ملفات ساخنة

انقلاب 1960 في تركيا… شهادات ووقائع تقشعر لها الأبدان.. جَرَائِمُ الانقلابيين السادية بحق شهداء 27 آيار

لم يكلف انقلاب 27 مايو حياة عدنان مندريس، وفاتن رشتو زورلو، وحسن بولاتكان فقط، بل كان هناك الكثير ممن استشهدوا بأساليب قتل وتعذيب سادية.

كان أحد ضحايا القتلة قائد شرطة إسطنبول فاروق أوكتاي، في ليلتها بعض الذين تم نقلهم إلى الزنزانة لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم.

 

وتحدث إيمري أوكتاي، لصحيفة يني شفق التركية عن قصة مقتل والده وشهداء “ياسي أدا” الآخرين، مشيراً أنه يشعر وكأن ليلة الانقلاب التي ربطت بين 26 مايو و 27 مايو كأنها وقعت بالأمس.

 

ساديين قتلة

 

نقل إيمري أوكتاي وقائع ليلة حادثة اعتقال والده قائلاً: كان منزلنا في شارع قصر محافظ نيشانتاشي، تجمع الانقلابيين أمام بيتنا بكثرة وقفت الدبابة أمام باب البيت، وآليات مجهزة أيضاً، وأضواء كاشفة وُجهت على بيتنا، حاصروا المنزل، كنا خائفين بالطبع، نظرت إلى أبي رأيته يرتدي ملابسه.

 

وأكمل: تحدث والدي مع ضباط الشرطة في الهاتف وقال لهم: “يا بني، لا تقاوموهم، إنهم عساكرنا، لا تشتبكوا، أنا سأسلم نفسي لهم”، ثم طرق الباب جنديان أخذا بندقية والدي، كانت أخر مرة نرى فيها والدنا، لم نتمكن حتى من وداعه، أخذ أخي الأكبر علاج أبي لأنه كان يعاني من ضغط الدم، لم يأخذوا منه الدواء وضربوه، إنهم جميعاً قتلة ساديون.

 

وأضاف: أرسلوا والدي إلى جزيرة ياسي أدا، حيث لا يوجد اتصال وتواصل إلا برسائل خطية قصيرة، وتتم قراءتها كلها من قبلهم قبل التسليم.

 

قتل تحت التعذيب

 

وعلى ذات الصعيد أكد أوكتاي أن الانقلابين قاموا بتعذيب والده والعديد من الأشخاص الآخرين حتى الموت، ولكن تم تسجيل أسباب الوفاة بأسباب أخرى بعيدة عن الواقع والحقيقة، مشيراً أن والده تعرض لضرب شديد على الصدر وكان لديه الكثير من الكدمات على جسده.

 

وأشار إيمري إلى أنه يوجد قائد في سجن ياسي أدا، اسمه طارق غورياي، كتب توران ديليجيل كتاباً خصيصاً عنه بعنوان “سَجَّانٌ لا يخاف الله”.

 

من جانبه كتب وزير الحزب الديمقراطي إبراهيم سيتكي يركالي في مذكراته أن فاروق أوكتاي قبل موته كان يصرخ قائلاً؛ ألا تسمعونني، إنني أموت أخرجوني، إنني أختنق ثم مات”.

 

ألقوه من النافذة

 

كما رمى الانقلابيون ناميك جيديك، وكيل الداخلية في أكاديمية أنقرة العسكرية، من النافذة، حيث مات بعد سقوطه بينما هم كتبوا في تقريرهم أنه “انتحر”.

 

قطعوا معصميه

 

كما قطع الانقلابيين معصمي حاكم قونية جميل كيليشوغلو، وتم العثور على معصميه في حمام السجن، وتعرض الطبيب ظافر برفر لنزيف دماغي بسبب الضربات التي تلقاها على رأسه بتعذيب الانقلابيين له في السجن.

 

هل يمكنك أن تعطيني كرسيًا؟

 

في 17 فبراير 1961، وقف وزير الصحة والرعاية الاجتماعية لوتفو كيردار أمام المحكمة وكان منهاراً متعباً، فخاطب سليم باسول قائلاً “لا يمكنني الوقوف يا سيدي، هل يمكنك أن تعطيني كرسيًا؟”، لم يرد سليم على طلبه بل وبخه، وانهار لوتفو ووقع على الأرض حينها ومات أمام أعين الجميع.

 

في 5 يونيو 1961 توفي نوري ياموت، نائب رئيس الأركان العامة الأسبق، حيث قاموا بلعبة “القفز” عليه حتى مات.

 

في 21 يوليو 1961 ، شُنق فاروق سرجوت رئيس الحزب الديمقراطي بربطة عنقه.

 

في 5 أغسطس 1961 توفي نائب الحزب الديمقراطي عن ولاية بورصة، كينان يلماز، وقالوا ‘نوبة قلبية’ مرة أخرى.

 

غاز وليس سرطان

 

وعلى ذات الصعيد فقد أُصيب توفيق ايليري بالسرطان وكان الدم يخرج من فمه بشكل مستمر وكانوا يقولون له ليس لديك سرطان، لديك غاز” ويعطونه أدوية للغاز.

 

وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، فانهار وضعه الصحي في سجن قيصري ومات في المستشفى، ليكون ضحية آخرى لجرائم القتلة الساديين.

زر الذهاب إلى الأعلى