أخبار عربيةالأخبارلبنان

رصد أسبابها وكيفية تعامل الناس مع الحشرات التي تجتاح لبنان

اجتاحت مناطق لبنانية عدة، جبلية وساحلية، الأسبوع المنصرم أسرابا من الحشرات والصراصير بصورة كثيفة وغير مسبوقة، مما أثار أسئلة بشأن أسبابها وتأثيراتها والإجراءات الحكومية تجاهها.

 

وشكلت هذه الأسراب مصدر قلق للأهالي، لا سيما المزارعين الذين لم يشاهدوا في السنوات الماضية هذه الكثافة من الحشرات، التي تظهر عادة مع بداية مايو/أيار وارتفاع درجات الحرارة.

 

ودرجت العادة في أواخر فصل الربيع وبدايات فصل الصيف قيام مروحيات من الجيش اللبناني بالتعاون مع وزارة الزراعة على رش المبيدات اللازمة للقضاء على أصناف من حشرات كانت تفتك بموسم القمح في البلاد.

 

ويقول المزارع عامر سيف الدين في بلدة برالياس في سهل البقاع الأوسط (شرقي لبنان) للجزيرة نت؛ إنه لم ير سابقا أسرابا كثيفة من حشرات متنوعة ومتعددة. موضحا أن هذه الأسراب من الحشرات لم تطل الإقامة في منطقته، فسرعان ما انتقلت إلى مناطق أخرى.

 

لا داعي للقلق

وأكدت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية التابعة لوزارة الزراعة في لبنان أن ما شهدته البلاد من أسراب كثيفة لحشرات متنوعة، وبينها حشرات صغيرة كالبق والخنفساء والنمنم، كان نتيجة طبيعية لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة بشكل غير مسبوق في مثل هذه الأيام من السنة.

 

وأوضحت المصلحة في بيانات لها أن هذه الحشرات لا تشكل خطرا على المواطنين أو المزروعات. مشيرة إلى أن حشرة البق أو النمنم تنتشر في مختلف المناطق اللبنانية، وهي تنجذب للأضواء واللون الأبيض، وقالت إن هذه الحشرات غير مؤذية، وازدياد عددها جاء بسبب موجة الحر التي تضرب البلاد، وأنها تنتقل ضمن أسراب كبيرة إلى أماكن رطبة ومروية، وإلى البلدات والمدن.

 

وقالت الأبحاث العلمية والزراعية إن بعض هذه الحشرات تظهر في الربيع بأعداد قليلة، وتبلغ ذروتها في مايو/أيار، وتنتقل ضمن أسراب كبيرة، لافتة إلى أن هذه الحشرات تتواجد في منطقة حوض المتوسط في المروج والحقول، وتتغذى على نباتات برية بالإضافة إلى الكينوا، والملفوف، والقرنبيط، والخردل البري، والفصة، ودوار الشمس، والكانولا، كما سجل وجودها على العنب في سهل البقاع.

 

وأكدت المصلحة في بيان أن هذه الحشرات غير مؤذية، لكنها مزعجة بسبب أعدادها الكبيرة ومنظرها، وقد تتسبب في حساسية الجلد لدى بعض الأشخاص، وعند الضرورة يمكن استخدام المبيدات المنزلية العادية.

 

من جهته، قال رئيس مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال إفرام إن هذه الحشرات تظهر عادة في لبنان خلال مايو/أيار، وهو ما حصل العام الماضي، وإن بنسب أقل. وأضاف أن الأمطار الغزيرة التي شهدها لبنان خلال هذا الموسم أدت إلى نمو سريع للأعشاب والحشائش، وجاءت بعدها موجة حر، مما سمح بتكاثر هذه الحشرات بسرعة.

 

المكافحة البيولوجية

ودعت مجموعة “درب عكار ” البيئية في توجيهات عامة المواطنين إلى عدم الخوف من هذه الحشرات، وقالت إن منطقة عكار شهدت أسرابا من الخنفساء، وإن هذه الخنفساء تشكل عامل اطمئنان للمزارعين، ولا يجوز مكافحتها، والأهم إطفاء الأنوار ليلا كي لا تعاق حركتها أو إشغالها عن مهمتها.

 

وأوضحت أن الخنفساء تعد من الحشرات المهمة في المكافحة البيولوجية للآفات الزراعية؛ فالحشرة البالغة تأكل الحشرات الأخرى ويرقاتها، فضلا عن أنها تتغذى على بذور الأعشاب، مما يؤدي إلى مكافحة هذه الأعشاب قبل نموها لمستوى تصعب السيطرة عليه، أي بمعنى أنها ليست آفة، بل على العكس تماما.

 

من حمص إلى لبنان

وكانت أسراب الحشرات وصلت بلدة عرسال ومحطيها من سهول حمص السورية، وفق عدد من المزارعين في عرسال وسهل البقاع القريب من الحدود مع سوريا.

 

ثم انتشرت هذه المجموعات في مختلف المناطق في سهلي البقاع (شرق) وعكار (شمال) وفي قرى بجبل لبنان (وسط لبنان) وصولا إلى جنوب البلاد.

 

واتخذت السلطات المحلية في مختلف المناطق إجراءات وقائية لمواجهة “فقس بيض” بعض هذه الحشرات من خلال رش مبيدات وإطفاء المصابيح العامة لمنعها من الانجذاب إلى الأماكن المنارة.

 

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى