اخبار تركياالأخبار

سفن الأبحاث التركية في القطب الشمالي والجنوبي

على مدار السنين، أجرى علماء أتراك دراسات عديدة وقاموا برحلات استكشافية للقطبين الجنوبي والشمالي، بهدف جعل بلادهم “قوة قطبية”.

 

وقالت بورجو أوزصوي، رئيسة المركز التركي للأبحاث القطبية بجامعة إسطنبول التقنية، إن “تركيا تقوم بمشاريع أكثر فاعلية لإجراء أبحاث قطبية كل عام مع قوتها المتزايدة في المنطقة وحول العالم”.

 

وأضافت أوزصوي للأناضول أنه “أمر محتم” أن تصبح تركيا قوة قطبية، مشيرة إلى إطلاق أنقرة بعثات استكشافية عديدة.

 

وتابعت: “في عام 2019، أنشأت البعثة العلمية القطبية التركية أول قاعدة قطبية لها في القارة القطبية الجنوبية”.

 

وأردفت: “تركيا تستضيف في بعثاتها بالقطب الجنوبي بلدانًا عديدة كزائرة باحثة، وتوفر الدعم اللوجستي والعلمي للدول الأخرى في المنطقتين القطبيتين، إذا لزم الأمر”.

 

وأردفت بالقول إن “دراسات الجدوى المتعلقة بإنشاء قاعدة دائمة في القارة القطبية الجنوبية، وصلت المراحل النهائية”.

 

واستطردت أوزصوي: “إذا سار كل شيء كما هو مخطط، فإن هدفنا هو تشغيل القاعدة العلمية في الذكرى المئوية لتأسيس جمهوريتنا (عام 2023)”.

 

فيما قال إرسان بصار، وهو مختص في علوم البحار من “جامعة البحر الأسود التقنية” بولاية طرابزون شمالي تركيا، “إن البعثات العلمية السنوية وزيادة المشاريع بالقطبين عززتا من سياسة تركيا القطبية”.

 

وكثفت أنقرة، منذ 2016، من أبحاثها العلمية في القطبين، وتهدف إلى أن تدعم البعثات والبحوث الإنجازات العلمية لتركيا.

 

دراسة تغير المناخ

 

أفادت أوزصوي، وهي أيضًا مديرة معهد أبحاث القطب لدى مؤسسة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية (توبيتاك)، بأن الفريق التركي نفذ مشاريع عديدة في القطبين، خاصة حول تغير المناخ وتأثيراته على البيئة.

 

وتابعت: “أثناء إجراء دراساتنا في القطب الشمالي، اكتشف الفريق نوعًا جديدًا من البكتيريا”.

 

وشددت على أن “الفريق أجرى مشاريعه بما يتماشى مع الضمير البيئي”.

 

وعمل ثمانية علماء، ممن كانوا ضمن البعثة التركية العلمية الأولى للقطب الشمالي، على 16 مشروعًا، محققين هدفهم، مع ترك الحد الأدنى من آثار الأقدام في تلك البيئة المميزة.

 

وأردفت: “جمعوا (العلماء) النفايات التي وجدوها في محيطهم”، ولم يتركوا أية نفايات بالمنطقة.

 

وأفادت أوزصوي، التي قادت ثلاث بعثات تركية في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، بأن تركيا قامت بأنشطة عديدة في القارة القطبية الجنوبية، على مدى السنوات القليلة الماضية، أكثر من العديد من البلدان الأخرى، التي كانت نشطة في المنطقة لأكثر من قرن.

 

وأوضح بصار للأناضول أن بعثات تركيا الاستكشافية تهدف إلى تكريس النتائج العلمية لمساعدة الإنسانية.

 

وأردف: “كنا نراقب الأنهار الجليدية في جزيرة هورس شو لأكثر من أربع سنوات، ومن المؤسف القول إن هذه الأنهار تعرضت لذوبان كبير، خاصة في 2020.. ويمكن رؤية تداعيات الاحتباس الحراري في القطبين”.

 

وقالت أوزصوي إن المناطق القطبية هي مراكز معلومات حول تاريخ العالم، مثل التقويم.

 

وأوضحت أن القطب الشمالي يحتوي على ما يقرب من ثلث احتياطيات الهيدروكربون في العالم.

 

وأضافت أن ذوبان الأنهار الجليدية في القطب الشمالي أوجد طريقًا جديدًا للنقل البحري.

 

وتابعت: “بما أن الموارد الراهنة في تناقص، فإننا نتفهم أهمية المناطق القطبية، والقارة القطبية الجنوبية غنية بالنحاس والحديد”.

 

صيد “الكريليات” الغنية

 

وقال بصار، قائد بعثة علوم القطب الجنوبي لعام 2020، إن القارة القطبية الجنوبية تزخر بإمكانيات هائلة لصيد “الكريليات”، وهي قشريات صغيرة موجودة في المحيطات.

 

و”الكريليات” مصدر غني بالبروتينات وأحماض أوميجا -3 الدهنية، التي تستخدم كمكملات غذائية أو كبسولات زيتية، وكذلك لإطعام الماشية والحيوانات الأليفة.

 

وأضاف: “من المعروف أن أسطول الصيد التركي يقوم بأنشطة الصيد في أجزاء كثيرة من العالم، وصيد الكريليات سيكون مصدر دخل مهم لتركيا”.

 

وفي وقت يثير فيه القطب الشمالي اهتمامًا عالميًا بفضل فرص تجارية واعدة، لفت بصار إلى أن بعض الشركات التركية نفذت مشاريع مهمة في مجالي البناء وإنتاج الغاز في البلدان المجاورة للقطب الشمالي.

 

ترقية وضع تركيا

 

قال بصار إنه “يجب على تركيا ترقية وضعها كمراقب في القارة القطبية الجنوبية، لتصبح إحدى الدول التي تتخذ القرار”.

 

وتابع: “من المرجح أن تصبح تركيا قوة قطبية في القارة القطبية الجنوبية، حيث يمثل العِلم أولوية، ولكن لا يزال هناك الكثير للقيام به”.

 

وانضمت تركيا، وهي حاليًا بصفة مراقب، إلى “معاهدة أنتاركتيكا”، عام 1996، ووقعت المعاهدة 12 دولة، بواشنطن في ديسمبر/ كانون الأول 1959.

 

وتضم المعاهدة حاليًا 54 دولة، لكن 29 منها فقط تتمتع بوضع استشاري، ما يمكنها من المشاركة في صنع القرار بشأن “أنتاركتيكا”.

 

وتقدمت تركيا، في 2015، بطلب لتصبح مراقبًا في مجلس القطب الشمالي، الذي تأسس في 1996، لتعزيز التعاون والتنسيق والتفاعل بين دول القطب الشمالي الثمانية، وهي: كندا، الدنمارك، فنلندا، أيسلندا، النرويج، روسيا، السويد، والولايات المتحدة.

 

المصدر: yenisafak

زر الذهاب إلى الأعلى