أخبار عالميةالأخبار

لو كانت الفيسبوك دولة لكانت مثل كوريا الشمالية

تؤكد صحيفة تلغراف البريطانية أن لا قوة على وجه الأرض قادرة الآن على محاسبة شركة فيسبوك  (Facebook)، سواء أكانت جهة تشريعية أو وكالة لإنفاذ القانون أو هيئة رقابة.

 

وترى أن الكونغرس الأميركي والاتحاد الأوروبي فشلا في معاقبة عملاق منصات التواصل الاجتماعي، حيث عادت أسهم مجموعة فيسبوك مجددا للارتفاع، بعد أن غرمتها لجنة التجارة الفدرالية غرامة قياسية قدرها 5 مليارات دولار، لدورها في قضية بيع بيانات ملايين المستخدمين، والمشهورة بفضيحة كامبريدج أناليتيكا.

 

وتضيف أن حملة المقاطعة التي تشنها علامات تجارية كبرى، مثل يونيليفر (Unilever) وكوكا كولا (Coca Cola) وستاربكس (Starbucks) وغيرها ضد فيسبوك، إن نجحت فسيكون سر نجاحها فقط أنها استهدفت الشيء الوحيد الذي يفهمه العملاق الأزرق، أي منطق الأرباح، وإن فشلت فسيتحول الأمر إلى علامة فارقة جديدة في مسار الشركة.

 

إبادة جماعية

 

وترى تلغراف أن فيسبوك ليست مجرد منصة بل هي سلاح فتاك، سهّل هجوما من قبل قوة أجنبية على انتخابات الرئاسة الأميركية، ونقل بثا حيا لمذبحة المسجدين في نيوزلندا إلى الملايين عبر العالم، بل ساعد في جريمة إبادة جماعية.

 

فقد أكد تقرير للأمم المتحدة أن استخدام فيسبوك لعب “دورا حاسما” في التحريض على الكراهية والعنف ضد مسلمي الروهينغا في ميانمار، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وفرار مئات الآلاف من شبح الموت.

 

وبعيدا عن أي قوانين أو رقابة، ترى الصحيفة أن فيسبوك يغزو بيوت 2.6 مليار إنسان، وهو معرض للاختراق من قبل عملاء سريين يعملون لصالح دول، كما أنه مختبر مفتوح لمجموعات تشيد تارة بـ”محرقة اليهود” (الهولوكوست) أو توهمك تارة أخرى بأن تقنية الجيل الخامس للاتصالات “5 جي” (5G) سيدمر موجاتك الدماغية خلال النوم.

 

وتضيف أن الناس يقولون أحيانا إنه إذا كان فيسبوك دولة، فسيكون أكبر من الصين، لكن هذا التشبيه خاطئ، فلو كان فيسبوك دولة فستكون “دولة مارقة”، ستكون كوريا الشمالية. كما أنها ليست مسدسا أو بندقية بل سلاح نووي.

 

وتقول الصحيفة البريطانية إن شركة مارك زوكربيرغ هي شركة استبداد ودكتاتورية وإمبراطورية عالمية يحكمها شخص واحد، فضَّل بكل بساطة -رغم وضوح الدلائل وفداحة الأضرار التي تسبب بها- أن يتجاهل منتقديه في كل أنحاء العالم.

 

بل بالعكس من ذلك تماما، استمرت الشركة بشكل متسارع في ضخ دعاية “غير عقلانية”، رغم كونها المتحكم الأول في القنوات الرئيسية لتوزيع الأخبار في العالم. وبنفس الشكل الذي لا يستطيع فيه سكان كوريا الشمالية التحرك خارج نطاق دولتهم، بات من المستحيل تقريبا على المرء اليوم أن يعيش حياة بعيدة عن فيسبوك أو واتساب أو إنستغرام.

 

في هذا السياق إذن، جاءت حملة “أوقفوا خطاب الكراهية من أجل الربح” (#StopHateForProfit)، حيث دعت 6 منظمات حقوقية في أميركا كبار الشركات إلى قف إعلاناتها في فيسبوك مؤقتا خلال يوليو/تموز الجاري، بعد أن رفضت الشركة إزالة منشور للرئيس دونالد ترامب هدد فيه بالعنف ضد متظاهري حملة “حياة السود مهمة”، والذي قال فيه “عندما يبدأ النهب.. يبدأ إطلاق النار”.

 

تهديد للديمقراطية

 

وتؤكد الصحيفة أن معضلة فيسبوك تتجاوز نطاق الولايات المتحدة وحدها، رغم ما لحملة المقاطعة الحالية من تداعيات محتملة على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث إن تأثيراتها وأضرارها عالمية وتهديدها للديمقراطية تهديد “وجودي”.

 

وتضيف أنه ليس من قبيل الصدفة مثلا أن تكون 3 من أسوأ البلدان تأثرا بفيروس كورونا المستجد، هي دول يرأسها زعماء شعبويون استغلوا قدرة فيسبوك على نشر الأكاذيب على نطاق واسع، وهم ترامب، وغايير بولسونارو (البرازيل) وبوريس جونسون (بريطانيا).

 

وترى تلغراف أن مارك زوكربيرغ ليس هو رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، بل هو أقوى بكثير، فقد نقل عنه الأسبوع الماضي قوله لبعض موظفيه “أعتقد أن كل هؤلاء المعلنين (المقاطعين) سيعودون إلينا قريبا”.

 

كما تؤكد مصادر إعلامية أميركية أنه رغم انضمام حوالي 500 شركة إلى حملة المقاطعة الحالية، فإن الأمر لن يتسبب سوى بانخفاض قيمته 5% من أرباح الشركة.. يبدو إذن -بحسب الصحيفة- أن فيسبوك ليس أكبر من الصين فقط بل أكبر من الرأسمالية كلها.

 

 

المصدر: ديلي تلغراف

زر الذهاب إلى الأعلى