أخبار عربيةالأخبارليبيا

أربع دول تدعم حفتر والرادارات تفضح مسار الطيران الروسي والسوري باتجاه ليبيا

رصدت مواقع مختصة بحركة الطيران لأول مرة انطلاق طائرات شحن سورية وروسية إلى قاعدة الخادم التي تديرها الإمارات في ليبيا، ومن جانبه تحدث الموفد الأممي السابق غسان سلامة عما سماه نفاق أعضاء بمجلس الأمن ودعمهم هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس.

 

وقد أظهر موقع رادار بوكس المختص برصد حركة الطيران انطلاق طائرة شحن إليوشن من نوع 76 تابعة للنظام السوري باتجاه مصر.

 

وتوضح حركة الطائرة أنها انطلقت مساء الاثنين من دمشق باتجاه اللاذقية ثم إلى مصر، وغابت عن الرادار بعد وصولها إلى غرب الإسكندرية.

 

لكن موقع “فلايت أوير” المختص برصد الطيران بث صورا توضح مسار الطائرة بعد أن دخلت مصر، حيث اتجهت إلى مطار قاعدة الخادم في ليبيا، التي تديرها الإمارات لدعم قوات حفتر. وظهرت هذه الطائرة مرة أخرى الثلاثاء الماضي غرب الإسكندرية أثناء خروجها من مصر عائدة إلى سوريا.

 

كذلك رصد الموقع طائرة شحن روسية من الطراز نفسه، حيث انطلقت من موسكو إلى مطار حميميم في اللاذقية السورية، ومن هناك باتجاه مصر ثم إلى الحدود مع ليبيا ثم غابت عن الرادار.

 

ومن ناحية أخرى أشار مرصد “البوسفور” إلى توجه هذه الطائرة الروسية نحو قاعدة الخادم الليبية.

 

وكان تقرير أممي تحدث في أبريل/نيسان الماضي عن حركة جوية لنقل مرتزقة من روسيا وسوريا للمشاركة بالقتال إلى جانب قوات حفتر.

 

وتقول حكومة الوفاق الليبية إن طائرات النظام السوري تنقل المرتزقة والأسلحة لدعم حفتر بما يمثل انتهاكا لحظر تصدير السلاح لليبيا، ثم تعود بوقود الطائرات في انتهاك آخر لحظر توريد هذا النوع من الوقود لسوريا.

 

الانتهاك اليومي

من جهته، قال السفير التركي لدى باريس إسماعيل حقي موسى إن حظر التسليح المفروض على ليبيا لا تتم مراقبته، ولا يتم احترامه شرق ليبيا “ويتعرض (قرار الحظر) للانتهاك يوميا من قِبل مصر والإمارات”.

 

وأشار إلى أن مئات الشحنات تأتي من الإمارات وتتجه لشرق ليبيا عن طريق مصر لتعزيز قوات حفتر. وأضاف أن النظام السوري يرسل مرتزقة يوميا من قاعدة حميميم إلى ليبيا بدعم من الإمارات. واعتبر السفير أن المبادرة التي قدمتها القاهرة بشأن ليبيا دفنت في مهدها وليس لها أي قيمة سياسية جدية.

 

وفي كلمة له أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ الفرنسي، أكد السفير التركي أن بلاده موجودة في ليبيا بدعوة رسمية من الحكومة (الليبية) الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.

 

وأضاف حقي موسى “لا أفهم لماذا تهتم أوروبا وفرنسا بحظر توريد السلاح عبر البحر فقط، في حين تتجاهلانه بريا وجويا، حيث يتعرض قرار الأمم المتحدة بهذا الشأن للانتهاك يوميا عبر الحدود المصرية البرية، وعبر الجو من خلال إرسال الإمارات طائرات إلى ليبيا”.

 

في ذات السياق، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بحثا خلالها تطورات الوضع في ليبيا وسوريا.

 

وأفاد بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، مساء الأربعاء، أن أردوغان وميركل بحثا أيضا مستجدات قضايا إقليمية وفي مقدمتها ليبيا وسوريا.

 

طعنة في الظهر

من جانبه، ندد المبعوث الأممي السابق بليبيا غسان سلامة بما سماه نفاق بعض الدول بمجلس الأمن الدولي، متهما إياها بأنها وجهت “طعنة في الظهر” بدعمها حفتر في هجومه الفاشل على طرابلس.

 

وقال الدبلوماسي اللبناني في مقابلة مع “مركز الحوار الإنساني” الأربعاء “لم أعد أملك أي دور، ففي اليوم الذي هاجم فيه طرابلس، حظي (حفتر) بدعم غالبيتهم (أعضاء مجلس الأمن) في حين كنا نتعرض للانتقاد في ليبيا لأننا لم نوقفه”.

 

ومنذ تسميته رئيسا للبعثة الأممية في يونيو/حزيران 2017، حاول سلامة تحقيق تقدم في المحادثات بين طرفي النزاع لإيجاد حل، لكنها تعثرت أكثر من مرة.

 

واستطرد المبعوث الأممي السابق بأن هذه المحادثات قوضها هجوم حفتر في أبريل/نيسان 2019 على طرابلس قبل أيام من مؤتمر للحوار الوطني في غدامس، كانت تعد له الأمم المتحدة قبل ذلك بمدة طويلة بمساعدة “مركز الحوار الإنساني”.

 

ورأى سلامة أن هجوم حفتر الذي أطلق بدعم عسكري من مصر والإمارات وروسيا وكذلك بدعم فرنسي تنفيه باريس “أدى إلى توقف عملية السلام التي عملنا عليها لمدة عام كامل”.

 

وأضاف “هنا تفهمون أن نفاق تلك الدول، في هذه المرحلة، وصل إلى مراحل تجعل من عملكم إشكاليا جدا”.

 

وقال سلامة “إن دولا مهمة لم تكتف فقط بدعم حفتر، بل تواطأت عمدا ضد عقد المؤتمر الوطني” في غدامس (غربي ليبيا) وأضاف “لم يكونوا يريدون أن يعقد” المؤتمر.

 

وتابع “أنا غاضب جدا” معتبرا أن النظام الدولي القائم حاليا “متضعضع تماما” خصوصا فيما يتصل “بالتدخل العسكري المباشر في نزاعات محلية”. وأعرب عن أسفه لأن “قادة دول مهمة لم يعد لديهم أي ضمير”.

 

واستقال سلامة من منصبه في مارس/آذار الماضي قائلا إن صحته لم تعد تتحمل تلك الوتيرة من الإجهاد، ومؤكدا أنه سعى لعامين وأكثر إلى لم شمل الليبيين وكبح التدخل الخارجي وصون وحدة البلاد.

 

 

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى