اخبار تركياالأخبار

بلدية كاراتاي التركية تشتري ألعابًا من مسنة توقف عملها بسبب وباء كورونا

تعلمت السيدة أومو تشاكماك أوسلو، فن حياكة الألعاب من مواد عضوية بمتابعتها لمقاطع فيديو تعلم هذا الفن عبر موقع يوتيوب، فغدا هذا الفن مصدر رزقها الوحيد. لكنها عانت مؤخرًا من صعوبات اقتصادية لعدم تمكنها من مغادرة منزلها الواقع في منطقة “كاراتاي” بولاية قونيا، بسبب التدابير المتخذة لمكافحة تفشي فيروس كورونا.

 

فمنذ أن فرضت وزارة الداخلية حظر تجول على من كان عمره 65 عامًا فما فوق، لمكافحة تفشي الوباء، التزمت السيدة أومو البالغة من العمر 65 عاما في منزلها، ولم يعد بمقدورها بيع ألعابها المصنوعة من “فن الأميغورومي” لعدم خروجها من المنزل، فقرر رئيس بلدية كاراتاي وأعضاء مجلس البلدية شراء ألعابها لمساعدتها.

 

حتى ابن السيدة أومو أصبح عاطلًا عن العمل لعدم تمكنه من الخروج من المنزل، مما أدى إلى تراكم فواتير المنزل والإيجار عليها، فتولت البلدية دفع الفواتير والإيجار عنها.

 

وذكرت وكالة الأناضول أنه بعد أن أبلغت أومو فرق البلدية عن حالتها، قرر رئيس بلدية كاراتاي حسن كيلجا، وأعضاء مجلس البلدية شراء الألعاب بالإضافة إلى جمع المال فيما بينهم لمساعدتها.

 

طرق موظفو البلدية باب السيدة أومو، وأعطوها مالا كثمن للألعاب، فقالت لهم “لم أتمكن من بيع ألعابي التي صنعتها  بيدي لأنني لا أستطع الخروج، فلم يبق لدي مال لأدفع إيجار منزلي ولا ما أنفقه كمصروف لي”.

 

قالت أوسلو: “أعمل بهذه المهنة منذ خمسة أعوام. وقد بقيت لدي بعض الألعاب التي لم أستطع بيعها ولم اعرف ماذا سأفعل؟ لم يبقَ لدي ما أنفقه حتى كمصروف لي، فبسبب تفشي الوباء لا أستطيع الخروج إلى الشارع لأبيع ألعابي. وقد دعوت الله أن يهيئ لي فاعل خير يشتري ما لدي”.

 

أشارت أوسلو إلى أن ألعابها عضوية لأنها مصنوعة من خيوط نسبة القطن فيها 100%، وحتى الحشوة التي بداخلها من القطن، وقالت: “أمضي أيامي بصنع الألعاب، وأنهي أصغر لعبة في مدة ما بين 4 و5 أيام. وأستطيع إنهاء لعبة كبيرة في مدة لا تزيد عن عشرين يوما. أقدم جزيل الشكر لمن يُقدّر عملي ولم يضيع جهودي”.

 

وفي تعليق له على قصة السيدة أومو، قال رئيس بلدية كاراتاي حسن كيلجا إنه يسعى جاهدا مع فرق البلدية لمساعدة جميع المحتاجين في منطقته، وأضاف: “خالتنا أومو تعلمت فنًا وطورته بنفسها بدل حياكة اليد البسيطة، فبدأت بتوفير مصدر رزقها من هذه المهنة. في هذه الأيام لم تستطع الخروج من منزلها بسبب التدابير المتخذة لمكافحة تفشي فيروس كورونا، لذلك لم تستطع بيع ألعابها التي لا تقدر بثمن والتي هي مصدر رزقها الوحيد بعد أن توقف ابنها عن عمله. فقررت فور سماعي عن وضعها مع أعضاء مجلس البلدية شراء ألعابها وجمع مال فيما بيننا لمساعدتها. لقد أسعدنا إدخال السرور على قلبها”.

 

وتعمل البلديات في جميع الولايات التركية على تلبية احتياجات المسنين الغذائية والطبية، بعدما قيدت السلطات خروجهم من المنازل، ضمن تدابير منع انتشار فيروس كورونا.

زر الذهاب إلى الأعلى