي للأوراق النقدية واختلاف لون الطبعة.

 

ويقول سكان مصراتة إن رفضهم تداول العملة المطبوعة في موسكو ليس فقط بسبب تأثيرها السلبي على الاقتصاد الليبي وإضرارها بدينار دولتهم فحسب، بل أيضا لاعتبارات سياسية تتمثل في ضرب مشروع حفتر العسكري الساعي لإعادة الدكتاتورية إلى ليبيا، كما يقولون.

 

وتشهد ليبيا أزمة مالية كبيرة ونقصا في العملة الصعبة بسبب توقف إنتاج النفط وتصديره للخارج منذ 6 أشهر، وكنتيجة أيضا للانخفاض الحاد في أسعار النفط عالميا.

 

وتقدر المؤسسة الوطنية للنفط خسائر ليبيا من إغلاق الحقول وموانئ التصدير بأكثر من 6 مليارات دولار منذ بداية العام الجاري.

 

 

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى