مواضيع ثقافية وسياسية

مستشار الرئيس أردوغان: هذه هي أسباب تأخر الحسم العسكري في سرت والتفاهم مع روسيا وارد

أسئلة كثيرة تطرح نفسها عن خريطة التطورات الميدانية المتسارعة في ليبيا، ودور تركيا وسلاحها فيها، وكيف تدير أنقرة علاقاتها بالقوى الفاعلة الأخرى هناك.. حملنا هذه الأسئلة وغيرها إلى ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

وأكد أقطاي -في حوار خاص للجزيرة نت- أن المسيرات التركية المقاتلة قلبت المعارك لصالح قوات حكومة الوفاق وساهمت في دحر قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بسرعة من الغرب الليبي، مبينا أن السبب في عدم حسم سرت حتى هذه اللحظة يعود لاستخدام قوات حفتر المدنيين الليبيين دروعا بشرية هناك، لذلك قوات حكومة الوفاق الشرعية المدعومة بالطائرات التركية تتمهل في السيطرة على المدينة حفاظا على أرواح المدنيين.

 

وقال أقطاي الأستاذ الجامعي في علم الاجتماع والمستشار الأول لرئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم “وارد جدا أن يحصل تفاهم مع روسيا في ليبيا على غرار سوريا لكن بشرط موافقة طرابلس”.

 

ولفت إلى أن تفاصيل التفاهم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيجري الإعلان عنها في الوقت المناسب، لكن تفوق حكومة الوفاق جعل ترامب يقترب من الرؤية التركية لحل الصراع هناك.

 

وأضاف “أبو ظبي تقف في وجه أي تعاون مصري معنا في شرق المتوسط حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة المصريين”.

 

تاليا نص الحوار:

 

ما طبيعة الدور التركي بليبيا في ظل التطورات الميدانية والسياسية المتسارعة هناك؟

الذي يحصل في ليبيا انقلاب ليس من الداخل ولكن من الخارج، كما أن الصراع في ليبيا ليس صراعا بين الليبيين فيما بينهم، بل هو مفروض عليهم من الخارج كنوع من التمدد والهيمنة والاحتلال، وما وجود الروس والفرنسيين والمصريين والمرتزقة من السودان وتشاد في أراضي ليبيا -فضلا عن التمويل الإماراتي والسعودي- إلا لسرقة الثروات الليبية وللإضرار بمصالح تركيا في شرق المتوسط.

 

تركيا منذ البداية مع استقلالية الشعب الليبي ووحدة أراضيه، لذلك لبينا طلب حكومة الوفاق الشرعية المعترف بها في الأمم المتحدة بأن نأتي ونساعدها في مواجهة الانقلاب والاحتلال الخارجي، وذلك بعد توقيع اتفاقية الدفاع المشترك.

 

وبناء على اتفاقية ترسيم الحدود في البحر المتوسط التي وقعتها تركيا وليبيا ستستفيد الدولتان من استخراج الغاز والنفط، كما أن الاتفاقية مفيدة لمصالح مصر، لكن كره وعداء النظام المصري لتركيا دفعه لدرء المنفعة وجلب الضرر لشعبه.

 

تركيا لم تأت لتحارب مصر أو أي دولة إقليمية بل جاءت لتدافع عن مصالحها، علما بأن اتفاقية مصر واليونان تضر بمصالح مصر وتركيا معا.

 

هل يوجد جنود أتراك في ليبيا يشاركون في المعارك هناك؟

لا يوجد جنود أتراك في ليبيا، لكن يوجد مستشارون عسكريون وفنيون وتقنيون ذهبوا إلى ليبيا بتكليف من وزارة الدفاع، حيث يقومون بدور مهم في مساعدة قوات حكومة الوفاق.

 

في حال طلبت حكومة الوفاق منكم جنودا للمشاركة في المعارك فهل سترسلون؟
نعم إذا طلبوا سنرسل جنودنا، فتركيا جاهزة للمساعدة إلى أقصى حد.

 

من خلال متابعتكم، ما السبب وراء اندحار قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر سريعا الأيام الماضية؟ وكيف أثّر السلاح التركي على سير المعارك هناك؟

 

المناطق الواسعة التي كانت تسيطر عليها قوات حفتر معظمها صحراء لم تكن تحتاج إلى وجود جيوش كبيرة وكان يكفيها السيطرة الجوية، لذلك عندما دخلت المسيرات التركية المقاتلة -بناء على اتفاقية الدفاع المشترك- قلبت المعارك لصالح قوات حكومة الوفاق وساهمت في دحر قوات حفتر بسرعة من الغرب الليبي.

 

وعلى الرغم من استخدام قوات حفتر منظومة الدفاع الجوي الروسية “بانسر” بتمويل إماراتي فإن المسيرات التركية دمرت في وقت قصير 18 منها ومن الأسلحة الأخرى.

 

إضافة إلى أن سكان المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات حفتر ساندوا قوات الحكومة الشرعية لأن حفتر ليس له أي جذور في الشعب الليبي، ومعظم من يحاربون معه من المرتزقة.

 

ما تزال قوات الوفاق في مواقعها المطلة على مدينة سرت، لماذا لم تتمكن من حسمها سريعا مثل المناطق الأخرى؟

السبب في عدم حسم سرت حتى هذه اللحظة يعود إلى أن قوات حفتر تستخدم المدنيين الليبيين دروعا بشرية هناك، لذلك قوات حكومة الوفاق الشرعية المدعومة بالطائرات التركية تتمهل في تطهير المدينة حفاظا على أرواح المدنيين، فتحرير المدينة بعد تدميرها فوق رؤوس سكانها كما يفعل حفتر ليس مكسبا.

 

هل ستنقل قوات حكومة الوفاق، بعد تحرير سرت، المعارك إلى بنغازي وشرق ليبيا؟

أعتقد ان حكومة الوفاق ستسيطر على كامل تراب ليبيا لكن ليس بالحرب بل الحوار، لا سيما أن أهل بنغازي سينحازون للشرعية ولن يقفوا إلى جوار الانقلاب والاحتلال الخارجي.

 

بالحوار مع حفتر الذي يسيطر على منطقة بنغازي وشرق ليبيا!؟
لا، ليس مع حفتر الذي لن يكون له أي دور في مستقبل ليبيا، وقد توافقنا مع بعض القوى الفاعلة في الملف الليبي حول هذه المسألة.

 

هناك معلومات عن طلب روسيا من قوات الوفاق عدم التقدم نحو سرت وبالتمركز في محيطها، ولكن فايز السراج أعطى تعليماته بالتقدم واجتياح المدينة. ما صحة ذلك؟

 

نعم لدينا معلومات عن الرغبة الروسية، لكننا ندعم حكومة الوفاق في استعادة سرت.

 

ما إمكانية تفاهم تركيا مع روسيا في ليبيا على غرار سوريا؟
وارد جدا أن يحدث تفاهم مع روسيا على غرار سوريا لكن بعد موافقة حكومة السراج الشرعية.

 

ماذا عن شركة فاغنر الروسية التي تقاتل إلى جوار حفتر؟

وجودها غير شرعي، وأعتقد أن حكومة أبو ظبي هي التي تمولها لبث الفوضى في ليبيا.

 

الرئيس أردوغان صرح بأنه تم التفاهم مع نظيره الأميركي حول ليبيا. على ماذا تم التفاهم؟

تفاصيل التفاهم مع ترامب سيجري الإعلان عنها في الوقت المناسب، لكن التطورات كانت محتاجة هذا التفاهم، خاصة أن الموقف الأميركي يتوافق مع التركي في كثير من النقاط، ويختلف عن الموقفين الروسي والفرنسي، ولابد الإشارة إلى أن ترامب قبل 6 أشهر كان يتواصل مع حفتر باعتباره طرفا رئيسيا في قيادة الشعب الليبي، لكن بعد تفوق حكومة الوفاق بدعم تركيا جعله يقترب من الرؤية التركية لحل الصراع هناك.

 

قلت بداية الحوار إن هناك مصالح مشتركة بين تركيا ومصر بالمتوسط، هل تتواصلون مع القاهرة؟ وما الذي يحول دون إجراء حوار مباشر معها لحل أزمة شرق المتوسط؟

تركيا ومصر لهما مصالح مشتركة في مياه البحر المتوسط الدولية، لذلك الأفضل أن نغض الطرف عن الخلافات بيننا في هذا الموضوع، فنحن عندما نختلف في قضية ليس من الحكمة أن نكون أعداء في كل القضايا، فعلى سبيل المثال نحن نتفق مع روسيا في أمور ونختلف في مواضيع أخرى.

 

لكن أبو ظبي تعزز الخلاف بين مصر وتركيا وتقف في وجه أي تعاون مصري معنا في شرق المتوسط حتى ولو كان على حساب مصلحة المصريين، وهذا نوع من العدوان، فدولة الإمارات لها أجندة وسلوكيات لا تليق بمنطق الدولة، وهي تظن أنها تستفيد من إشعال الفتن وزعزعة الاستقرار.

 

الإمارات تعادي تركيا لأنها وقفت مع ثورات الشعوب العربية، ونحن في تركيا نمثل إرادة شعبنا ويوجد معارضة تنتقدنا بل وتشتمنا بكل حرية.

 

والإمارات دعمت الانقلاب في تركيا ودعمت الانقلابات في كل الدول الإسلامية.

 

اليونان وإيطاليا وقعتا اتفاقية ترسيم حدود بحرية بالبحر المتوسط مثل ما حدث بين ليبيا وتركيا، فهل تضر بمصالح أنقرة في البحث والتنقيب عن النفط والغاز؟

 

إيطاليا واليونان كان بينهما خلاف وعالجاه من أجل مصالحهما المشتركة، وطالما أن اتفاقيتهما لا تتضمن عدوانا على حقوق تركيا فنحن نحترمها.

 

 

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى